'رمضان' شهر الرحمة والمغفرة
محليات وبرلمانأغسطس 20, 2010, 2:25 م 1421 مشاهدات 0
ها هي البركات والرحمات تهل علينا بشهر الخير شهر الإيمان والطاعة شهر رمضان الذين انزل فيه القرآن، شهر المغفرة والرحمة شهرا كألف سنه، هو سلوى للطائعين وغنى للمتزودين وروحا وريحان للمتقين، البركة بالطاعة وزادا بالإيمان والإحسان، وقتا لسكب العبرات والندم على ما فات والرجوع إلى الله عزوجل بالقربات، وتجديد العهد بالله، وهو شهرا طالما اشتاقت له نفوس الطائعين، وحنت له قلوب المتقين ومالت له أرواح المؤمنين، أن هذا الشهر قد خصه الله بخصائص عظيمة، وميزة بفضائل جليلة.
فأول شهرنا الكريم هي الرحمة من الله سبحانه وكيف لا وهي مشتقه من اسمه سبحانه فهو الرحمن الرحيم الغفور الكريم، وهي الشفقة والعطف منه سبحانه لعباده، فأول رمضان تتنزل لعباده الرحمات والبركات منه من سابع سماء، وتأكد أخي المسلم إذا أحب الله سبحانه عبده المسلم فأنه يرزقه حسن الطاعة ويرزقه الصبر عليها والإخلاص فيها، وأن صبر عليها نال منه الرحمة والشفقة ولن يشقى أبدا، فهو الرحمن الرحيم، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ( قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي ، فإذا امرأة من السبي تبتغي ، إذا وجدت صبيا في السبي ، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ ، قلنا : لا ، والله ! وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) متفق عليه.
وواسطة مغفرة منه سبحانه فهو غفورا رحيم، يا من أثقلت كواهله المعاصي والذنوب وطاقت به الأرض والسماء بما رحبت، فهي بشرى للعاصين لأن يتوبوا إليه وان يرجعوا فباب التوبة مفتوح لن يرث الله الأرض ومن عليها فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري، وعنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم، وقال سبحانه وتعالى بسورة النساء (واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما) الآية(106)، وقال في سورة النصر (واستغفره إنه كان توابا)، وقال في سورة محمد (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثويكم)، أن من أعظم ما تفضل به سبحانه وتعالى بهذا الشهر الكريم هو ان أعطى المؤمنين موسما لطاعته والاستغفار والتوبة فهو موسم كبير للمغفرة، وموسم لتجديد العهد به والرجوع إليه، وعلم أخي المسلم أنك لن تدخل الجنة إلا بمغفرته ورحمته، ورحمته تعالى هي التي تدخل عباده المؤمنين الجنة يوم القيامة ولن يدخل أحد الجنة بعمله كما قال عليه الصلاة والسلام : ( لن يُدخل أحداً عمله الجنة ) . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ( لا ، ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة ، فسددوا وقاربوا ، ولا يتمنين أحدكم الموت ، : إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً ، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب ) رواه مسلم والبخاري.
وآخره عتقا من النار، آخره الفوز بالجنة وهي مبتغى كل المؤمنين وغاية كل الموقنين، وهي الجائزة العظمى والهدية الكبرى، وهي طموح كل مسلم وطائع، وهي فرصة لان تعتق رقبتك من النار فهي للعاصين والكافرين والمشركين وهي تهديد الله لهم، هي الفرصة المؤاتيه لان تمحوا اسمك من سجلاتها، وتظفر بالجنة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم عنها في الحديث القدسي (أعدت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) وأقرؤوا أن شئتم: (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) سورة السجدة، رواه الطبراني، هي التوبة الصادقة والنصوح بهذا الشهر الكريم ان تتوب إلى الله وتستغفر من ذنبك.
أخي المسلم هاهي انهر البركات تفيضوا علينا من بركاتها وتبدأ مشوارها، أخي المسلم ها هي سبل المغفرة والطاعة أمامك فاغتنمها وها هو باب الريان يفتح أمامك وأبواب جنات الرحمن أمامك فلا تضيع الفرصة أمامك بالمعاصي والمكابرة والنسيان، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( في الجنّة ثمانية أبواب ، فيها باب يُسمى الريّان ، لا يدخله إلا الصائمون ) رواه البخاري، وقال الله تعالى بسورة الزمر (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) الآية 53.
نسأل الله ان يتقبل منا رمضان وان يرحمنا ويغفر لنا ويعتقنا من النار.
تعليقات