د. وائل الحساوي يكتب عن حقيقة الـ Black berry

زاوية الكتاب

كتب 2475 مشاهدات 0


 

 
د. وائل الحساوي / نسمات / حقيقة الـ Black berry
 
 د. وائل الحساوي 

 
 
أضحكني البيان الذي أصدرته جمعية حقوق الانسان في الكويت حيث هاجمت كل من تكلم عن امكانية حظر بيع واستخدام جهاز (Black berry) حيث بينت الجمعية بأن هذا الحظر هو مخالف ومصادم لحقوق الانسان، وانه يتصادم مباشرة مع الدستور الكويتي الذي يرفض تقييد حقوق الانسان، ثم جاء عنوان جريدة «الجريدة» ليوجه الناس الى ان سبب المطالبة بحظر البلاك بيري هو بسبب المواقع الإباحية، وان الشركة قد وعدت بحجب ثلاثة آلاف موقع إباحي لتتجنب الحظر.
لقد كان الواجب هو النظر الى الدوافع الحقيقية وراء سعي حكومات مثل السعودية والامارات ولبنان الى حظر هذا الجهاز والذي لا يعود في الاساس الى قضية المواقع الاباحية فقط ولكن الى المخاطر الامنية التي يمكن ان تترتب على استخدام هذا الجهاز في ظل عدم القدرة على اختراق تدفق المعلومات حتى من الشركة نفسها لأنه يستخدم نظام ترميز للمعلومات (Encryption) متطور جدا لا يمكن اختراقه، ويمكن ان يتم استخدام هذا الجهاز في عمليات التجسس ونقل المعلومات بين الشبكات الارهابية دون مراقبة.
اعتقد بأن مخترعي البلاك بيري قد فوجئوا كما فوجئ «نوبل» بحجم الاستخدام الخاطئ والمدمر للبشر للديناميت والذخيرة، ولم يشعر العالم بخطورة نقل المعلومات عبر العالم من دون رقيب الا عندما انتشر هذا الجهاز بطريقة عجيبة عند الصغير والكبير، الغني والفقير، حتى اصبح صيحة العصر، فعلى سبيل المثال تم بيع 145 ألف جهاز بلاك بيري الذي تقوم شركة (RIM CEO) الكندية بصناعته خلال الربع الاول من عام 2010 في افريقيا والشرق الاوسط فقط، وهو الى انتشار.
واذا كانت جمعية حقوق الانسان تتهم معارضي بلاك بيري بالرجعية فلتعلم بأن الاتحاد الاوروبي قد منع منذ سنتين موظفيه الـ 32 ألفا من اقتناء جهاز بلاك بيري، وان الهند قد استدعت مسؤولي الشركة للتباحث معهم حول امكانية جعل استخدام الجهاز آمنا، كما هددت الهند بمنع البلاك بيري على ارضها، وكذلك اندونيسيا.
أما مسؤول الشركة (ميشال لازاليدز) فقد رد على انتقادات الدول بعصبية مفرطة مثل قوله: «اذا كان هؤلاء لا يستطيعون التعامل مع الانترنت فعليهم ان يغلقوها» وقوله: «كثير من هؤلاء لا يحملون شهادات الدكتوراه وليس لديهم شهادات في علوم الكمبيوتر، وان الاهداف السياسية وراء حملتهم على البلاك بيري»!!
لو دققت في حملة مسؤول الشركة على منتقديه واتهامهم بشتى التهم لما وجدت فرقا بينها وبين اتهامات جمعية حقوق الانسان لكل من يخالفها في تفسير تلك الحقوق!!


د. وائل الحساوي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك