مقارنة بين متحف سيارات مجلس الوزراء ومصروفات ميشيل زوجة الرئيس الأمريكي يعقدها عبدالله المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1675 مشاهدات 0


أيها الأميركيون احمدوا ربكم على قناعة السيدة الأولى!

عبدالله مجعد المطيري

ذكر موقع «العربية» أن ميشيل أوباما، أنفقت خلال قضائها عطلة مع ابنتها الصغيرة في ماربيا، في الجنوب الاسباني 85 ألف دولار من المال العام الأميركي يوميا، مما أثار غضب الأميركيين وأطلقت عليها بعض وسائل الإعلام لقب «ماري أنطوانيت الجديدة».

وأول من أطلق لقب «ماري أنطوانيت الجديدة» على ميشيل أوباما (46 سنة) هي الصحافية والكاتبة الأميركية أندريا تنتاروس صاحبة مقال يومي في صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» الشهيرة، ففي مقالها الخميس الماضي قالت: «إن ما تفعله عائلة أوباما بأموالها شيء، وما تفعله بأموالنا شيء آخر، فنقل حوالي 70 عنصر حراسة شخصية ليقيموا في غرف فندقية هو أمر مكلف لدافعي الضرائب الأميركيين، حيث تظهر لنا ميشيل أوباما في هذه العطلة كماري أنطوانيت جديدة أكثر مما هي أم لطفلتين».

الحقيقة انني استغربت من هذا الهجوم غير المبرر من قبل الأميركيين على السيدة الأولى، فالمبلغ الذي أنفقته مقارنة بما يتم صرفه عندنا يعتبر مصروفا يوميا لأحد أبناء المسؤولين والاكثر غرابة أنهم يصرخون ويهاجمون من اجل 400 ألف دولار صرفتها السيدة الأولى في ماربيا في خمسة أيام!

وحتى يتعلم الشعب الأميركي القناعة بمسؤوليهم سوف أعطيهم مثالا واحدا من الخير الذي يوجد لدينا في الكويت، وهو متحف السيارات التاريخية والقديمة الذي أنشئ في اغسطس 2002 بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 795. وأصدر مجلس الوزراء قراره رقم 1053 بجلسته رقم 46 بتاريخ 26-10-2006 بالموافقة على نقل تبعيته من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الى الديوان الاميري.

ثم قامت الامانة العامة لمجلس الوزراء بتوجيه مذكرة الى مجلس الوزراء تضمنت طلب ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء تعديل قرار مجلس الوزراء السابق 1053 بحيث تنقل تبعية المتحف المذكور من الديوان الاميري الى ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء، وعليه اصدر مجلس الوزراء قراره رقم 97 باجتماعه رقم 12 بتاريخ 2006-2-19 بالموافقة على ذلك.

وفي 200612-23 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2 لسنة 2006 بشأن تشكيل اعضاء مجلس ادارة متحف السيارات التاريخية والتقليدية برئاسته الفخرية وعضوية عدد من السادة الاعضاء.

بعد ذلك تبين لديوان المحاسبة تخصيص قطعتي أرض لهذا الغرض من وزارة المالية ` ادارة املاك الدولة، احداهما بمساحة 44886م2 بمنطقة الشويخ الصناعية (مقابل منطقة كيفان بالقرب من كراج الغانم) وتم ابرام عقدها بتاريخ 10-11-2004 والاخرى بمساحة 10000م2 بمنطقة الشويخ الصناعية (تقع على الدائري الرابع بجوار مطبعة الحكومة) وتم ابرام عقدها مع وزارة المالية بتاريخ 2004-4-12.

في المحصلة لم يتم تشييد المتحف الذي خصصت له قطعة الارض الأولى حتى تاريخه، بينما تم بناء شبرة خاصة لزوم مستودع سيارات وبناء حوائط وتركيب ابواب مع الاعمال الكهربائية والصحية لقطعة الارض الثانية والموقع مستغل حاليا لادارة المتحف فقط .

يذكر أنه يوجد كراج تابع للمتحف المذكور يقع في قصر بيان بمساحة 30000م2 تم انشاؤه على نفقة سمو رئيس مجلس الوزراء الخاصة، وذلك حسب ما ورد في الكتاب رقم 25167 بتاريخ 2008-8-14.

ومن ذلك يفيد الديوان بأن الجمهور لا يستفيد من المتحف المذكور، ولا يمكن التأكد من ان ما صرف من مال عام على المتحف تعود فوائده على الدولة ولمصلحتها، وذلك لعدم انشائه حتى تاريخه.

لا أعلم ان كان العيب بشعبهم او بشعبنا.. بمسؤوليهم او بمسؤولينا، ولكني أتساءل الا يحمدون ربهم على النعمة المعرضة للزوال في اي لحظة؟

فلو كنت مواطنا اميركيا لقبلت يدي اربع مرات على قناعة مسؤوليهم في البذخ من المال العام! فالسيدة الأولى اضاعت فقط 400 ألف دولار ونحن تضيع منا الملايين، وفي الطريق سوف تضيع المليارات ولا حياة لمن تنادي .

لكن مع هذه المقارنة البسيطة اعتقد ان الشعب الاميركي بأكمله وعلى مختلف دياناته سوف يتوجه الى الله سبحانه وتعالى ويقول الحمدلله الذي لم يولِ علينا الطماعون والمبذرون من المسؤولين. واعتقد انهم سوف يقومون بتنظيم تبرع خيري لصالح السيدة الاولى كي تقضي اجازتها في ربوع ماربيا على حساب الشعب، فعلى الأقل هي لا تحتاج الى اصدار قوانين من الكونغرس لتشريع التبذير في المال العام، ولا تحتاج الى تغطية رسوم ابناء اعضاء الكونغرس الذين يتلقون تعليمهم في اكاديمية المعادي بالقاهرة!

وبصفتي مواطنا كويتيا يبدأ يومه بمقولة «اللهم خفف من تبذير المسؤولين» وينهي يومه بمقولة «اللهم حاسبهم على ما فعلوا بنا»، فإنني أطالب الشعب الأميركي بالاعتذار من ماري إنطوانيت الجديدة على الهجوم السافر عليها بسبب إنفاقها 400 ألف دولار من المال العام، وأقترح عليهم عملية تبديل في العقلية والفكر وحسن النية..

فلا يجوز مؤاخذة ميشيل اوباما على صرفها اموالا من المال العام، بل كان عليهم الالتزام بمبدأ حسن النية، ولعل المبلغ الذي صرفته كان لعلاج ابنتها في مستشفى خاص في ماربيا.

يا شعب الكويت مبارك عليكم رمضان.. ويا شعب اميركا مبروك عليكم قناعة ميشيل!

الطليعة

تعليقات

اكتب تعليقك