مؤكدا أنه لايمثل عامة الشيعة.. محاربة الحبيب لن تكون برأى سعود العصفور بالتصريحات الرنانة والخطب الفالتة، بل بتجفيف منابعه على الطريقة الأمريكية

زاوية الكتاب

كتب 1089 مشاهدات 0





سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / ياسر الحبيب... مرة أخرى
 
 سعود عبدالعزيز العصفور 
 
 
هل تشاهدون معي ما يجري على الساحة المحلية؟ فنانون، والله العظيم. فنانون سياسيون. مبدعون في ركوب الموجة والتصعيد والدق على الحديد وهو حامٍ. سحرة كلام، أبطال تصريحات، عداءو مسافات طويلة وقصيرة في مضمار «الجمبزة»، قادرون على كسر حواجز سرعة الصوت وسرعة الضوء في التصريحات الإعلامية.
بعضهم يطلب من الحكومة ما لا تستطيعه وهو يعلم أنها كسيحة، عاجزة، لا تستطيع تنفيذ ما يطلبون. نائب يطالب الحكومة بجلب سيئ الذكر ياسر الحبيب بواسطة الإنتربول، وهو يعلم أنها هي ذاتها التي تركت له قبل سنوات «دريشة المطبخ» مفتوحة ليقفز منها ويهرب إلى بلد الضباب! يطلب من الحكومة أن تفرض على حكومة لندن تسليمها السجين الهارب المجرم في حق أم المؤمنين، رضوان الله عليها وعلى أبيها، وهو يعلم بأن هذه الحكومة اللندنية مجبرة على احترام حق اللجوء السياسي الذي منحته حكومة سابقة لذلك المجرم. هم يعلمون، أن الحكومة عاجزة ولن تستطيع أن تصل إلى الحبيب، حتى لو أرادت، فما بالك إذا كانت فوق ذلك كله لا تريد ولا ترغب؟!
وهنالك إبداع سياسي من نوع آخر، نائب يشجب ويستنكر ما فعله ياسر الحبيب في سطرين، ثم يقلب موجة كما يقولون، ويبدأ وصلة الردح والبكاء على ما أسماه سكوت الحكومة عن الشيخ «عثمان الخميس»! وهذا إبداع بالتأكيد، وقدرة على الأداء الكوميدي لا توازيها قدرة، لو عرضت في شاشات رمضان لكسبت الجولة على كثير من مسلسلاتنا الباهتة والماصخة. لو كان الحديث عن الشيخ عثمان الخميس وياسر الحبيب قبل ظهور وانتشار «مكتبة العالم» المسماة بالإنترنت وقسمها المرئي، اليوتيوب، لمر علينا ذلك مرور الكرام، فهذا المتطرف مقابل ذلك المتطرف، ولكن لا يا سادة، كوميديتكم وإبداعكم هذا لن يمر في مثل هذه الظروف، فشتان ما بين الاثنين، أحدهما يقيم احتفالا لموت أم المؤمنين، ويصفها بأبشع الصفات، ويصنفها ضمن أهل النار، ويكفر أهل الكويت وحكامها، ويدعو إلى القضاء عليها ضمن دولة شيعية كبرى، والآخر يناقش قضــــايا دينـــــية وتاريخــــية يؤخذ منه ويـــــرد ولكن في حدود النـــقاش الديني الواضح، ولم يقم بعمل احتفالات لهلاك أحد أو تكــــــفير أهل الكــــــــــويت ومـــن جــــاورهم. إبــــــــداعكم واضح، ولكن لا قيمة له على أرض المواقف.
نعلم أن ياسر الحبيب لا يمثل عامة الشيعة، بل هو من فئة تحارب بقية الشيعة أكثر مما تحارب السنة، وله صولات وجولات في تكفير وتحقير وازدراء كثير من الرموز الدينية للشيعة، لكن تعالوا نضع بعضا من النقاط على الحروف. من أين لفتى عاطل تافه لا قيمة علمية ولا دينية له ولا يعمل عملاً واضحاً ولا هو من ورثة الملايين والمليارات، من أين له الأموال التي تدعم إنشاء مكتبه ومدرسته وقناته التلفزيونية وموقعه المتعدد اللغات في بلد الغلاء وعاصمة التضخم؟
إذا أردتم أن تحاربوا فكر ياسر الحبيب وما يمثله من سوء، فاتركوا عنكم التصريحات الرنانة والخطب الفالتة، فلا خيار أمامك إلا بتجفيف منابعه، تماماً مثلما فعلت الولايات المتحدة مع المنظمات الإرهابية بعد 11 سبتمبر. ابحثوا عن مصادر تمويله، ويمكنكم بسهولة الوصول إليها، واقطعوها، وحينها فقط، ستعلمون أن الإبداع السياسي عندنا وصل مستويات احترافية، لأنهم ببساطة بأموالنا يشتمون أمهاتنا ومعتقداتنا ورموزنا.

في ظل جو الإحباط المتصاعد من عجز الحكومة في تطبيق فعلي للحكومة الإلكترونية يستفيد منه المواطن والمقيم، تخرج لنا وزارة الخارجية بمفاجأة لم تكن متوقعة، وهي تطبيق وزارة الخارجية لأجهزة الآي فون والآي باد، وهي خطوة إيجابية ومبادرة مميزة تحسب لوزير الخارجية والفريق الذي عمل على إنجاز هذا العمل. الله يعطيكم العافية لمزيد من التميز، وإن شاء الله تنتقل العدوى إلى وزير الداخلية ووزارته، قولوا آمين.

كل عام وأنتم والكويت بخير.


سعود عبدالعزيز العصفور

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك