ذعار الرشيدي يكتب عن نموذج للضحك على الذقون الذي يمارسه بعض النواب ممن يرفعون شعار «هاجموهم فإنهم شرفاء»

زاوية الكتاب

كتب 751 مشاهدات 0





نواب الحكومة شعارهم «هاجموهم فإنهم شرفاء»
 
الاثنين 9 أغسطس 2010 - الأنباء
 
 

ليس كل نائب بالضرورة صادق في أي تصريح يتناول به ذمة أي قيادي، بل ربما كان القيادي أنظف 100مرة من النائب الذي يهاجمه، وتلك حقيقة لا مراء فيها، فليس من الضرورة أن نضع كل تصريحات النواب في خانة التصديق، نعم بعض النواب يسعون نحو الإصلاح ولكن بعضهم الآخر تحركهم مصلحة شخصية وبعضهم الآخر يتحرك وفق أجندة رسمها له آخرين، فكما أن هناك من النواب من لا نزال نرى فيهم الخير والإصلاح، فكذلك هناك من القياديين من لا يزال فيهم الكثير من الخير أيضا، فلا كل ما يقوله نائب صحيح بالضرورة ولا كل ما يصرح به قيادي حكومي هو كذب بالضرورة.
وأذكر أن أحد النواب شن هجوما عنيفا على أحد قياديي وزارة الصحة، وأثار قضية من لا شيء بسبب 5 معاملات بدعوى أنها مشبوهة، رغم أن تلك المعاملات ثبت لاحقا أنها سليمة 100% وكلفت خزينة الدولة 46 ألف دينار، وهي تكلفة مستحقة لأشخاص مستحقون، إلا أن ما أثار استغرابي لاحقا أن النائب الذي أثار قضية المعاملات السليمة هو نفسه متورط في قضية ضياع جزء كبير من 520 مليون دينار هي تكلفة العلاج في الخارج على مدار 3 سنوات.

النائب ثار وهاج وماج بسبب 46 ألف دينار، ولم تحرك في جسمه شعرة واحدة الـ 520 مليون دينار، وأحد مدراء مكتبه متورط في قضية ضياع عشرات الملايين فيها.

في تلك القضية كان القيادي الحكومي وأعني مدير إدارة العلاج في الخارج د.محمد المشعان هو الصادق، بينما النواب الذين أثاروا قضية المعاملات الخمسة هم من جانب الصواب، وحاولوا بإثارتهم وهجومهم التغطية على بعض المتورطين في قضية ضياع الـ 520 مليون وتقارير النيابة التي أجريت حول ضياع الملايين تلك تثبت هذا الشيء.

ولا أعرف كيف لنائب يثور بسبب بضعة آلاف ويصرخ ويزمجر ويملأ الدنيا صراخا، بينما لا يرف له جفن، وهو يرى الدولة تتكلف 520 مليون دينار بتجاوزات لا تزال النيابة العامة تحقق فيها، أكثر من مليار ونصف المليار دولار لم تهز خلية واحدة في جسد ضميره، بينما اهتزت أركان حميته بسبب 46 ألف دينار، أي منطق هذا وأي ضحك على الذقون الذي يمارسه بعض النواب ممن يرفعون شعار «هاجموهم فإنهم شرفاء».

على هذا العبث أن يتوقف، وعلى من يمارس هذا العبث أن يوقف ممارساته الصبيانية، نعم هناك نواب يهاجمون قياديين بل يهاجمون الحكومة بأخطاء واضحة وضوح شمس أغسطس، وهؤلاء هم نواب المعارضة، أما نواب الحكومة ومن يصوت معها ويستميت في الدفاع عنها فهم من يهاجم أحيانا لمصلحة شخصية، ، فعندما ترى نائبا حكوميا يهاجم قياديا في ذات الحكومة التي ينام في ظلها فاعلم أن هذا النائب غير صادق وأن القيادي أنظف ذمة منه ألف مرة؟

 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك