عذرا يا شهر الرحمن !!

زاوية الكتاب

كتب 1538 مشاهدات 0


في  البداية أهنئ الأخوة والأخوات بحلول العشر الأواخر من الشهر الفضيل سائلا المولى عز وجل أن يوجب لنا عتقا من النار ويحسبنا عنده من أهل الجنة 'آمين'، منذ نعومة أظافرنا حرص أباؤنا على صحبتنا معهم للدواوين لنرى ويرسخ في أذهاننا كيف يتحاور ويتناقش أهل الكويت والمثقفين والأدباء وكيف أن للحديث قوانين وأداب لايصح كسرها والتعدي عليها وأن للنقد حداً وللحديث خلق وفي الحوار أدب فلا يصح إلقاء أي كلمة وسط الحضور لا ترتقي لهذه القواعد وهذا موروث إسلامي أصيل إمتثالا لقول خير البرية عليه الصلاة والسلام : 'من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت'.
 
لست من متابعي  التلفاز ولا القنوات  الفضائية ولا حتى  المسلسلات فقد قاطعت التلفاز منذ فترة ليست بالقصيرة واستعنت بشبكة الانترنت لأتنقى الأخبار فلا يضيع وقتي بمشاهدة الإعلانات التجارية ولا الدعايات لمسلسلات وحلقات لست من مشاهديها، وأثناء تنقلي في المواقع الإلكترونية اعتراني فضول لمشاهدة ماذا عرض عبر القنوات الفضائية المحلية خلال هذا الشهر الفضيل ولو كنت أدري ماذا سأشاهد لتمنيت ألف مرة بأن لا أستجيب لهذا الفضول لكي لا أستاء أو يصيبني نوع من الإحباط والتكدر.

فبعد  الفاجعة التي تحدثت  عنها في مقالي السابق ' كوميديا جبور أم كوميديا  الطراثيث' أردت أن أرى هل من تحسن في الطرح لربما كنت متسرعا في الحكم على هذه الكوميديا لكن الحقيقة زادتني يقينا على رأيي السابق في هذه الكوميديا فخلال أحد الحلقات تتكلم شخصية صوروها بأنها تمثل أحد أبناء ' البدون' فعندما يخاطبونه لمعرفة استعداده على التمثيل بفلم يودون انتاجه فيرد 'شف يا ولد انا اقبل جميع الادوار حتى المشاهد الجنسية' فيرد عليه صاحبه 'انت ما معاك جنسية وتبي ادوار جنسية' فلا حول ولا قوة إلا بالله.

ودعونا نتوقف هنا بطرح سؤال مهم ماذا لو أن طفلة صغيرة من المشاهدين للحلقة سألت أحد والديها عن معنى ' مشاهد جنسية' بماذا سيكون الرد!! فماهي هذه الثقافة المصدرة والتي يتعرض لها الجيل الجديد فمشاهدي هذه المادة ليسوا فقط من كبار السن بل من مختلف الأعمار وتتركز بفئة الأطفال لطابعها الكارتوني، والسؤال الأخر لماذا الإصرار على تشويه صورة 'البدون'؟، ولكن كما في المثل الكويتي ' كل يرى الناس بعين طبعه'.

لم يسلم 'البدون' ولا الأحبة الأخوة في قطر والبحرين والأشقاء في المغرب من هذه الكوميديا كما ذكرت سلفا بل لم تتوقف عند هذا الحد بل تجاوزته عندما خصصت إحدى الحلقات عن السخرية بمشروع حق للشباب الكويتي أن يفتخر فيه ونال مباركة واستحسان من أعلى القيادات وقد كنت أحد المتابعين له، والحقيقة انني لم التقي بمؤسس المشروع في حياتي ولا أعرفه ولا يعرفني البتة لكن خلال إطلاعي على المعرض الأخير استشفيت نقاء هذا الرجل وصدقه فهو ' ولد نعمة ولا ناقصه شي والنعم فيه ' ويكفي أن أستعرض نقطتين هنا :

أولا: أن المعرض تضمن تقريبا 133 مشروع ضمنهم خمسة من مجموع هذه المشاريع كانت عن ' الكب كيك' وبعض العصائر وهو أيضا ليس بعيب بل يكفي أنه استثمار للطاقة بشيء مفيد.

ثانيا: أن المشروع قد تعاقد مع إحدى أكبر الشركات في مجال المحاسبة للتدقيق الحسابي على دعم المشروع والذمة المالية.

وأخيرا أقول له ' لا تحزن فنحن نعلم من أنت'.


في الختام نحن مقبلون على ليلة هي خير من ألف شهر ' ليلة القدر ' فإدعوا الله أن يحفظ الكويت وشعبها من أي مكروه وأن يهدي ضالنا ويتوب على المخطئ فينا وأن يصلح أنفسنا ويجعلنا إخوة على على سرر متقابلين آمين أمين ، اللهم إنك تعلم أنني لم أقصد إلا الإصلاح في قولي فإن كان خيرا فباركلي فيه وإن كان غير ذلك فأنت العفو فاستر زلتي آمين.  
 
 
[email protected]

الآن - رأي: عبد الرحمن الحسيني

تعليقات

اكتب تعليقك