أحمد الدعيج يتساءل: لو كان بيننا بالكويت جواسيس وعملاء فلمن سيكون ولاؤهم؟ لأمريكا أم لبريطانيا، أم للي خبركم وعلمكم؟

زاوية الكتاب

كتب 975 مشاهدات 0


 

جواسيس

 
كتب د. أحمد يوسف الدعيج

 
لا تكاد دولة في العالم تخلو من جواسيس وعملاء لدول أجنبية ولو استعرضنا ملف الجاسوسية والجواسيس في بعض دول العالم لتطلب ذلك الكثير من المقالات، وتتساوى في ذلك الدول الكبيرة والصغيرة بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا ولبنان وكوستاريكا، وربما الكويت من يدري؟ لبنان الشقيق بسبب كثرة الفرقاء في تكوينه يعيش ظروفاً صعبة في عدة مجالات يأتي على رأسها المجالان السياسي والاقتصادي وملحقاتهما، وبسبب الحدود المشتركة بين لبنان الشقيق والكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة واضطراب الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، فإن الكيان الصهيوني بالذات وغيره من دول لها مصالح في لبنان جندوا مئات الجواسيس والعملاء الى الحد الذي بات معه الأمن القومي للبنان، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، مهددا بدرجة خطيرة.
آخر حلقات مسلسل كشف الجواسيس في لبنان وليس آخرها هو قيام رجال شعبة المعلومات (الاستخبارات) التابعة لقوى الأمن الداخلي بتوقيف فايز وجيه كرم، العميد المتقاعد (في 1990) في الجيش اللبناني والقيادي في التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الجنرال القوي ميشال عون، والتحقيق معه للاشتباه بتعاونه مع اسرائيل، والطريف في الأمر على الرغم من فداحة الجريمة، وشر البلية ما يضحك مثلما يقولون، إن آخر منصب تولاه العميد المتقاعد كرم قبل تركه لمنصبه هو «رئيس فرع مكافحة الإرهاب والتجسس» في الجيش اللبناني، وكان العميد متقاعد كرم قد خاض الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان عن منطقة الشمال ممثلا عن التيار الوطني الحر وعلى الرغم من حصوله على 19700 صوت انتخابي إلا أنها لم تكن كافية لنجاحه.
تشير التقارير بأنه ومنذ ابريل من العام الماضي ألقت السلطات الأمنية في لبنان القبض على أكثر من مائة جاسوس وعميل من بينهم الكثير من رجال الجيش والشرطة ومن المؤكد ان السلطات الأمنية في لبنان الشقيق في جعبتها الكثير من الأسماء سوف تفصح عنها من آن الى آخر طبقا لما تتطلبه الظروف وتمشيا مع ارتفاع درجة حرارة الأوضاع السياسية بين طرفي النزاع في لبنان وهما الموالاة والممانعة.
إن مؤشر ترمومتر درجات الحرارة السياسية في لبنان هذه الأيام في ارتفاع خاصة مع قرب اصدار المحكمة الدولية الخاصة في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري لقرارها الظني المتوقع باتهام عناصر من حزب الله، لقد تسبب توقيف العميد المتقاعد فايز وجيه كرم في ضربة موجعة للجنرال ميشال عون الحليف القوي لحزب الله، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة لماذا لم يتم الإفصاح عن قضية العميد كرم إلا الآن؟ وهل يقف الصهاينة وراء تسريب هذه المعلومة لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني؟ نحمد الله انه، كما يبدو، ليس بيننا في الكويت جواسيس ولا عملاء بين السياسيين والشرطة والعسكر والصحافيين والإعلاميين، ثم لو كان هناك جواسيس وعملاء من بين هؤلاء فلمن سيكون ولاؤهم؟ لأمريكا أم لبريطانيا، أم للي خبركم وعلمكم؟

د.أحمد يوسف الدعيج

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك