مفاعلنا النووي قد يشكل مصدر ابتزاز لنا

محليات وبرلمان

1482 مشاهدات 0

د.ظافر محمد العجمي

ألمح المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج د.ظافر محمد العجمي الى ان بناء مفاعل نووي كويتي قد يشكل نقطة ضعف يتم ابتزاز الكويت من خلالها، اضافة الى انه سيعمل على رفع قيمة الفاتورة الدفاعية في الكويت بل وفاتورة الامن الداخلي ايضا، لكن لا يمكن أن ننكر أن ضرورات الأمن القومي صارت تستدعي الاحتماء بمفاعل نووي سلمي، سواء بضمانات من الدولة التي تتكفل باقامته، او بتحاشي التعرض له للاخطار البيئية المميته الناتجة عن دماره.
ودعا د.العجمي في لقاء مع «الوطن» الى ضرورة سن تشريع من مجلس الامة يسمح بامتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية، مؤكدا ضرورة ان يقام المشروع في منطقة يمكن الدفاع عنها، وبعيدة عن الحدود حتى لايكون في مرمى المدفعية من دول الجوار، وان يكون في مجال التغطية الرادارية وشبكات الدفاع الجوي الكويتية ويفضل المنطقة الجنوبية، وفيما يلي نص اللقاء:
< الكويت بدأت منذ فترة باتخاذ عدد من الاجراءات لبناء مفاعل نووي ما تعليقكم على تلك الاجراءات؟
- تستعصي بعض الحقائق على الاختزال أو التمويه فقبل عام ونصف تقريبا صدر بيان عن مجلس التعاون الخليجي تضمن التاكيد على حق دول المجلس في الحصول على تقنيات الطاقة النووية للاغراض السلمية، ومن الحقائق ان الكويت ودول المجلس كانت في ذلك الحين تبعث برسالة الى ايران التي كانت في مرحلة تطور برنامجها لكي تذعن الى رغبة دول المنطقة في اقليم خالي من اسلحة الدمار الشامل.لكن تقلبات البيئة الامنية، والتقييم الواقعي الخليجي خلق رغبة حقيقة في امتلاك تقنية التعامل مع الطاقة النووية للاغراض السلمية، ولا يمكن استثناء الكويت من التطور التاريخي الذي مرت به الرغبة الخليجية حتى اصبحت مشاريع يجري العمل في مراحل متقدمة من التخطيط لتنفيذها.

أمر حيوي

< وما الجدوى من بناء المفاعل وهل الكويت بحاجة له؟
- كل المواعيد والحجوزات والترتيبات في اجندة الطموح النووي الكويتي يجب ان تكون نهائية، فالطلب المتزايد على الكهرباء والمتوقع ان يرتفع الى الضعف بناء على الخطة الانمائية الطموحة يجعل من بناء المفاعل امر حيوي، كما انه سيقلل من وتيره نفاذ الاحتياطي النفطي، ويحصره كمصدر للدخل.وعلى صانع الاستراتيجية الكويتية ان يستمر في وضع خططه للتواؤم مع الظروف الجيوسياسية المتغيرة، فمن جهة اخرى صار من الاحتياطات لحفظ الامن القومي الاحتماء بمفاعل نووي سلمي، سواء بضمانات من الدولة التي تتكفل باقامته، او بتحاشي التعرض له للاخطار البيئية المميته الناتجة عن دماره.
< وما تعليقكم على اختيار الكويت للمفاعلات من الجيل الرابع؟
- أُقر ان معلوماتي في الطاقة النووية محكومة بسقف قراءاتي التي تقول ان الجيل القادم من المفاعلات والمسمّى بالجيل الرابع سيتيح استخدام وقود اليورانيوم 100 مرة أكثر من الفعالية الاعتيادية والمستخدمة الآن، وله قدرة على تصريف النفايات النووية، ومستوى انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون سيكون صفر، ومستوى الامان فيه عالي جدا.

المكان الأنسب

< وماذا عن أنسب الأماكن التي يمكن بناء المفاعل بها؟
- من وجهة نظر بيئية يجب ان يكون على بعد 30 كم عن اقرب مناطق عمرانية، كما يجب ان يكون على ساحل البحر لخلق تيار مائي لعمليات التبريد. ومن وجهة نظر أمنية يحب ان يقام المشروع في منطقة يمكن الدفاع عنها، وبعيدة عن الحدود حتى لايكون في مرمى المدفعية من دول الجوار، وان يكون في مجال التغطية الرادارية وشبكات الدفاع الجوي الكويتية ويفضل المنطقة الجنوبية لامتداد عمقنا الاستراتيجي في ذلك الاتجاه، بل ان قيام المشروع النووي الكويتي بشكل خاص، ووحدات الخطة الانمائية بشكل عام يتطلب التحديث بشكل شامل لمنظومتنا الدفاعية، فيجب ان تكون الخطة الدفاعية ومتطلباتها في تناسب معقول مع بقية الاجزاء، فمن سيحمي المفاعل ومن سيحمي مدينة الحرير؟
< وهل هناك آثار سلبية للمفاعل في حال تم بناؤه؟
- للمفاعلات النووية من الجوانب السلبية مالها من الجوانب الايجابية، فمن ناحية امنية سوف ترتفع قيمة الفاتورة الدفاعية في الكويت بل وفاتورة الامن الداخلي ايضا، وسوف يكون لدينا نقطة ضعف جديدة قد يتم ابتزازنا بها كمصافي الشعيبة سابقا، ومن جهة اخرى من المعروف ان المفاعلات النووية السلمية هي الخطوة الاولى لانتاج السلاح النووي، اما التسرب الاشعاعي فهو امر وارد لكنه بعيد الاحتمال لارتفاع معايير الامان في المفاعلات الحديثة.ويبقى ان نشير الى اننا كنا نفضل لاعتبارات امنية ان يكون هناك مفاعل نووي خليجي واحد حتى يسهل الدفاع عنه من خلال الامن الجماعي الخليجي، بالاضافة الى ان توحيد الجهود الخليجية كان سيوفر الكلفة، ويساعد على توفير المهارات المحلية.
< وما الخطوات التي يجب اتخاذها لاتمام العمل بنجاح؟
- حتى نواكب خطوة استراتيجية بهذا الحجم يجب ان يكون هناك تشريع من مجلس الامة يسمح بامتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية، كما يجب ان يواكب المشروع خطوات اكثر جرأة من وزارة التعليم العالي التي قامت بابتعاث عدد محدود جدا لدراسة علوم الطاقة النووية لكي ينشأ جيل من الكوادر البشرية المؤهلة للتعامل مع جميع فروع البرنامج النووي. 
 
 

 
 

نقلا عن الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك