وليد الرجيب يشير موجزا إلى نماذج للتسامح الديني في الكويت قديما، ويأسف لما صنعه عدم التسامح تجاه الغرب بعد أحداث 11 سبتمبر
زاوية الكتابكتب سبتمبر 13, 2010, 4:43 م 1029 مشاهدات 0
وليد الرجيب / أصبوحة / يوم اختفى التسامح الديني
ذكر لي الدكتور خليفة الوقيان حكاية ومثالاً من الأمثلة الكثيرة عن التسامح الديني لدى الكويتيين، قال: «كان الشيخ عبدالله النوري وهو شيخ دين والشيخ عبد العزيز حمادة وهو قاضي الكويت والشيخ أحمد عطية الأثري وهو أيضاً قاض، كانوا يذهبون في يوم 25 ديسمبر من كل عام إلى بعض الأسر الكويتية المسيحية ليقدموا لها التهاني بمناسبة أعياد الميلاد (الكريسماس)، كما أن الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وهو أيضاً قاض ومفت ورجل دين، كان معروفاً باحترامه للديانة المسيحية واحترامه ليهود الكويت الذين كانوا يكنون له احتراماً كبيراً.
لكن الزمن تغير بذهاب المسلمين المستنيرين والمتسامحين من الكويت والعالم، تذكرت ذلك عندما حلت يوم السبت الماضي ذكرى كارثة 11 سبتمبر اللاإنسانية والتي قتل خلالها أكثر من ثلاثة آلاف شخص بريء وبدم بارد، هذه الجريمة التي شوهت وجه الإسلام وربطته بالإرهاب والقتل والدمار والكراهية للأديان الأخرى.
ولكن ماذا كانت نتائج هذه الجريمة؟ هل انتصر الإسلام؟ هل تغيرت أحوال المسلمين إلى الأفضل؟ أظن أنه حدث العكس تماماً، فقد ازدادت الكراهية للإسلام والمسلمين في العالم وارتد العديد من المسلمين الأجانب عن الإسلام ومنهم شخصيات معروفة واستغلت الولايات المتحدة هذه الجريمة ودفعت بجيوشها إلى بعض الدول الإسلامية بذريعة الحرب على الإرهاب وامتصت ثرواتها ورتبت أوضاع محاورها وتحالفاتها، بصفتها القطب الأوحد في العالم وفتت شعوباً وأيقظت فتناً طائفية وأشعلت بؤراً قد لا تنطفئ في عالمنا الإسلامي والعربي.
ولأن التعصب يقود إلى التعصب والعنف يولد العنف، هددت كنيسة صغيرة في فلوريدا بحرق مصحف، كما تعرض بعض المسلمين لاعتداءات في أميركا وبعض الدول الأوروبية وتعرض أمن الجاليات المسلمة في هذه الدول للخطر.
وقد كان من المقرر أن تنطلق مظاهرة في هذه الذكرى تضم أميركيين من جميع الديانات سماوية وغير سماوية في مسيرة تسمى «مسيرة الوحدة» تعبيراً عن الاستنكار لهجمات سبتمبر، ورفضاً لحادثة حرق المصحف وتأكيداً على أخوة وتسامح الأديان وهو المنفذ الحضاري للسلام بين الشعوب.
فهل سينقذنا التسامح في النهاية؟ وهل سنحظى بسلام حلمنا به طويلاً؟
وليد الرجيب
تعليقات