إقبال الأحمد تشكر الحبيب والبذالي لانهما اظهرا معدن المواطن الكويتي الاصيل الذي يرفض تجاوز الاخلاق والقيم باسم المذهب
زاوية الكتابكتب سبتمبر 18, 2010, 11:37 ص 1722 مشاهدات 0
شكرا للحبيب والبذالي!
كتب إقبال الأحمد :
فوجئت حين عرفت ان موضوعا سبق ان كتبته منذ اكثر من عامين وخلال انتخابات مجلس الامة الاخير، قد ظهر على السطح مرة اخرى، وبدأ يتناقله الناس من جديد اليوم.. الموضوع وعنوانه «هدف سني بتمريرة شيعية» كان مقارنة بين كويت اليوم وكويت الامس.. ويسلط الضوء على روعة ترابط النسيج الاجتماعي في الكويت ايام الخمسينات والستينات يوم كان الشيعي والسني يكملان بعضهما بمعنى الكلمة.. وقد اختتمت الموضوع بجملة «كنا اسياد الرياضة لما سجل فيصل الدخيل السني هدفا في كأس العالم بتمريرة من عبدالله البلوشي الشيعي.. وسجل الهدف باسم الكويت».
وللامانة، للمرة الثانية والثالثة اوضح ان كلمات الموضوع كانت منقولة عن مدونة لزميل عزيز.. ولكن هذا لا يمنع ان كمية التفاعل مع كلمات الموضوع لم تكن عادية، لان الناس كانوا يريدون ان يسمعوا مثل هذا الكلام، لانهم بحاجة ماسة الى من يذكرهم بتلك الايام في خضم الصراعات و«تفاهة» اللغة التي يتخاطب بها من هم ليسوا أهلا لذلك، الامر الذي يتسبب -وللاسف- في احتقان الانفس واندلاع النيران في القلوب لتأكل الأخضر واليابس في هذا البلد العزيز.
اقول اليوم.. حين كان الشيعي يدافع عن السني وعندما كان السني يغار على الشيعي في كويت ايام زمان.. فذلك لم يكن، ليس لان الاول يعرف الثاني أو الثاني يعمل عند الاول.. لا.. بل، لان «الاول كويتي والثاني اخوه الكويتي».
وعندما فزع اهلنا الشيعة ورفضوا التعدي على حرمة اهل السنة وما قاله اخرق (ينتمي لمذهبهم) حول امهات المؤمنين.. وعندما فزع السنة ورفضوا ما قاله الأخرق الآخر (ينتمي لمذهبهم) عندما اطلق لعناته وشتائمه وتكفيره ووعد بالقتل والويل والثبور بصوت عال كله نشاز وحقد لبعض اعضاء مجلس الامة الاسلاميين لانهم لم يردوا على ما قاله الأخرق الاول.. فذلك ما هو الا صورة من صور كويت الامس التي تحدثنا عنها في مقالنا.
شكرا لحبيب والبذالي.. لانهما اظهرا معدن المواطن الكويتي الاصيل الذي يرفض تجاوز الاخلاق والقيم باسم المذهب.. شكرا لهما، لانهما افاقا ما تبقى عندنا من غيرة على بعضنا.. وما استطاع الصمود امام عواصف الطائفية والقبلية والمذهبية التي عصفت بنا فدمرت اكثر مما دمره اعصار كاترينا وزلزال الصين.
علينا ان نلفظ كل اخرق يتعدى على وطنيتنا ويمزق حبنا لبعض.. علينا ان نعض بأسناننا على ما تبقى من ترابط نسيجنا الاجتماعي والا نترك هذا النسيج يتهلهل بأيدي امثال الحبيب والبذالي.
إقبال الأحمد
تعليقات