تتفق الحركات السياسية بكل أطيافها على مبدأ واحد هو الانتقاد المستمر للحكومة برأى د.شملان العيسي متهما المسئولين بأنهم لايعون معنى الوحدة الوطنية
زاوية الكتابكتب سبتمبر 15, 2010, 11:34 م 866 مشاهدات 0
أحلام الوحدة الوطنية
كتب د.شملان يوسف العيسى
طلبت الحكومة من المجلس الأعلى للتخطيط سرعة إعداد قانون حماية الوحدة الوطنية.
واضح جدا بأن المسؤولين في الحكومة لا يعون تماماً، ماذا تعني «الوحدة الوطنية»؟ وهل يمكن تحقيق الوحدة الوطنية من خلال القانون؟
برأينا المتواضع الوحدة الوطنية لن تتحقق في الكويت أبدا إلا بقيام حركات وتجمعات سياسية ومجتمعية تؤمن إيماناً مطلقاً ولديها تصور واضح بالمبادئ والقيم المشتركة التي يلتف حولها الجميع.. ولكي نتعرف على أسباب الخلل في وحدتنا الوطنية علينا أولا أن نعرف ونتفهم طبيعة القوى المحركة التي تقف وراء النزاع.
الوحدة الوطنية كما نفهمها وندرسها تعني ببساطة في أي مجتمع تعددي يفترض أن تكون هناك مبادئ مشتركة يجتمع عليها الجميع وتحقق مصالحهم جميعا.
الآن ما العامل المشترك الذي يوحد أهل الكويت بكل فئاتهم؟.. الإجابة سيقول الجميع هو حب الوطن والتضحية من أجله وحمايته والولاء للسلطة الشرعية، ولكن ما أراه شخصيا علينا جميعا الالتزام بالدستور والمبادئ الموجودة في الدستور والتي أهمها مبدأ الحفاظ على الحريات وفصل السلطات وأهمية أن تكون الدولة مدنية.. عمادها القانون وتطبيق مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع واحترام حقوق الإنسان، من السذاجة والسطحية تشكيل لجنة لوضع قانون لحماية الوحدة الوطنية؟
الخلاف حتما سوف ينشب بين القوى الوطنية والقوى الدينية حول مبدأ الحريات وأهمية التعددية الفكرية والدينية وحرية العبادة وغيرها من المبادئ الدستورية المهمة.
قوى الإسلام السياسي من حركة سلفية واخوان مسلمين وقوى إسلامية شيعية حتما ستطالب بأسلمة القوانين بما ينسف المبادئ الأساسية في الدستور وهو كون الدولة دولة مدنية وليست دينية، فالتجربة السياسية في الكويت تخبرنا بأن الحركات السياسية في الكويت سواء كانت قومية أو إسلامية أو قبلية يتفق أعضاؤهم على مبدأ واحد فقط هو انتقادهم المستمر للحكومة وأدائها.. لذلك نجد الاخواني (اخوان مسلمين) والسلفي والقومي والليبرالي والشيعة والبادية لديهم الاستعداد في المجلس لتوحيد صفوفهم وإعلان جبهات موحدة ضد المشاريع الحكومية.. لكنهم جميعا لا يملكون رؤية مشتركة لكيفية إعادة النسيج الاجتماعي الممزق إلى مجتمع جديد يكون عماده احترام الآخر والالتزام بالقانون والدستور في قضايا حرية العبادة والحريات عموما.
ما نحتاج إليه ليس محاضرات وخطب وتمنيات أو تشكيل لجان لسن قوانين جديدة للحفاظ على الوحدة الوطنية، ما نحتاج إليه اليوم وضع مشاريع متكاملة تقوم بدمج المظاهر الاقتصادية والثقافية والروحية في وحدة متماسكة.
وأخيرا نرى بأن الخلافات سوف تستمر ما دام بعض الفئات السنية والشيعية تزج الدين في قضايا المجتمع.. ولن تحل مشاكلنا إلا إذا آمنا بأن «الدين لله والوطن للجميع».
د.شملان يوسف العيسى
تعليقات