د.علي الطراح لايبدي اعتراضا على شيعية ايران ، بل على رغبتها الملحة من خلال التسلح النووي للعودة لفرض الامبراطورية الفارسية

زاوية الكتاب

كتب 1104 مشاهدات 0




 بين الفارسي والعربي وعودة لإحياء الماضي

 
كتب د.علي أحمد الطراح

ايران دولة صديقة وجارة ويهمنا كما يهمها ان يحظى الخليج بالاستقرار.لدينا اشكالية كبيرة تعود للتاريخ وتراكماته، فايران دولة اقليمية تشكل جزءاً من امن المنطقة واختارت هذه الدولة النموذج الاسلامي الراديكالي واليوم تمر المنطقة بهواجس الخوف ويحق للجميع ان يشعر بالقلق على امن المنطقة.ما يقلقنا لغة الفوقية التي تمارسها ايران، فهي بين الحين والآخر يخرج مسؤولوها بتصريحات مبطنة تحمل التهديد لدول الخليج العربي.دعوني استعرض بعضاً من تلك التصريحات الاستفزازية التي يدافع عنها البعض لدينا في الكويت ويعتبر اختلافنا او نقدنا للسياسة الايرانية هو بمثابة فتح باب الطائفية وهنا نستغرب ربط ايران بالموضوع الطائفي.ايران قبل فترة هددت شركات الطيران التي تستخدم مسمى الخليج العربي في مجالها الجوي والقضية تعكس الجدل التاريخي حول الاختلاف بين الفارسي والعربي ونحن نتذكر ان اسم بلاد فارس استبدل في سبتمبر 1936 ابان فترة حكم الشاه والغيت كلمة فارس من كل الوثائق والمعاملات الرسمية ونستغرب ايران الاسلامية على اصرارها بعودة النزاع على تسمية الخليج وهي الدولة الاسلامية وكان في اصرارها استرجاع للقومية الفارسية التي تفوق المسمى الاسلامي.
الجغرافيا تقول ان امتداد دول الخليج العربية أطول من نظيره الايراني الممتد على الخليج كما ان جزءاً من ايران التي تسكنه قبائل عربية هو شواطئ عربية وما يدعونا للتساؤل ان سبع دول عربية تقع على ضفاف الخليج مقابل دولة واحدة وهي ايران وان كنا نعتقد ان التسميات ليست بمشكلة اذا ما خلت من توجهات سياسية مبطنة.ولعلنا نتذكر بأنه لحل النزاع حول التسمية تم تقديم اقتراح بتسمية الخليج بالاسلامي بحكم ان ايران دولة اسلامية ولكن الاقتراح لقي معارضة ايرانية منذ عهد الشاه والى وقتنا الحالي ما يؤكد الرغبة غير الطبيعية التي تريد ان تفرض السيطرة على الخليج العربي.
تعاملنا مع ايران يشوبه بعض من التردد حيث سياستنا تنتهج الدبلوماسية وتحت حجة عدم التصعيد نجد أنفسنا نبلع الموسى كما يقولون وتجد ايران استمراء لهذه السياسة مما يدعوها للتمادي.دول الخليج العربية صرحت اكثر من مرة بأنها تريد الاستقرار للمنطقة فالحروب أنهكتها كما عبرت هذه الدول العربية عن رغبتها بالتصالح والوصول الى صيغة توافقية الا ان ايران تنتهج التصعيد ولا تتردد برغبتها بفرض السيطرة على الخليج بل هي تعاود السياسة القديمة التي تبناها الشاه باعتبار ايران هي البوابة الخليجية للمصالح الغربية كما فعل صدام حسين عندما كان يردد انه يؤمن كل المصالح الغربية مقابل التفاهم معه واليوم تعاود ايران نفس اللعبة. سياسة المهادنة غير مجدية مع الجاره ايران وخصوصا أن دول المنطقة لا تعترض على الاستخدام السلمي للمحطات النووية ولكن يبدو لنا ان الأمر يخفي الكثير حيث التسلح النووي يراد به فرض السيطرة على المنطقة.نحن نؤمن بان ايران لن تستخدم السلاح النووي وهي تدرك خطورته وتبعاته ولكن الخوف من غياب العقل والتهور اللذين قد يهددان المنطقة.
اليوم نحن أمام نموذجين اسلاميين الأول الاسلام السني المتمثل بالسعودية باعتبارها مركز الاسلام ومقصد المسلمين والاسلام الشيعي السياسي ولا يخفى بان ايران تسعى عبر قنوات مختلفة لنشر الفكر الشيعي عبر اغراءات المال، فما نحن فيه هو صراع خفي بين المذهبين تقوده ايران لفرض هيمنتها الاسلامية باعتبارها البديل عن النموذج السعودي.ايران دولة دينية تقاد برجال الدين وهي اليوم تعيش توترات خضراء تقودها معارضة من رحمها وهي معارضة دينية وليست علمانية كما ان المراقب للاقتصاد الايراني يجد تراجعاً كبيراً في قوته اضافة الى الكثير من المشاكل الاقتصادية مثل البطالة والاصلاح الزراعي واستحواذ رجال الدين على نصيب الأسد من الثروة.
لا اعتراض على شيعية ايران حيث هو مذهب من المذاهب الاسلامية الذي يجب احتضانه ولكن اعتراضنا على خلط الديني بالسياسي والرغبة للعودة لفرض الامبراطورية الفارسية.
وعلى المحبة نلتقي،،،

د. علي أحمد الطراح 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك