د. مطلق القراوي يرد على ماقيل في حق أم المؤمنين

زاوية الكتاب

كتب 1991 مشاهدات 0




 ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله

 
كتب د. مطلق القراوي

 
الرد على ما قيل في حق الحبيبة زوجة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ليس لتبرئتها لأن الله عز وجل قد برأها في كتابه الكريم حيث قال في سورة النور {انّ الّذِين جاءُوا بِالافْكِ عُصْبةٌ مِنْكُمْ لا تحْسبُوهُ شرًّا لكُمْ بلْ هُو خيْرٌ لكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ ما اكْتسب مِن الاثْمِ والّذِي تولّى كِبْرهُ مِنْهُمْ لهُ عذابٌ عظِيمٌ{ (11 - سورة النور). بل لاثبات ان ما قيل هو لاعلاء مكانة هذه المرأة العظيمة ورفعة شأنها..ونحن لا نشك ولو للحظة كارجاع البصر بأن الصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله عنهما هي من خير نساء العالمين، كما انها حبيبة المصطفى صلى الله عليه وسلم الفقيهة العالمة..المحدّثة رضوان الله عليها وعلى والديها ويقال: انك اذا أردت ان تظهر محاسن الرجل من أهل الخير..ذمّه..فان ذلك مدعاة الى النظر في سيرته العطرة ومعرفة محاسنه..وهذا ما نتج عن هذه المقولة الكاذبة في حقها..حيث زادت محبتها في قلوب المسلمين..وتحركت مشاعرهم دفاعاً عنها ووقوفاً معها..{.. وعسى ان تكْرهُوا شيْئًا وهُو خيْرٌ لكُمْ وعسى ان تُحِبُّوا شيْئًا وهُو شرٌّ لكُمْ واللّهُ يعْلمُ وأنْتُمْ لا تعْلمُون (216)} البقرة.

إن الرد على ما قيل يرتكز في محورين:
الأول: ان ما قيل في حقها رضي الله عنها من سوء خلق، وكذب، ونفاق، وادعاءٍ بدخولها النار..انما جاء في سياق كلام القائل دون اثبات وشواهد سواء من القرآن الكريم أو السنة المطهرة أو حتى ما قيل على لسان العلماء والمؤرخين..بل كان كلامه في حقها بدعاً من عنده..وقولاً من نثره كأنما أُنزل عليه الوحي في تلك اللحظة..وهذا ما لا يصدقه عاقل ولا يقبله انسان.
الثاني: ان الله عز وجل عندما يذكر المؤمنين في كتابه الكريم فيقصد بهم عباد الرحمن المخلصين وأصفياءه المقربين وخيرة خلقه المصطفين..فقال عز من قائل }انّما الْمُؤْمِنُون الّذِين اذا ذكِر اللّهُ وجِلتْ قُلُوبُهُمْ واذا تُلِيتْ عليْهِمْ آياتُهُ زادتْهُمْ ايمانًا وعلى ربِّهِمْ يتوكّلُون(2){ الأنفال.وقال عز وجل في سورة المؤمنون }قدْ أفْلح الْمُؤْمِنُون (1) الّذِين هُمْ فِي صلاتِهِمْ خاشِعُون (2) والّذِين هُمْ عنِ اللّغْوِ مُعْرِضُون (3) والّذِين هُمْ لِلزّكاةِ فاعِلُون (4) والّذِين هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُون (5) الا على أزْواجِهِمْ أوْ ما ملكتْ أيْمانُهُمْ فانّهُمْ غيْرُ ملُومِين (6) فمنِ ابْتغى وراء ذلِك فأُولئِك هُمُ الْعادُون (7) والّذِين هُمْ لأماناتِهِمْ وعهْدِهِمْ راعُون (8) والّذِين هُمْ على صلواتِهِمْ يُحافِظُون (9) أُولئِك هُمُ الْوارِثُون (10) الّذِين يرِثُون الْفِرْدوْس هُمْ فِيها خالِدُون (11){، وفي سورة آل عمران {ولا تهِنُوا ولا تحْزنُوا وأنْتُمُ الأعْلوْن ان كُنْتُمْ مُؤْمِنِين (139)}.فمكانة المؤمنين عظيمة عند الله عز وجل..كما ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم الذي تعهد بحفظه الى يوم القيامة وتلقاه جميع المسلمين بالقبول، ونُشر وطُبع في جميع أنحاء العالم دون تغيير أو تحريف أو تشويه..قال الله في حق زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الأحزاب {النّبِيُّ أوْلى بِالْمُؤْمِنِين مِنْ أنْفُسِهِمْ وأزْواجُهُ أُمّهاتُهُمْ (6)}.
فهذا ثابت في كتاب الله لا ينكره الا كافر..فجميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهاتٍ للمؤمنين..وعائشة رضي الله عنها احدى زوجاته باثبات القاصي والداني..شهد على ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية وسير العلماء والمؤرخين..وبما ان المؤمنين بالله عز وجل هم خيرة خلقه..فان أمهاتهم صفوة هذه الخيرة، وعلى أعلى مراتبها عند الله جل وعلا..فكيف تكون أم المؤمنين في النار..وكيف نصدق ان أمهات المؤمنين يتصفن بالنفاق والكذب وسوء الخلق..حاشا لله ان نقول ذلك.لقد فات القائل ان يمهد لمقولته بأن ينفي زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها حتى لا يتعارض قوله مع صريح القرآن الكريم في قوله ان زوجات النبي عليه الصلاة والسلام هنّ أمهات المؤمنين..وهذا يدل على ضحالة علم القائل..وقلة فطنته..لكن الله عز وجل أراد ان يعلي بهذه المقولة من شأن الصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله عنهما..ويثبّت حبها في قلوب المسلمين، وهذا ما نراه الآن..ردود الفعل الطيبة تجاه هذه المقولة..كما ان الله عز وجل أشار في كتابه الكريم لصفة هؤلاء الغافلين الذين يدعون العلم ويتهجمون على الصالحين والمسلمين بغير علم ولا دليل.فقال عز من قائل {ولقدْ ذرأْنا لِجهنّم كثِيرًا مِن الْجِنِّ والانْسِ لهُمْ قُلُوبٌ لا يفْقهُون بِها ولهُمْ أعْيُنٌ لا يُبْصِرُون بِها ولهُمْ آذانٌ لا يسْمعُون بِها أُولئِك كالأنْعامِ بلْ هُمْ أضلُّ أُولئِك هُمُ الْغافِلُون (179)} الأعراف.
- د. مطلق القراوي

وكيل وزارة الأوقاف المساعد
للتنسيق الفني والعلاقات الخارجية والحج 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك