محمد المقاطع يرصد صور من النفاق التى يمارسها عدد كبير من أصحاب المراكز والوظائف المهمة والتي تُسمى أحيانا «قيادية»

زاوية الكتاب

كتب 753 مشاهدات 0





الديوانية 
نفاق من أجل المنصب.. والازدواج 

كتب محمد عبدالمحسن المقاطع : 

 
لماذا أخفيت رأيك وغالطت في الحقائق واكتفيت بالتأييد؟ يا خوي هذا رئيسي «وما أبي» أخسره، وهو قد وعدني بمنصب مهم ويلبي كل طلباتي حتى المخالفة!!
لماذا لا تتخذ قرارك في شأن وظيفتك ولا تبدي رأيك إلا بعد مراجعة رئيسك؟ تعرف لا بدّ من أن يصدر قراري ورأيي وفقا لرغبة رئيسي حتى لا أفقد منصبي وامتيازاتي!!
طيب، لماذا تقوم بدور المباحث فتنقل أخبار زملائك وتضيف لها ما هو غير صحيح؟ «يا معوّد» شلون أكسب رئيسي إذا لم أعمل ذلك، خصوصا «وهو» يحب نقل الأخبار والتصيد على الناس حتى لو بالكذب!!
هذه بكل أسف حال عدد كبير من أصحاب المراكز والوظائف المهمة والتي تُسمى أحيانا «قيادية» فأحدهم يحرص على إرضاء رئيسه والمشي وفقا لرغباته وأهوائه المنحرفة في كل شيء، في اتخاذه لقراراته أو إلغائها، قبوله أن يفرض رئيسه تدخله في أعماله وفي منصبه فيفرض ما يشاء من القرار أو من الأشخاص أو من المعاملات بصورة تُلغي دور هذا المرؤوس وتجعل وجوده لا أهمية له، وهو وبكل أسف يكون مسرورا بذلك إرضاء لرغبات رئيسه حتى وإن كان ذلك على حساب سمعته ومكانته واحترامه.
فاليوم هناك نوع من الطغيان الذي يُمارس من قبل الرؤساء أصحاب المناصب القيادية والعليا، فهو لا يريد من يناقشه في آرائه ولا من يختلف معه في وجهة النظر، ولا حتى من يقترح ما يُقوّم حال العمل ويصلح أحوال الجهة أو المؤسسة الحكومية، وهؤلاء نموذج من القياديين الذين فقدوا أهلية البقاء في مناصبهم، وتعجب لماذا هم في مناصبهم وما هو مبرر استمرارهم، وفي المقابل تجد أن المرؤوسين من أصحاب المناصب يفقدون توازنهم ووجودهم وحتى مؤهلاتهم وخبراتهم وآراءهم يضعونها في الأدراج ويحبسونها في الصدور، فتجد أحدهم أصبح أداة منفذة لقناعات رئيسه المنحرفة، فمثل هؤلاء أيضا يحرصون على أمر واحد هو البقاء في مناصبهم والحصول على امتيازاتهم مقابل إذلال أنفسهم وفقدان احترامهم، فيقبلون بممارسة الفساد الذي يتم فرضه عليهم من رؤسائهم، حتى ان أحدهم يقبل أن يكون بهلوانا لهذا الرئيس ومبشرا بأعماله البالية ومثيرا للشغب والإشاعات والفوضى لأجل ذلك الرئيس، فذلك هو نفاق من أجل المنصب الذي أصبحت نفوس أصحابه تنطوي على مرض محو شخصيتهم من أجل رؤسائهم.

***
نُشر في الجريدة الرسمية سحب الجنسية الكويتية من أحد مزدوجي الجنسية الذي أعلن قبل فترة أنه «لا يشرفه أن لديه الجنسية الكويتية»، وخيرا فعلت الحكومة أن سحبت الجنسية من مثل هؤلاء الأشخاص، وهو ما يعني ضرورة أن يحظى موضوع ازدواج الجنسية بتعامل حاسم لأنه لا يجوز السكوت عنه أكثر من ذلك.
اللهم إني بلغت،،

أ. د. محمد عبدالمحسن المقاطع

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك