'الزكاة' ثالث أركان الإسلام

محليات وبرلمان

إخراجها طهارة للأموال وقربة إلى الله ومودة بين العباد

1833 مشاهدات 0

أرشيف

ها هي بركات شهر الخير شهر رمضان تهل علينا من أنهارها وتروي عطش التائب إلى الرحمن وتتنزل من بركاتها من السماء السابعة من الرحمن الرحيم إلى قلوب العباد، وتحيي به القلوب والأبصار، وتنير به درب المحتار، ويتحقق ركن من أركان الإسلام، فعن  ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) متفق عليه.

وفي هذا الشهر الفضيل يتحقق ركن من أركان الإسلام وهو ركن أساسي وهي فريضة الزكاة، ومن المعلوم أنه يجب على كل مسلم تتوفر فيه الشروط أن يخرج الزكاة لمستحقيها، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم و لا هم يحزنون) الآية 277، وقال أيضا عزوجل في سورة البقرة (وآتوا الزكاة) الآية 43، وفي سورة الذاريات (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) الآية 19، والزكاة باللغة العربية مشتقة من كلمة 'زكا' وهي الطهارة والبركة، ومن المعروف أن الزكاة مخصصة للفقراء والمحتاجين من أموال الأغنياء، كما ان الزكاة تحسب 2.5% من المدخرات السنوية إذا تعدت قيمة معينة تعرف بالنصاب.

وإخراج الزكاة طهارة للأموال وقربة إلى الله ومودة بين العباد وتزداد بها البركة، كما أن الزكاة طهارة للمجتمع الإسلامي من التحاسد والتباغض والكراهية فيعطف المسلم الغني على المسلم الفقير فيخرج زكاة أمواله، وبهذا يتحقق الهدف من إخراج الزكاة وهو التكاتف بين أفراد المجتمع، كما أن الزكاة في الإسلام هو أول نظام عرفته البشرية لتحقيق الرعاية للمحتاجين والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع.

والنصاب معنى هو مقدار معين من المال محدد شرعا لا يجب الزكاة في أقل منه وتختلف قيمة النصاب حسب نوع المال، حيث نصاب الذهب عشرون مثقالا، وهو ما يقدر بالوزن الحالي بخمسة وثمانين غراما تقريبا، أما نصاب الفضة فمائتا درهم من الفضة أي 595 جراما بالوزن الحالي، أما العملات الورقية فهي تساوي قيمة (85) جراما من الذهب الخالص، كما تدخل في حساب المدخرات والعملات الورقية والحسابات البنكية والقيمة السوقية للأسهم والسندات وكذلك الدين المرجو السداد، وكذلك زكاة العقارات التي تتخذ للاستثمار حيث تأخذ الزكاة على القيمة السوقية، وكذلك الإيرادات المتحصلة منها، كذلك زكاة الزروع والثمار، لقوله جل جلاله في سورة الأنعام (كلوا من ثمره إذا أثمر واتوا حقه يوم حصاده) الآية 141، ولا يرعى الحول في زكاة الزروع بل يراعي الموسم والمحصول لقوله عز وجل (وآتو حقه يوم حصاده) فلو أخرجت الأرض أكثر من محصول في السنة يجب على صاحبها إخراج الزكاة عن كل محصول، وزكاة الإبل والبقر والغنم حيث يبلغ نصاب الإبل خمسة وليس فيما كان أقل من ذلك ، والغنم أربعون وليس فيما كان أقل من ذلك، ونصاب البقر ثلاثون وليس فيما كان أقل من ذلك.

وقال الحق تعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾  هؤلاء هم أهلها، فالفقراء والمساكين هم الذين ليس عندهم مال يكفيهم، والفقير أشد حاجة، والمسكين أحسن حالاً منه، وإذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر، فإذا قيل: الفقراء دخل فيهم المساكين، وإذا قيل المساكين دخل فيهم الفقراء، وهم من لم يكن عندهم كفاية، يعني عندهم بعض الشيء ولكنه يسير لا يكفيهم ولا يقوم بحالهم فيعطون من الزكاة ما يكفيهم سنتهم، كل سنة يعطون ما يكفيهم ويكفي عوائلهم في حاجاتهم الضرورية  سنة كاملة.

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك