لماذا صمت أحمد السعدون بعد لقاء الأمير؟

زاوية الكتاب

الطليعة تفترض أربعة أسباب لكنها تستبعد التنجيم وسيلة للإجابة

كتب 7455 مشاهدات 0


نشرت مجلة الطليعة افتتاحية في عددها الاسبوعي تبحث فيها عن أسباب صمت النائب أحمد السعدون عن التعليق على ما نشر من أخبار حول نتائج لقائه بسمو الأمير (حفظه الله ورعاه)، وقد رأينا في الافتتاحية 'مقال اليوم'، ولكم التعليق:

ليس من عادتنا في «الطليعة» مناقشة الاشخاص.. فنحن تعودنا على ان نناقش الافكار أو الافعال من دون ذكر الاشخاص، حتى لا يتحول النقاش الى خلافات شخصية تسبب في الاساءة الى نهجنا في الابتعاد عن كل ما قد يؤثر في العلاقات الطيبة مع الجميع، مهما اختلفنا، لأن ذلك يحصن النقاش ويحميه من الانزلاق الى المهاترات الشخصية البغيضة. إلا اننا يجب أن نعترف بأننا في غفلة من الرقابة الصارمة في فترة قصيرة، وقعنا في المحذور، لكننا تداركنا ذلك، وآمل ان نستمر في هذا النهج الأخلاقي.

إذاً، نأمل مما سنقوله أن يفهم في هذا المنطق، وتطرقنا الى بوعبدالعزيز ناتج عن الصمت المطبق الذي التزمه بعد مقابلته لسمو الامير، وهو أيضا من باب امانة المجالس. إلا ان الموضوع قد أخذ أهمية، خصوصا بعدما تردد أن هذه اللقاءات ستتكرر وما قيل عن امكانية تكرار مثل هذه اللقاءات.

صمت بوعبدالعزيز في العادة أمر معروف عنه، وهو مثلا لا يرد على ما يوجه إليه من اتهامات تكون أحياناً جارحة، وحتى نكون موضوعيين، نذكر منها مثلا موقفه من حقوق المرأة، واتهامه بأنه ضد حقوق المرأة، وهذا لم يكن صحيحاً أبداً، كما يعرف عنه المقربون منه، لان الموضوع كان بالنسبة اليه ليس انت مع أو ضد، بل كان المهم فهم «لماذا؟». وعندما أُعطي الفرصة لعرض وجهة نظره حلق بالسماء في تمجيده للمرأة، لانه حرص على ان يلم بالجانب الشرعي حتى لا يتهمه بعض الاحزاب الدينية المعادية له بالخروج عن الاسلام.

كذلك، فإن البعض وجه له اتهاما بأنه ضد حرية الرأي، لعدم حضوره المهرجانات التي أُقيمت دفاعاً عن الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم، ولم يرد عليها. إلا أنه لم يشترك لأنه اعتبر أن في ذلك تدخلاً في أمور القضاء، ويجب أن يحترم القضاء واستقلاليته.

بعد هذه المقدمة الضرورية، دعونا ندخل في صلب الموضوع. أول ما نلاحظه ان هذا الصمت الشديد جاء نتيجة لقاء مهم، وتبعته اجراءات ايضا غير مألوفة، كما ذكرنا سابقا. وهنا نريد ان ندخل في الموضوع، مع إدراكنا بأنه ليس لدينا اي معلومة عما دار في هذا الاجتماع. فدعونا ننتظر لنقول ما هو هذا الامر المهم، مع اننا قد تعودناعلى مناورات تكتيكية لإضاعة الوقت والتقاط الأنفاس عند البعض.

