دراسة: الصيام يزيد الكولستيرول الجيد ويحمي القلب من الضغط المرتفع

عربي و دولي

1866 مشاهدات 0



أظهرت نتائج دراسة تونسية حديثة أجراها المعهد القومي للتغذية بتونس أن الصوم ليس فقط عبادة روحية ولكنه يساهم في تحسين صحة الناس وحالة قلوبهم، حيث أدي لزيادة مستوى دهون الدم عالية الكثافة المعروفة بالكولستيرول الجيد بنسبة 20% لدي كل من أدي فريضة الصوم طوال شهر رمضان من المشاركين في التجربة.


 ولاحظ الباحثون أن التأثير الإيجابي للصوم قد اختفي بعد نهاية شهر الصوم الكريم، وطبقا لنتائج الدراسة المنشورة بالمجلة الطبية التونسية فقد اكتشف الباحثون زيادة في كمية الدهون غير المشبعة التي توجد بالأطعمة النباتية والبقوليات والأسماك والتي تعد ذات فائدة كبيرة للصحة الجيدة وذلك دون زيادة في وزن الجسم أو تغير في مستوى جلوكوز الدم طوال شهر الصوم، علي الرغم من أن كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها الصائم بصفة عامة تميل للزيادة فى هذا الشهر. وقد شملت هذه الدراسة 30 فرد من الأصحاء منهم 21 امرأة، وتم خلالها إجراء الفحوص والاختبارات المعملية ثلاث مرات، الأولي قبل ثلاث أسابيع من شهر رمضان، والثانية في الأسبوع الأخير من الشهر والثالثة بعد ثلاث أسابيع من نهاية شهر رمضان، وفي كل هذه الاختبارات تم قياس مستوى سكر الدم، والدهون، والكولستيرول الكلي وكل من الدهون عالية الكثافة (الجيدة) والمنخفضة الكثافة، مع تسجيل وزن الجسم لكل فرد في كل مراحل التجربة لمتابعة معدلات التغير إن وجدت.
ومن المعروف أن الكولستيرول الضار يمكن أن يترسب علي جدران الشرايين التاجية مما يزيد من فرصة تعرض الفرد لمخاطر إصابة القلب والشرايين. إلا أن دهون الدم عالية الكثافة 'المفيدة' من ناحية أخري تعمل علي خفض فرصة تجمع مستودعات الدهون الضارة علي جدران الشرايين، ومن ثم تحمي الشرايين التاجية وتقلل فرصة إصابة القلب. وبينما يزيد استهلاك الدهون المتحولة والدهون المشبعة مثل الدهون الحيوانية من مستويات الكولستيرول منخفض الكثافة (الضار)، فإن الدهون غير المشبعة الموجودة فى زيت الخضروات والحبوب والفول السوداني تعمل علي زيادة مستويات الدهون عالية الكثافة (المفيدة) في الدم. .


 وفي دراسة أردنية أخرى لتقييم أثر صوم رمضان علي وزن الجسم ومستويات ضغط الدم والسكر ودهون الدم، أوضحت نتائج  الدراسة التي أجريت علي 70  طالب أردني بمتوسط عمر 21عام – كما يقول الدكتور كمال محمود صالح الأستاذ بقسم العلوم البيولوجية بجامعة البيت بالمفرق -  انخفاض كل المعايير السابقة بصورة ملحوظة طوال شهر الصوم  واستمرارها كما هي عليه بعد أسبوعين من الشهر، خاصة وزن الجسم وضغط الدم الإنقباضي والانبساطى ومستويات الكولستيرول الكلي والدهون الثلاثية ودهون الدم منخفضة الكثافة (الضارة)، مع ارتفاع مستويات دهون الدم عالية الكثافة (النافعة) بصورة ملحوظة، مما يؤكد علي أن هناك استجابة كيميائية حيوية من الجسم تجاه الصوم أدت لحدوث هذه التغيرات الإيجابية المفيدة.  

 
أما عن المرضي الذين يعانون مشاكل بالقلب، خاصة من أصيبوا بنوبات قلبية حديثة أو هبوط بالقلب، فينصح أستاذ القلب الأوكراني الدكتور هايزيل هارون كامار بأنه إذا كانت حالة القلب غير مستقرة، بمعني تعرض المريض لنوبات متكررة من آلام الصدر بسبب القلب أو إن كان المريض يعاني من أعراض هبوط القلب أو الذبحة الصدرية، فمن المفيد لصحته في هذه الحالة ألا يصوم، لأن مثل هذه الحالة تحتاج منه إلي تعاطي علاجات دوائية بصفة مستمرة بجانب تجنب أي أمر يمكن أن يشكل عبىء بدني عليه، أما إذا كانت حالة المريض مستقرة، فمن الممكن لمريض القلب أن يصوم ولكن مع توخي العناية الفائقة، ويستطيع الصوم أن يساعد الفرد وقلبه بعدة صور، حيث يعاني نسبة كبيرة من مرضي القلب من مرض السكر وضغط الدم وإرتفاع مستوي الكولستيرول، ويوفر صوم رمضان لمرضي القلب فرصة كبيرة وحقيقية لوضع كل عوامل الخطر هذه موضع الفحص.


ومن الطبيعي أن يؤدي اختيار الأطعمة منخفضة المحتوي من السكر والملح والدهن لإحكام السيطرة علي هذه الحالات ومنع حدوث المزيد من المشاكل للقلب. كذلك من المعروف أن زيادة الوزن والسمنة المفرطة يؤديان للإصابة بأمراض الشرايين التاجية. ومما لاشك فيه أن خفض الوزن الناتج عن تقليل السعرات الحرارية من الصوم طوال الشهر يحسن من الحالة الصحية العامة لمريض القلب، كما يساعد الصوم مرضي القلب الذين مازالوا يدخنون في الإقلاع عن هذه العادة الوبيلة، الأمر الذي يعود عليهم بأفضل الأثر علي حالاتهم الصحية العامة.         

الآن

تعليقات

اكتب تعليقك