نلتفت يمينا فنرى قصورا وفشلا، نلتفت يسارا فنُصدم بالفساد والتنفيع والقفز على القوانين.. حنان الهاجري متشائمة من إنجاز حتى 10% من الخطة
زاوية الكتابكتب أغسطس 10, 2010, 2:13 م 1001 مشاهدات 0
التنمية أم ربع!
كتب حنان الهاجري :
اليوم وبعد أن بشّرنا الشيخ أحمد الفهد في مؤتمره الصحفي الذي عقده في الرابع من أغسطس بأنه قد تم تنفيذ %25 أي ما يعادل ربع خطة التنمية، أصبحت هذه الخطة تستحق أن نسميها الخطة «أم ربع».
فمن المنتظر أن تقوم الدولة ببناء أكثر من ألف ومائة وحدة سكنية كل شهر خلال السنوات الست المقبلة.
السؤال المنطقي هنا هو كيف ستقوم الحكومة بتنفيذ هذا الوعد حتى وإن تعاونت مع القطاع الخاص؟ معطيات السوق تقول إن أكبر شركات التعمير والبناء في الكويت، وهي تعمل بأقصى طاقاتها لا تنجز سوى بناء ما لا يتجاوز 400 الى 500 وحدة سكنية سنويا، ثم من أين سيُؤتى بمواد البناء والأيدي العاملة لتنفيذ مشروع الوحدات السكنية الحالم هذا، والكويت لا يتوافر فيها هذان العاملان وفق ما تتطلبه خطة التوسع في البناء هذه، التي يجب أن تنجز بناء ثلاثة بيوت يوميا حتى تتوافق مع وعود الفهد؟ الحكومة ستبني لنا ما يقارب من 37 مسكنا يوميا، وهي التي احتاجت إلى يومين لردم حفرة في الدائري السادس!
كمواطنة أتمنى أن أرى خطة التنمية الطموحة وهي تنجح، ولكن هل من العقل من شيء أن نتوقع من الحكومة القدرة على تنفيذ حتى %10 من هذه الخطة؟ الأمر لا يتعلق بالتشاؤم أو تصيّد الأخطاء، بل هو متعلق بما نراه على أرض الواقع. نلتفت يمينا فنرى قصورا وفشلا، نلتفت يسارا فنُصدم بالفساد والتنفيع والقفز على القوانين، نركز على الصورة العامة، فنرى الحكومة تسير بسرعة السلحفاة، ثم تبشرنا بالخطة أم ربع الخرافية الرؤى والطموح! الخطة أم ربع أحادية، وتركز على الرعاية السكنية فقط، فأين المشاريع الكهربائية ومشاريع محطات المياه والمستشفيات التي لم نسمع خبر زيادة أعداد أسرّتها، أو حتى عن تغير طرأ على هياكلها المتآكلة، أو على هيئاتها الطبية؟
وماذا عن المشاريع النفطية، وتلك المتعلقة بإنتاج الغاز الطبيعي؟ لقد تم اختصار الخطة بالمساكن الكونكريتية، وتركت جانبا التنمية البشرية وتطوير التعليم ودعم البحث والتدريب، واتخاذ خطوات جادة لتعديل وضع التركيبة السكانية المختل، وتوفير المشاريع الترفيهية للمواطنين.
بمعنى لو كان المواطن قد حصل على الرعاية السكنية من الدولة، فإنه يعتبر منسيا ومغيبا من إنجازات الخطة أم ربع. من حقنا أيضا أن نتساءل حول آخر أخبار مشروع تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري، وما محله من إعلان نجاح الخطة أم ربع، التي بدأ تنفيذها منذ ابريل الماضي، والتي تبلغ تكلفتها 30 مليار دينار كويتي، وتهدف الى الحد من اعتماد البلاد على قطاع النفط كمصدر للدخل، ومن شأنها أن تجذب الاستثمارات الخارجية الى الكويت لا أن يتم اختصارها بتوزيع قسائم خيطان وغيرها من مناطق مستحدثة، من أجل توفير إجابات جاهزة للمساءلة النيابية المقبلة.
حنان الهاجري
تعليقات