داعيا إلى ضرورة تغيير نظرتنا للعمل اليدوي.. عادل المزعل يناقش قضية تحقيق التوازن في التركيبة السكانية

زاوية الكتاب

كتب 863 مشاهدات 0





متى نحقق التوازن في التركيبة السكانية؟

 
كتب عادل نايف المزعل

نظرة المجتمع الكويتي للعمل اليدوي والقائمين عليه يجب أن تتغير
 
كدأبنا دائما نعلق مشاكلنا وتقصيرنا على الغير وها هي آخر الشماعات التي نعلق عليها تدني الخدمات وازدحام الشوارع ومشاكل المرور والكهرباء والماء نعلقها على التركيبة السكانية وازدياد اعداد الوافدين مما يهدد السلام الاجتماعي ويجعل مرافقنا قاصرة على تقديم الخدمات لأهل الكويت. تخيلوا معي الكويت بلا وافدين كما يريدون سنجد أكوام القمامة في شوارعنا اطنانا لان هذا العمل لن يقبل به اي كويتي، فهل نتوقع ان نرى كويتيا يعمل عامل نظافة؟ وستنهار اسعار العقار وايجارات المساكن لاننا لا نقبل على السكن في شقق ولا نحبذ السكن مع جيران تعلو مساكنهم مساكننا ونتيجة لذلك ستنهار ثروتنا العقارية وتصبح عديمة الفائدة ان لم تجد ساكنيها. ان بعض الاعمال التي يقوم بها الوافدون يتأفف الكويتي ان قوم بها ترفعا وتكبرا مع ان العمل شرف ولا نستهين بالعمل مهما كان صغيرا فقيمة العمل لم ترسخ في ثقافة ابنائنا وكلهم يريدون ان يكونوا اصحاب اعمال او مهندسين ويتأففون من العمل اليدوي!! ان حاجتنا للعمالة الاجنبية امر ضروري لا مفر منه لكن وفق ضوابط ونظم تتفق مع متطلبات المجتمع واحتياجات الدولة فنحن لن نستطيع الاستغناء عن العمالة الوافدة وبخاصة المنتجة من فنيين ومهندسين واطباء ومعلمين الى آخره، ويبقى العمل اليدوي رهينة بتغيير نظرة المجتمع الكويتي للعمل اليدوي والقائمين عليه. ان غياب التخطيط والارتجال في القرارات هما سبب بلاء الكويت وليس العمالة الوافدة، فالعمالة الوافدة الهامشية لم تسقط علينا من السماء، انما جلبها متنفذون يتاجرون بالبشر هدفهم الربح على حساب الخدم وعمال النظافة والحراسة لا رادع لهم من قانون أو قيم، مصلحتهم فوق مصلحة الكويت، لا يهمهم تلويث سمعة الكويت في سجل حقوق الانسان، وان توضع الكويت في القائمة السوداء كدولة تهضم فيها حقوق العمالة، نعم نعاني من ازدياد اعداد الوافدين ولكن رب ضارة نافعة فهم يبنون ويعملون ويسكنون ويشترون وكل انشطتهم الحياتية مرتبطة باقتصاد الكويت وجيوب تجار الكويت والثروة العقارية في الكويت والخطط التنموية في الكويت فلا تحملوا التركيبة السكانية اوزارنا ولا تخفوا رؤوسكم في الرمال فنحن نعاني من غياب التخطيط وقصور برامج التنمية عن معالجة النمو السكاني في الكويت. مشاكلنا واضحة وضوح الشمس وحلولها معروفة للصغير والكبير وكلها تكمن في سيادة القانون ولا احد فوق القانون اما المتنفذون المتاجرون بعرق وجهد المساكين من العمالة فهؤلاء لابد من الحزم معهم وسد كل السبل في طريقهم وطريق تجارتهم في الرقيق الابيض. ان الكويت تفتقر الى استثمار الطاقات البشرية الوطنية وقبول العمل اليدوي فقيمة الانسان فيما يحسنه فاذا كانت نسبة الكويتيين العاملين في سوق العمل %18 و%94 تقريبا يعملون في القطاع الحكومي واكثره غير منتج مما يزيد العبء على الدولة و يجعلنا جميعا اسرى العمالة الوافدة فكيف نتخلص من هذه العمالة وهي صلب واساس العمل في الكويت؟! نعم هناك مساوئ في التركيبة السكانية والعمالة الوافدة خاصة الآسيوية التي احتلت كثيرا من قطاعات البناء والنظافة والزراعة الى آخره ولم نخطط جيدا بقدوم هذه العمالة وخلفت الكثير من الآثار السلبية الامنية والاقتصادية وكذلك على المجتمع بأسره ولها مردودات سلبية على الخدمات الصحية واستخدامها بأسعار زهيدة وساعدت هذه العمالة على اتكالنا عليها بشكل كبير جداً وانصراف اهل الكويت الى الاعمال الادارية والعزوف عن الاعمال اليدوية والحرفية وكثير من الدول المتقدمة المتحضرة لا يتجاوز عدد العمالة الوافدة لديها ما يقارب %15 وفي الكويت فاقت %70 ولا بد من تعديل التركيبة السكانية بالتدرج حتى يمكننا ان نحقق التوازن المطلوب في نسبة الوافدين والمواطنين ولا بد لنا ان نقوم بترشيد قدوم العمالة الوافدة ونعمل وفق خطة استراتيجية لعلاج هذه المشاكل مع السرعة في حلها وانشاء مراكز تعلم الحرف اليدوية للمواطنين.
قال الشاعر:
ولي وطن آليت ألا أبيعه
ولا أرى غيري له الدهر مالكاً

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم أمين.

عادل نايف المزعل 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك