افتتاحية الجريدة تصف اللقاء التليفزيونى للرئيس بأنه كان خطوة صحيحة، وإن جاءت متأخرة
زاوية الكتابكتب سبتمبر 6, 2010, 12:28 ص 753 مشاهدات 0
افتتاحية
ثقتكم بأنفسكم أصل الثقة بكم
تستحق المقابلة التلفزيونية التي بثها تلفزيون الكويت مع رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد أكثر من وقفة، وأكثر من تعليق؛ فهي المرة الأولى التي يخرج فيها سموه إلى الناس من خلال لقاء تلفزيوني صريح، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها عن هموم الشأن المحلي معلِّقاً على ما يثار من ملاحظات، سواءً عند عامة الناس أو ما يتناوله أعضاء مجلس الأمة أحياناً من انتقادات مباشرة لسموه.
وبعيداً عن الاتفاق أو الاختلاف مع سموه في ما تناوله من تعليقات وتوضيحات لا بد من تأكيد أن فكرة اللقاء وعفويته كانت فكرة موفقة ونصيحة صائبة، فقد كسرت هذه الخطوة حاجز المواجهة، والحديث بصراحة مباشرة أظهر ثقة سموه بنفسه، وهو ما كان يجب أن يدركه الناس؛ لأن ثقة الناس لا تُكتَسب ما لم يدركوا ثقة الفرد بنفسه قبل كل شيء، وسموه بدا واثقاً بنفسه في اللقاء التلفزيوني.
كان يردد بعض النواب أو المشككين في قدرات الحكومة، فيقولون إن سمو الرئيس ونائبه الأول لا يستطيعان مواجهة الناس ووسائل الإعلام، لكنهما حين قررا مواجهة الاستجوابات المقدمة إليهما أثبتا بطلان هذا القول، وحين ردَّا على النواب أثبتا أنهما قادران على شرح أفكارهما وعرضها، وقد تَوّج هذا التأكيدَ سمو الرئيس بلقائه التلفزيوني، إذ كان قادراً على عرض أفكاره وتوضيح أدلته، وكان مقنعاً في الكثير منها.
إن الظهور إلى الناس مباشرة والحديث إليهم هو الأصل، وهو الأصح في كسب ثقتهم، وليس الاعتماد على مَن يصرح بالنيابة أو يكتب مدافعاً، ويدَّعي أن ذلك مطلوب منه، فهذا طريق يزرع الشك ولا يغرس الثقة أو يحميها.
لقد طمأن سمو الرئيس الناس بشأن كثير من القضايا، وأهمها التمسك بالديمقراطية وثوابتها، كما طمأنهم على الحفاظ على الدستور، وأنه إذا كانت هناك نوايا لتعديله فلن تكون بغير ما اشترطته مواده، ولن يأتي ذلك ما لم تكن النوايا صافية، وما لم يتوافر توافق سياسي بعيداً عن التجاذب والصراعات، وهو ما أكد أن الساحة ليست مهيأة له. كما أكد جرأة الحكومة وشجاعتها في مواجهة الأخطاء والاعتراف بها وتصحيحها.
بقي أن نقول إن لقاء سموه كان خطوة صحيحة، وإن جاءت متأخرة نوعاً ما، إلا أنها ضرورية، ومثلما اتَّسم اللقاء بالصراحة والوضوح والصدق فإنه يجعل المسؤولية مضاعَفة على كاهل سموه، لأن الناس ينتظرون تفعيلاً لكثير مما وعد به، ويريدون أن يروا حزماً حكومياً في سيادة القوانين وعدالة تطبيقها، ويريدون أن يلمسوا أفعالاً لمحاربة الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه. نقول هذا كي تكتمل الصورة والأصل، وكي تكون مكانة سموه في قلوب الناس وعقولهم، متمنين أن يستمر هذا التواصل المباشر بينه وبينهم.
الجريدة
تعليقات