مبارك صنيدح يرى استحالة فصل القبيلة عن الدولة أو ذوبانها فيها

زاوية الكتاب

كتب 1348 مشاهدات 0



 فيض المشاعر
 

القبيلة والدولة

 
كتب مبارك صنيدح
 
2010/09/17    10:56 م


هناك من يريد ان يفصل القبيلة عن الدولة او يجعل القبيلة تذوب وتنتهي معالمها ورسومها داخل الدولة.. ومن ينشد احد الأمرين فهو يطلب المستحيل.
القبيلة كان لها دور بارز ومؤثر في العصر الجاهلي وعلقت معلقاتها الشعرية على جدار الكعبة المشرفة وتاريخ سطر بالشجاعة والمرؤة والكرم والوفاء وايضا حروب تنشب لأتفه الأسباب كحرب البسوس وداحس والغبراء وتستمر عشرات السنين..ودخلت القبائل في الاسلام وسخرت شجاعتها وبطولتها في نشر الاسلام وفي الحروب وعند فتنة بريق السيوف وحمائم الموت يصيح فيهم خالد بن الوليد رضي الله عنه (تمايزوا حتى نعرف من اين نؤتى) فينتسب كل منهم الى قبيلته ويحمي ثغره وشرف قبيلته حتى لايؤتى من قبله.
ونختصر قرون السنين ونقفز على احداثها فليس المقام للتفصيل.. وفي ارض الجزيرة العربية عادت القبائل تحت راية مشايخها وفي غياب الدولة والقانون الى الحروب وسبي غنائم الابل وسطرت هذه المعارك والحروب بوسائل الاعلام الشعرية التي تثبت ملامح المرحلة وتؤرخها في مراحل الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة..وسطرت ابيات الشعر النبطية لوحة تاريخية من البطولة والشجاعة والوفاء والكرم وغض الطرف عن الجارة وتأنف الغدر والخيانة.
وشهدت ارض الجزيرة العربية معارك وقودها وشررها القبائل خصوصا في الكويت والسعودية في عهد مبارك الكبير وعبدالعزيز بن سعود.
ووضعت القبيلة سلاحها وولاءها لمشيختها وانخرطت في نظام الدولة وقوانينه واندمجت في المجتمع المدني وتحول الولاء لتراب الوطن وشرعيته والعلم الوطني..لكنها لم تتخل عن عاداتها وموروثها التاريخي الحافل بسجايا الأخلاق الحميدة برغم سباق الحضارة المتسارع وعولمته الغربية.
القبيلة المعاصرة لم تحط رحالها في المنطقة الرمادية بين الدولة والقبيلة ولم تكن يوماً من الأيام في تناقض مع مكونات الدولة بل في تكامل واندماج تام بل لدرجة انه في احدى مراحل تكامل الدولة كان يطلق عليهم لقب (الفدواية) لدفاعهم عن النظام في حقه وباطله.
العصبية القبلية مرفوضة وهي تحتمي بعباءتها دون علمها الوطني او ان تحاول ان تكون كياناً آخر غير كيان الدولة..اوتعمل تحت اطار شريعة الغاب والفوضى وتكون عنصر تقويض لمقومات الدولة..او هتك نسيجها الأجتماعي ولحمتها الوطنية.
ولكن لايعني خلع عباءة الفداوية من ظهر القبيلة وبروزها كقوة سياسية فاعلة ونجاحها في فرض رموزها وخطابها السياسي والثقافى ووجود برلماني يحسب له الكثير ان يتم استعداؤها وتحميلها نواحي القصور في الدولة بذريعة التعصب القبلي.


مبارك صنيدح 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك