إبراهيم المليفي يتمني أن يمسك كل منا لسانه قدر المستطاع وليتجاوز كبير العقل عن هفوات صغار العقول

زاوية الكتاب

كتب 668 مشاهدات 0





الأغلبية الصامتة: الفتنة تستنجدنا بحَبَّة فاليوم
إبراهيم المليفي
 
هناك نقاط متفجرة بين أصحاب المذاهب في الدين الواحد لن تزول إلا مع قيام الساعة، ونحن جميعاً نعيش على أرض واحدة مليئة بالخيرات الطيبة، فليمسك كل منا لسانه قدر المستطاع، وليتجاوز كبير العقل عن هفوات صغار العقول، لأن حارقي الأوطان لا يعيشون وسط أناس لا يتفاعلون معهم.

الفتنة في الكويت 'غير شكل' فهي تطلب النوم والبعض يحرمها منه، فتنتنا منهكة من السهر القسري والطبول التي تدق فوق رأسها 'بوم... بوم... قومي اشتغلي' حتى في شهر رمضان الكريم لا يتركها الطبالون تستريح ساعة، بل يتناوبون على إيقاظها مرة بسطل ماء بارد ومرة بالصعق الكهربائي حسب اللزوم، وهي ترجونا بعكس كل فتن العالم أن نخلصها من جوقة الطبالين وتستنجدنا بحَبَّة 'فاليوم' أو أكثر كي 'تخمد' للأبد.

أيعقل أن يتسبب سفيه مُهمل في قفار الضباب، مفصول عن سياق الحاضر والمستقبل أن يهزنا بحفل هزلي خاض فيه أيسر الطرق لاستثارة مشاعر الغضب لدى جموع الطرف الثاني ألا وهو التجريح واللعن والنيل من شرف أكثر الناس مكانة ومعزة لديهم؟ هل يستحق ذاك الأهوج القابع كحبات الغبار بين أكثر الكتب صفاراً وتطرفاً كل هذه الموجة من الاستنكار والتهديد؟ أم أن هرطقاته خلقت موجة عالية جديدة كي يركبها الساسة والخاسرون في الانتخابات؟

إن الأمور عندما تتشابك لا تجد من يتذكر أصل الحكاية، بالأمس دخلنا نفق التأبين وبعدها بقليل مركز 'وذكّر' وقبل أشهر أزمة تعديل المناهج واليوم متعصب يتطاول على أم المؤمنين السيدة عائشة، والحجج جاهزة الكل يتذرع بتبيان الدين الصحيح والدفاع عن ثوابتنا الإسلامية إلى أن ننزلق شيئاً فشيئاً في متاهة اللاعودة.

هل المدعو ياسر حبيب هو المصدر الوحيد للتوتر الطائفي في الكويت؟ أم أنه مجرد 'برغي' صغير في مصانع منتجات البيئة الحاضنة للإرهاب؟ هل تعلمون كم قناة فضائية تردد نفس ما يقوله الأرعن الهارب؟ وكم قناة تبث الخطاب المناهض له مثل قناة 'صفا' الكويتية؟ هل تدركون مخاطر إقحام الجنسية الكويتية كورقة في الصراعات السياسية والفتن الطائفية؟ إنها كارثة لأننا متى ما تركنا هذا السلاح في يد 'وسيعين الصدر'، فسوف يأكل القوي الضعيف ويدوس الظلم كلمة 'لا' وحتى تفهمون أكثر: أنتم تعطون السلطة الحبال التي ستخنقهم بها لاحقاً وبنفس الحجج التي ترددونها اليوم. الطريف أن مشرعينا المتحمسين لا يعرفون الفرق بين سحب وإسقاط الجنسية حتى الآن.

هذه القضية من بدايتها لا يراد لها أن تصغر بعد إغلاق نواب كتلة الإصلاح والتنمية وغيرهم طريق المفاوضات، فهم يريدون إسقاط جنسية السفيه وجلبه عبر جهاز الإنتربول وبعد رد الأخير بالرفض لأنه لا يجلب المطلوبين على خلفية قضايا معتقدات دينية وعدم رضوخ الحكومة لمطلب سحب الجنسية تم التهديد بالاستجواب؟ الآن هل الاستجواب حل مثالي لهذه القضية؟ لا أظن لأن الضغط على الحكومة في هذه المرحلة أكثر فائدة من صعود المنصة، خصوصاً أن دور الانعقاد الجديد سيبدأ نهاية أكتوبر القادم، وهو ما يعني أمرين: برودة القضية وتزاحم حساباتها مع الاستجوابات المنتظرة.

في الختام هناك نقاط متفجرة بين أصحاب المذاهب في الدين الواحد لن تزول إلا مع قيام الساعة، ونحن جميعاً نعيش على أرض واحدة مليئة بالخيرات الطيبة فليمسك كل منا لسانه قدر المستطاع وليتجاوز كبير العقل عن هفوات صغار العقول، لأن حارقي الأوطان لا يعيشون وسط أناس لا يتفاعلون معهم.

الفقرة الأخيرة: أين صوت كتلة العمل الوطني من كل ما يحصل؟ إن أثر الصوت المعتدل في تخفيف الاحتقان مثل السحر... عيدكم مبارك.

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك