حسن علي كرم يستغرب اتهام النائبات فقط بالتنفيع، ولايرى نائبا منذ عام 63 دخل المجلس وخرج منه نظيف الكف إلا نادرا

لماذا العيون على النائبات فقط..؟!

 
كتب حسن علي كرم
 
2010/09/16    09:38 م

لماذا ملاحقة العيون للنائبات فقط والساحة البرلمانية تضج بآثام النواب ايضا.. فحصر التنفيع على النائبات وتجاهل تنفيع النواب هذا تلبيس للحقيقة..!!
أما كون النائبات من الجنس الانثوي وتجربة اولى برلمان وينسج حولهن شبهة التنفيع، لا ارى في ذلك مفارقة، ففي الاخير هن عضوات في المجلس ويماثلن النواب في العمل السياسي الذي لم يميز بين النائبات والنواب وبالتالي كان من حقهن ان يناورن ويساومن الحكومة ويقبضن فورا وعلى الطاولة ثمن التحالف السياسي..!!
الحكومة الكويتية ليست حكومة حزب الاغلبية. بل لا تملك اغلبية برلمانية تساندها ولذلك يظل ظهرها مكشوفا اذا لم تلجأ الى عمليات المساومات وشراء النواب احيانا بالمال واحيانا بوسائل اخرى.. وكلها في النهاية تنفيع في تنفيع..!!
منذ 1963 الى يومنا الراهن دلوني على نائب دخل المجلس نظيف الكف وخرج نظيف الكف الا القليل النادر وهذا من قبيل المعجزات ومن عجائب الدنيا ودلوني على وزراء لم يستفيدوا من مناصبهم؟! وانما هن جزء من تركيبة المجلس.. والحكومة قد تخذل وقد تخسر في قاعة المجلس من جراء خسارة صوت واحد.
اللعبة السياسية لعبة قذرة نتنة والبرلمانات المكان الافسد ليس في الكويت ولكن في العالم ايضا.
اتهام النائبات بشبهة التنفيع لا ينبغي ان يكون ذريع للتراجع عن المشاركة النسوية في العمل السياسي، ولا ينبغي التصور بان دخول المرأة قاعة البرلمان جعل المجلس مثاليا، فالسياسة هي السياسة سواء كان اللاعب رجلا او امرأة، فالغاية تبرر الوسيلة «ومن لا حيلة له فليحتال..!!».
اعداء المرأة واعداء الديموقراطية واعداء المجلس سيجدون شائعة تنفيع النائبات جائزة من السماء جاءت اليهم حتى يسخروها في دعاياتهم المضادة للمرأة وللديموقراطية ولكل عمل تقدمي.
ان على النائبات المتهمات بالتنفيع ان يسارعن لكشف الحقائق ويضعن النقاط على الحروف حتى لا تتسع دائرة الشائعة فيساء الى سمعتهن البرلمانية وسمعتهن الشخصية وللتجربة البرلمانية التي ما زالت في طور الحضانة.
ان تنفيع النائبات من عضويتهن لا ينبغي اعتبارها صدمة ولا ينبغي اعتبار دخول المرأة للبرلمان تجربة فاشلة، فالتجربة ما زالت في مرحلة تجربة التي تحتاج الى الرعاية والتشجيع من المحبين والمؤمنين بالمشاركة النسائية كي تنضج ثم تفوز بالنتيجة المأمولة.
اعود لأكرر على النائبات ان يقطعن دابر الشائعات التي تدور حولهن، فلا شيء يخفى خاصة ان العيون راصدة عليهن..
ليست النائبات وحدهن انتفعن – اذا صح – من عضويتهن فالمنتفعون اعظم. ومن كان منكم بلا خطيئة فليرجمهن بالحجر..!!

حسن علي كرم