أول ما يتبادر الى الذهن هو ادراك بعض المسؤولين لخطورة الاوضاع الاقليمية، واحتمال وقوع الانفجار في المنطقة الذي سننال منه الضرر الكبير، وكيفية تحصين الوضع الداخلي الممزق، وامكانية امتداد الحريق الى البيت الكويتي للمشاركة، من دون وعي، في هذه المأساة بسبب تعاطف البعض مع اطراف النزاع. واذا كان ذلك صحيحاً، فانه من الضروري العمل مع الاطراف المؤثرة لوضع خطة جادة لحماية الكويت من هذه الاخطار. فالتكتم في مثل هذا الموضوع أمر حيوي ليتم ترتيبه بشكل محكم قابل للنجاح. وأبو عبدالعزيز له دور مهم يمكن أن يلعبه داخل المجلس وخارجه بسبب موقعه.

الاحتمال الثاني، هو ما أثير حول استغلال النفوذ في المجال النفطي وطرح بعض الاسماء لاسباب غير معروفة، لان العبث الحقيقي الخطير بأموال النفط ليس لهؤلاء اي علاقة به، كاتهام فراش البلدية بسرقة اراضي الدولة. انما الخطير هو في ما تم طرحه في احدى الصحف بالمطالبة بتقديم سؤال الى محافظ البنك المركزي بقائمة المناقصات الكبرى واسماء اصحابها، وهذا أمر في منتهى الخطورة. وخصوصا اذا تذكرنا ان سبب حل مجلس الامة عام 1986 هو تكليف النائب حمد الجوعان بالاطلاع على محاضر البنك المركزي لمعرفة كيف صرفت بعض المبالغ. فالطلب الجديد اذا حصل ستكون خطورته اكبر بكثير، ولابد من تجنب هذا الخطر.

هل يمكن ان يساعد بو عبدالعزيز في ذلك؟ هذا غير ممكن اطلاقا، فهو من الاشخاص الذين هم فوق الشبهات. ما يمكن ان يساهم فيه هو كيفية إحقاق الحق، ودون ذلك قد يكون في منتهي الخطورة. ونترك للقارئ ان يتصورها.

الاحتمال الثالث هو ما يتردد في بعض الدواوين عن ان الموضوع يمكن ان يكون في تغيير الحكومة، أو بالتحديد رئيس مجلس الوزراء، ويربط ذلك بغيابه عن الكويت.

وفي هذا التفكير الكثير من السذاجة المفرطة. فالكويت منذ أكثر من اربعة عقود لم تكن الحكومة حكومة فعلية على الاطلاق، فالوزراء، مع احترامنا الشديد لهم، وبخاصة المخلصين منهم، ليسوا سوى موظفين. والقرارات المهمة تتخذ خارج مجلس الوزراء، وحتى أحيانا من دون علمه.

ان تغيير الحكومة أو تغيير رئيسها لا يقدم ولا يؤخر شيئا، فهو ليس وحده الذي يتحمل مسؤولية أخطاء وتراكمات حقبة كبيرة من الزمن، مع انه ليس معصوماً من الخطأ.

والاحتمال الأخير، ربما مع ما يحمله شهر رمضان الفضيل من روحانيات إيمانية وإنسانية يحفزنا لتجاوز كل سلبيات الفترة السابقة، التي هددت وجودنا ووجود بلدنا الحبيب الكويت، لفتح صفحة جديدة نعيد فيها أمجادنا ولحمتنا الوطنية، ومحبتنا بعضنا لبعض، إنه على كل شيء قدير.

ونرجو العذر من الأخ العزيز بوعبدالعزيز، ومن القراء الكرام الذين تعودوا منا الرأي الصريح والواضح، فلا بأس، فليالي رمضان الكريم طويلة، وما ذكرناه وقلناه قد يساعد في إضفاء الحيوية على نقاشاتنا، مما قد يخفف عنا لهيب جونا الحار طبيعياً وسياسياً.

وإذا اتضح أن هناك احتمالا آخر، فالرجاء المعذرة على التقصير، فنحن لم نختص بالتنجيم بعد.

 

افتتاحية الطليعة-مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك