ان التعايش هو السبيل الوحيد لوأد الفتن ودفن النزاعات، برأى عبداللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 604 مشاهدات 0



التعايش هو الحل 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
لا ننكر، كما اعتقد البعض، حق كل متدين ومسلم في ان «يستاء» او يتأذى شعوره عند الطعن في دينه او رموز واعمدة هذا الدين. خصوصا عندما يكون الطعن نتيجة أكاذيب ومغالطات ومزاعم لم يعن احد ولا حتى من يرددها باثباتها. طبيعي ان يفزع الكثيرون لرسولهم وان يغضبوا للمساس بصحابته او اهل بيته. لكن هناك فرقا ان نفزع كافراد وان نفزع كمسلمين وان نفزع كدولة او امة اسلامية كما يتمنى البعض.
وهناك فرق ايضا في ان يعترض انسان مسلم مسالم، وانسان آخر همه التعريض بالاخرين والتحريض عليهم تكفيرا ونبذا. فاعتراض الاول نابع من غيرته على الدين ورموزه واهله، واعتراض الثاني مخصص لخلق الفتن واشعال البغضاء وتعميق الفروق بين خلق الله.
لكن مع كل هذا يبقى الثابت عندنا ان عقائد الناس ومذاهبهم مختلفة. وان هذا الاختلاف يتركز في الاساسيات، سواء بين الاديان او المذاهب. بل انها، اي الاديان والمذاهب، نشأت وتنشأ وتعرف ايضا بناء على هذه الاختلافات. لهذا فان كل محاولات التقريب بينها باءت وستبوء بالفشل لانها تعني وبكل بساطة الغاء احد الاطراف او كلها وليس الغاء الاختلافات.
المؤسف ان هذه الاختلافات تحولت مع تقدم العلوم وتطور المعرفة الى فتن و«هوشات» على الفضاء وعبر الانترنت. المتخلفون السنة مثل الشيعة، لم يستغلوا العلم والمعرفة لتعزيز دين الله او للتقريب بين خلقه، بل استغلوا كل ذلك لزيادة التفرقة وبث الفرقة بين المسلمين. ياسر الحبيب ليس وحده في ميدان الشتم والردح والبذاءة، فعلى الطرف الاخر هناك «شيوخ» اشد مغالاة وقسوة في تناول سواء ادبيات الشيعة او رموزهم.
لدينا قوانين تحمي معتقدات الناس وتصون كراماتهم، لنطبق هذه القوانين ولنلزم انفسنا باحترام اديان الآخرين ومعتقداتهم قبل ان نطالبهم باحترام وتقدير ما نؤمن به. ان التعايش هو السبيل الوحيد لوأد الفتن ودفن النزاعات، والمطلوب ان نتوحد في الحقوق والواجبات، لا ان نتوحد عنوة تحت راية مذهب واحد او حتى «وطن» واحد كما يدعو اليه المتلهفون على تعميم الوحدة الوطنية.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك