احتمالات مهاجمة محطة بوشهر ضعيفة للغاية برأى وفيق السامرائي مستعرضا خيارات ما بعد تشغيلها

زاوية الكتاب

كتب 1322 مشاهدات 0





 ما بدأه الشاه أكمله المرشد 
خيارات ما بعد تشغيل بوشهر 

كتب وفيق السامرائي : 

 
وفيق السامرائي
إسرائيل قادرة على ضربة لكن الاحتمال مستبعد
عندما بدأت حرب السنوات الثماني كان العمل متوقفا في محطة بوشهر النووية، بسبب الفوضى التي أعقبت سقوط الشاه وتوقف الشركات الغربية عن التنفيذ. وقد شنت الطائرات العراقية العديد من الغارات على منشآت المحطة التي أوشكت هياكلها على التكامل، وألحقت بها أضرارا مؤثرة لم تصل إلى مستوى التدمير، لمحدودية كفاءة الطائرات.
والآن فان التوقيع على بروتوكول تشغيل المحطة نقل الملف النووي الإيراني إلى مرحلة حساسة للغاية. ومن المرجح أن يلتزم الروس بمواصلة تأمين الوقود اللازم للتشغيل، إن لم يتعرضوا لضغوط مصالح كبيرة تبدو فرصها ضعيفة وفق المعطيات الحالية. ولا يوجد ما يضمن عدم اندفاع الروس إلى بناء محطات أخرى لاعتبارات مالية.
اليوم أصبح القلق الخليجي مركبا. فمن جانب، يخشى الخليجيون تخلي إيران عن ادعاءاتها بسلمية برامجها، وتسريع الخطى في مجال التسلح النووي. ومن جانب آخر، يزداد القلق على مستوى الدول والأفراد من أن يترتب على تدمير المنشأة من قبل أميركا أو إسرائيل ضرر كبير على المنطقة نتيجة الإشعاعات.
وفق الحسابات العسكرية، فإن إسرائيل قادرة على تدمير المنشأة تدميرا كاملا قبل أن يستفيق قادة الدفاع الجوي الإيراني. فالمعلومات المتاحة كافية لتحديد النقاط الحساسة وغيرها، ولوقوعها على حافة الدفاعات الجوية.
الإسرائيليون قادرون على اتباع خطوط طيران فوق مناطق صحراوية غير مراقبة بدقة، من دون اتفاق مع أحد. والأجواء العراقية لا رقيب عليها غير الأميركيين. وكل ما قيل عن اتفاق إسرائيلي مع دولة عربية لا يبدو منطقيا ولا صحيحا، ليس لأن العرب حريصون على تفادي الحرب فحسب، بل لأن من غير المنطق حصول تداول في مواضيع حساسة قبل عدة أشهر، ليصل إلى صفحات الجرائد.
وبما أن المنشأة كبيرة وواضحة فإنها تشكل هدفا مناسبا نوعا ما لضربات صورايخ أرض – أرض غير الموجهة عبر الأقمار الصناعية كصواريخ أريحا الإسرائيلية. بيد أن عملية كهذه تؤدي إلى رد فعل مماثل يدفع باتجاه مضاعفات قد تقود إلى الحرب.
أما في موضوع التلوث الإشعاعي، فالهجوم الإسرائيلي على المفاعل العراقي عام 1981 كان سيقع سواء زود بالوقود أم لم يزود. وما يؤكد ذلك، التراشق بالتهديدات بين بغداد وتل أبيب عام 1990. وعندما وقعت حرب الخليج الثانية وهوجم المفاعل، لم تظهر مضاعفات خطيرة على تدميره.
وتبدو احتمالات مهاجمة محطة بوشهر ضعيفة للغاية. ووجود الخبراء الروس في الموقع أضاف معضلة كبيرة تعرقل اتخاذ قرار لضربة مباغتة. فإما أن يطلب منهم مغادرة الموقع، وهو مطلب صعب بدون قرار دولي يستحيل الحصول عليه، وإما أن يجري التأكد من وجودهم خارج منطقة الضربة ساعة وقوعها.
الشيء الواضح هو أن إيران تشق طريقها النووي غير آبهة بالتهديدات، وما هي إلا مسألة وقت لتصبح دولة نووية.

 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك