بنينا الكويت بدون تمويل ولم نسمع بالحاجة إلى تمويل أو تدخل الدولة وإقراضها «المستثمرين» لتنفيذ الخطة المزعومة.. الدعيج مستغربا

زاوية الكتاب

كتب 689 مشاهدات 0





بنينا الكويت بدون تمويل 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
قبل أكثر من نصف قرن، وعندما كانت إمكانات الكويتيين بسيطة، تولينا بجدارة عملية عصرنة الكويت، وبناء الدولة الحديثة بمؤسساتها، والمجتمع العصري بمستلزماته وضروراته.
تحويل الكويت من مدينة صغيرة بظروف معيشة وخدمات متواضعة إلى دولة عصرية في القرن العشرين تم قياسيا بسرعة وبطفرة. لكن بعزم وإرادة وإمكانات كانت بقدر التحدي.
في تلك الطفرة أنشأنا الكثير من الخدمات والمؤسسات من الصفر، وبنينا وأنجزنا المباني والمصانع التي تستلزمها هذه الخدمات. بنينا ثانوية الشويخ والكلية الصناعية ومستشفى الصباح، مولدات الكهرباء، مقطرات المياه. بنينا مدنا أو مناطق كاملة، من كثرتها وسرعة إنشائها أطلقنا عليها حروفا أبجدية، فصار عندنا منطقة باء وجيم وميم ومنطقة واو. ترجمتها اليوم: الشويخ، الشامية، كيفان والدسمة. بنينا الميناء ومصنع الطابوق، الذي كان ظاهرة في ذلك الوقت، ثم بنينا منطقة الشعيبة الصناعية، وأخيرا أبراج الكويت.
كل هذا تم ولم نسمع بالحاجة إلى تمويل أو تدخل الدولة وإقراضها «المستثمرين» لتنفيذ الخطة التنموية المزعومة. تجارنا ومؤسساتنا المالية تولت القيام بمهامها المفروضة وشاركتها مؤسسات عربية واجنبية في البناء والإنجاز. أي انه إذا كانت مهمة انتشال الكويت من الفقر والعوز اللذين كانت فيهما، ووضعها في مصاف مجتمعات الأرض في عالم القرن العشرين، إذا كانت هذه المهمة قد تمت بسهولة ويسر، ومن دون الحاجة إلى الإقراض أو التمويل الحكومي المزعوم، فلماذا تكون صعبة «إعادة الإعمار»؟ وعلى ذكر إعادة الإعمار، فقد تولينا ذلك أيضا بعد الغزو، وتجارنا ومؤسساتنا ونحن كنا نعاني من آثار الاحتلال، وآثار المناخ ايضا.
ربما سيكون تحديا عظيما إنشاء المشاريع التنموية الجديدة، وربما تكون أضخم من ثانوية الشويخ أو منطقة الشعيبة، وهي بالتأكيد كذلك، لكن ايضا تجارنا ومؤسساتنا ومستثمرينا هم الآخرون أبناء اليوم، ويملكون القدرات والإمكانات التي تتوافق وعظمة هذه المشاريع أو تكلفتها. وإذا كانت تكاليف بعض المشاريع خيالية أو فوق طاقة الأفراد وقدراتهم، فإن اتحاد الشركات العملاقة أيضا، واندماجها في العمل، كفيلان بتلبية الحاجة ومواجهة التحدي الذي تفرضه هذه المشاريع.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك