وليد الرجيب لايستبعد انتقال الأمراض السياسية كالقبلية والطائفية وشراء الأصوات إلى نظام الدائرة الواحدة

زاوية الكتاب

كتب 932 مشاهدات 0





وليد الرجيب / أصبوحة / الدائرة الواحدة
 
 وليد الرجيب 
 

 
النائب الفاضل أحمد السعدون تحدث أخيراً حول اقتراح نظام الدائرة الانتخابية الواحدة بدلاً من الخمس دوائر المعمول به حالياً، وسيعرض على المجلس في دور الانعقاد المقبل.
نرى أنه لا بد من وجود نظام انتخابي عادل، وهو ما لم يتحقق في الدوائر الخمس، فمثلاً عدد الناخبين في الدائرة الخامسة هو ضعف عددهم في الدائرة الثانية، ورغم ذلك أفرز كل منهما نفس العدد من النواب.
ومن الواضح أن المطالبة بنظام الدوائر الخمس عام 2006، لم تحقق الأهداف المرجوة منها، وبالأخص هدف أن تصبح العملية الانتخابية ذات طابع سياسي، ولذا لا بد من دراسة تجربة نظام الخمس دوائر دراسة نقدية أولاً، لتشخيص أسباب عدم تحقق هذا الهدف، وما العوامل الذاتية والموضوعية، التي أثرت سلباً وأعاقت تحقيق الطابع السياسي للعملية الانتخابية.
ونظام الدائرة الانتخابية الواحدة يفرض تحديات جديدة في ظل القوائم الانتخابية، كما أن الأمراض السياسية والاجتماعية يمكن أن تنتقل إلى نظام الدائرة الواحدة مثل القبلية والطائفية وشراء الأصوات، بل يصبح الانشداد أكثر للقبيلة والطائفة في ظل نظام الدائرة الواحدة فنفس العيوب انتقلت من الخمس وعشرين دائرة إلى الخمس دوائر.
في غياب حياة حزبية سليمة وغياب تقاليد انتخابية على أساس القوائم ستنتقل نفس الأمراض السياسية والاجتماعية، سواء كانت الدوائر الانتخابية دائرة واحدة أو أكثر.
علينا ألا نتعجل وأن نبحث بتأنٍ كيفية تحقيق الطابع السياسي للعملية الانتخابية وبلورة الرأي والموقف قبل الاقدام عليه وطرحه في دور الانعقاد المقبل.
هناك استحقاقات سابقة لموضوع عدد الدوائر تتمثل في القضاء على الأمراض السياسية والاجتماعية والقضاء على الفساد السياسي والتخلف الاجتماعي وغرس الانتماء الوطني الدستوري والتأكيد على الهوية الوطنية الكبرى بدلاً من الهويات القبلية والطائفية الصغيرة.
فطالما هناك صناديق لشراء المرشحين وشراء لأصوات الناخبين، ودون العمل على الثقافة المؤسسية والمدنية في المجتمع، فلن تصلح الدائرة الواحدة أو الدوائر الخمس العملية الانتخابية ومعطياتها السياسية المطلوبة.


وليد الرجيب

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك