عيد الفطر، فرحة بالثواب والأجر
محليات وبرلمانيستحب بهذا اليوم التزين والتطيب وصلة الرحم
سبتمبر 10, 2010, 1:58 ص 2017 مشاهدات 0
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ... الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، هذه التكبيرات ستردد في كل البلدان العربية والإسلامية طوال أيام عيد الفطر السعيد بعد أن من الله سبحانه وتعالى علينا وبلغنا رمضان وأتممناه، ونسأله سبحانه أن يتقبل منا الصلاة والصيام والقيام، وها هي الأيام تنقضي وطريق الحياة يجري ولكل شيء بداية ونهاية وحياة وموت، فبالأمس استقبلنا شهر رمضان شهر الخير والإيمان شهر الرحمن بالسرور والفرح والتهاني واليوم نودعه ونرجو من العلي القدير أن يعيد علينا رمضان أعوام عديدة وأزمنة مديدة، وسوف نذكر وقفات للعبرة والعضة عسى أن ينفعنا الله بها.
الوقفة الأولى: ما يثلج الصدر ويجمع السرور بالقلب عندما نرى إخواننا المسلمين متسابقين إلى الخيرات فأول عتبات رمضان تزاحم الناس على فعل الحسنات وتسابقوا على الأجور والثواب بالصيام والصدقة وصلة الرحم والمحافظة على الصلوات مع الجماعة والقيام ومن أفعال الخير الكثيرة، فلا تكون طائعا لله في شهر رمضان متراخيا كسلا بعد رمضان فرب رمضان هو رب الشهور الباقية، والموفق من وفقه الله بعد رمضان.
الوقفة الثانية: الخوف والوجل من عدم قبول العمل، والدعاء بأن يقبل الله العمل الصالح وان يغفر السيئات والزلات، قال سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) الآية: 60، فوالله خاب من ذهب عمله سدا ومن ضاع جهده وذهب تعبه ونصبه هباء الرياح، حيث كان السلف يدعون الله سبحانه وتعالى ستة اشهر ان يقبل منهم رمضان وستة آخر ليبلغهم رمضان القادم.
الوقفة الثالثة: قال تعالى في سورة النحل (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا) الآية 92، فهذه الآية لها قصة عظيمة يذكر ان هناك امرأة في مكة كانت تغزل الغزلا عظيم من الصوف والشعر والبر وبإحكام متقن وتأمر جواريها بذلك فكنا يغزلنا من أول النهار إلى نصفه، فإذا انتصف النهار إمرتهن بنقض جميع ما غزلن فهذا كان دأبها، وهذه الآية تنطبق على من كان يعبد الله برمضان ويسهر ليله بالصلاة وقرأ القرآن وتقرب إلى الله بطاعات طلبا منه الأجر والثواب، حتى إذا ما انتهى الشهر عاد إلى أعماله السابقة بالتقصير والتراخي، فحرص اخي المسلم على طاعة الله في جميع الشهور.
ويقول الشاعر:
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقـد أظلك شـهر الصوم بعدَهُما *** فلا تصيره شهر تضييع وعصيان
واتلـوا القـرآن ورتل فيه مجتهـداً *** فإنه شـهر تسبيـح وقـرآن
كم كنت تعرف ممن صام من سلف *** من بين أهلنٍ وجيرانٍ وإخوانِ
أفناهـم الموت واستبقاك بعدهم حي *** فما اقرب القاصي إلى الدان
عيد الفطر هو عيد الجائزة من الله سبحانه لعباده المسلمين بالعطاء والمغفرة والحسنات عيد الفرح والسرور عيد يشكر به المسلم ربه على نعمة الصيام والقيام ويسأل الرب الرحمن الرحيم ان يتقبله منه، وان يعفو عنه ويغفر له وهو عيد المغفرة منه سبحانه وتعالى لعباده المسلمين الواصلين بحبل الله سبحانه وتعالى، حيث اجتهدوا بشهر رمضان بالطاعات ورضوان الله واستحقوا الجائزة الربانية مغفرة من الله ورضوان، كما انه يستحب بهذا اليوم التزين والتطيب بأفضل الملابس والعطور وان الله سبحانه يحب ان تظهر اثر نعمته على عبده المسلم لقوله سبحانه بسورة الضحى (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، وهو يوم لصلة الرحم والتسامح بين المسلمين، وان أفضل أيام السنة هي أيام العيد وهو يوم عفو ومغفرة من الله فمن باب أولى ان يعفو المسلم على أخوه المسلم وان يتسامحا في هذا اليوم وهي فرصه للعفو والمغفرة حيث قال سبحانه وتعالى (الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس والله يحب المحسنين، والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون،أولئك جزائهم مغفرة من ربهم و جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها و نعم أجر العاملين) آل عمران الآية: 134-136
ومن احكام عيد الفطر أن يستعد المسلم لصلاة العيد بأن يغتسل ويتطيب ويتجمل ويخرج لصلاة العيد، وقبل ان يخرج للصلاة أن يأكل تمرات وترا – ثلاث تمرات أو خمس تمرات – وفي الحديث (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترا) أخرجه البخاري، ويسن في يوم العيد التكبير والجهر به، وللنساء أن يكبرا سرا، وفي الحديث فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما (ان رسول الله كان يكبر يوم الفطر من حيث يخرج من بيته حتى يأتي المصلى) بإسناد صحيح، ومن المعلوم ان التكبير الجماعي بصوت واحد بدعه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح ان يكبر كل واحدا بصوت منفرد.
ويسن الخروج لصلاة العيد مشيا كما يسن إذا ذهب إلى الصلاة من طريق ان يرجع من طريق آخر، كما ان صلاة العيد اذا كانت يوم جمعة فمن صلى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله قال(اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إنشاء الله) صحيح بسن أبي داوود، ومن فاتته صلاة العيد من المسلمين يشرع له قضاؤها على صفتها فعن أبي عمير أبن أنس رحمه الله عن عمومة له من أصحاب النبي: (أن ركباً جاءوا إلى النبي يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم النبي أن يفطروا، وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم) أخرجه أصحاب السنن وصححه البهيقي.
ومن السنن المستحبه صيام ستة أيام من شهر شوال كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن'من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر' رواه مسلم في كتاب الصيام بشرح النووي.
وينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولاً ثم صام ستاً من شوال، وإن صام الأيام الستة من شوال ولم يقض ما عليه من رمضان فلا يحصل هذا الثواب سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل القضاء أم لم نقل، وذلك لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:'من صام رمضان ثم أتبعه...' والذي عليه قضاء من رمضان يقال صام بعض رمضان ولا يقال صام رمضان، ويجوز أن تكون متفرقة أو متتابعة، لكن التتابع أفضل؛ لما فيه من المبادرة إلى الخير وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصيام كما جاء في فتاوى ابن عثيمين –رحمه الله- بكتاب الدعوة (1/52-53)].
أسأل الله ان يتقبل منا جميعا رمضان وان يعيده علينا أعواما عديدة وكل عام وانتم بخير.
تعليقات