المسجد الكبير ازدان بـ25 ألف مصلًّ في 'الثامنة والعشرين'
مقالات وأخبار أرشيفيةالعجمي يثمن جهود القائمين على البث التلفزيوني
سبتمبر 7, 2010, 3:09 م 1514 مشاهدات 0
احتشد 25ألف مصل في مسجد الدولة الكبير ليلة أمس التي وافقت الليلة الثامنة والعشرين من شهر رمضان المبارك الذي أوشك على أن يؤذن بالرحيل، حسب تصريح رئيس اللجنة الإعلامية لإحياء العشر الأواخر في المسجد علي عبد الله شداد.
وقد خيمت على جموع المصلين أجواء الحزن لتوديع هذا الضيف العزيز على قلوب الأمة بأسرها، إذ ما بقي منه إلا ليلتين اثنتين، أو ربما ليلة واحدة، ليرفع بعد ذلك إلى رب العالمين وقد ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر.
أم المصلين في الركعات الأربع الأولى القارئ الشيخ قتيبة الزويد الذي استهل القراءة بداية من سورة الذاريات المباركة، وقد أمتع المصلين وعاش وإياهم في أجواء هذه السورة الكريمة، وفي الركعات الأربع الثانية وركعات الشفع والوتر أم المصلين القارئ الشيخ خالد الجهيم الذي أفاض صوته على المكان كله أجواء الخشية والخشوع.
تخللت الصلاة خاطرة إيمانية ألقاها الشيخ الداعية بدر الحجرف، ذكّر المصلين خلالها بجملة من مشاهد يوم، ذلك اليوم العظيم الذي يغفل عنه كثير من الناس والذي حرص القرآن الكريم على التذكير به في مواضع كثيرة، فهو يوم مقداره خمسون ألف سنة بتعداد الناس، ويفر المرء فيه من أخيه وزوجته وأولاده، إذ لكل امرئ من هؤلاء يومئذ شان يغنيه عن غيره.
ولفت الحجرف إلى أن الإنسان حينما يدركه هذا اليوم يتذكر ما كان منه ويُعرض عليه شريط الذكريات، وما كان قدم لنفسه في هذه الحياة الدنيا، فمن أساء فإن الجحيم هي المأوى ومن نهى نفسه عن هواها وجاهدها حق المجاهدة فإن مأواه الجنة، مشددا على ضرورة هذه المجاهدة التي تنجي الإنسان من هذا العذاب.
وعرج الحجرف على مواطن متعددة في كتاب الله سبحانه وتعالى حثت الناس على الاستعداد ليوم القيامة، مثل قوله تعالى ' فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبًا'، متسائلا: إذا كان الأطفال الذين لم يقترفوا من الذنوب شيئا يشيبوب لهذا اليوم، فكيف بالكبار الذين اقترفوا من الذنوب ما لا يحصيه إلا الله عز وجل.
وذكر طرفا مما يشهده الناس يوم القيامة من أهوال، مثل العرق الذي يلجم البعض إلجاما، مشيرا إلى حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي تسال النبي صلى الله عليه وسلم فيه عن نظر الرجال والنساء العراة بعضهم إلى بعض يوم القيامة، وهو يقول لها الأمر أعظم من ذلك، وحديث شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم للخلق.
وختم الحجرف ببشارتين قدمهما للمصلين وللأمة الإسلامية، أولاهما ذكر السبعة الذين يظلون بظل الله في ذلك اليوم، وثانيهما أن يوم القيامة يمر على المؤمنين كأنه صلاة ظهر أو عصر يصلونها.
هذا وقد أكد المشرف على الأعمال التلفزيونية بالمسجد الكبير في العشر الأواخر هذا العام فلاح نهار العجمي النجاح اللافت للخطة التي وضعت خصوصا لنقل ليلة السابع والعشرين حية على الهواء من خلال استنفار القائمين على البث التلفزيوني من مصورين وفنيين وغيرهم حتى تغطي الكاميرات كل ساحات المسجد والطرقات المجاورة له، والتي تمتلئ بالمصلين، لنقل الحدث من كل زواياه إلى العالم أجمع، وبصورة مميزة تبرز الوجه الحضاري والإيماني المشرق لدولة الكويت، إذ كان المتابع لهذا النقل عبر شاشة التلفزيون يتملكه الخشية والانبهار في آن واحد.
وثمن العجمي جهود القائمين على البث التلفزيوني الذي شهد تجديدا مبدعا ولافتا هذا العام طوال ليالي العشر الأواخر من رمضان، كما أشاد بجهود الطاقم الإعلامي المميز كله والذي كان حريصا على نقل هذه الصورة الإيمانية المشرقة والتميز للعالم كله، بالإضافة إلى سرعة المتابعة، مشيرا إلى حرص كثيرين ممن لا تواتيهم الفرصة إلى الحضور إلى المسجد الكبير ممن هم داخل الكويت على متابعة هذا النقل الحي بقلوبهم والعيش داخل هذه الأجواء، هذا فضلا عن أشواق المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، إذ كثيرا ما يبدي الأشقاء في بعض الدول العربية والإسلامية رغبتهم في زيارة المسجد الكبير، لا سيما في العشر الأواخر، منبهرين بإدارة هذه الجموع الغفيرة في هذه الأيام المباركة وتقديم كل هذه الخدمات الجبارة لها.
وقدم العجمي الشكر لكل الجهات التي شاركت في إخراج هذا العمل بهذه الصورة المميزة، الرسمي منها والأهلي، وعلى رأسها إدارة المسجد الكبير التي كانت نموذجا يحتذى في التعاون البناء المثمر، وكذلك الإعلاميون الذين نقلوا هذه الأجواء إلى العلم كله بشفافية وتميز وصدق، ومتابعة حثيثة وأمينة.
تعليقات