الشعبي برأي عبدالله زمان خسر كثيرا بقراره الظالم تجاه لاري وعبدالصمد ومازال يدفع ثمنا كبيرا لقراره، والسعدون انجرف ولم يعتذر

زاوية الكتاب

كتب 1654 مشاهدات 0




عبدالله زمان / النائب أحمد السعدون... انجرف ولم يعتذر
 
 
 عبدالله زمان 
 
 
عرفنا وعرف الكثيرون بأن موقف كتلة العمل الشعبي أثناء «أزمة التأبين» والقرار الظالم تجاه النائبين الفاضلين سيد عدنان عبدالصمد وأحمد لاري، قد ترك أثراً سلبياً على شخصية النائبين وقواعدهما الشعبية والتي حسبها الجميع في خانة الغدر والخذلان بلا شك، لا سيما وأن الرهان كان على تطبيق المبادئ التي لطالما تغنى بها «الشعبي» آنذاك وهي مبادئ سامية إنشائيةً وبرّاقة تسويقياً، لكنها بانت حقيقتها الزائفة واقعياً حينما تجلت الواقعة عن قرار يعلي شأن الشخوص لا الشأن العام كما كان المفترض أن يكونوا سنداً لبعضهم البعض في الميدان السياسي. أما النصف الآخر من الحقيقة، فإن «الشعبي» دفع وما زال يدفع ثمناً كبيراً لذلك القرار، إذ خسر جزءاً كبيراً من امتداده الجماهيري عبر قواعد النائبين الفاضلين، بالتالي أثر على المتبقين بالكتلة سلباً بحيث أصبحت رسمياً بقواعد أحادية اللون والمذاق والأهداف. والنتيجة بأن «الكتلة» اتخذت موقعاً على أرض الواقع على خلاف ما كانت عليه، وهو الموقع السياسي الذي فرض على النائب أحمد السعدون تحديداً، والذي أصبح هو الوحيد ممثلاً للقواعد الحضرية بعد فقدان التمثيل الشيعي خصوصاً عند خروج الدكتور حسن جوهر. والنتيجة بأن النائب السعدون انجرف من حيث يدري أو لا يدري إلى أجندة ومسار سياسي يخدم غيره من أعضاء الكتلة الحالية أكثر بكثير مما يخدمه هو وقواعده. ما أحاول قوله، بأن أضرار قرار إبعاد النائبين العزيزين وإن كانت تركت آثاراً سلبية لبعض الوقت إلاّ أن الآثار السلبية التي أصابت «الكتلة» هي أكبر بكثير، خصوصاً بعدما أصبحوا في خانة امتهان الصراخ والصوت العالي، الأمر الذي ألبس النائب الفاضل أحمد السعدون لباساً سياسياً لا أحسبه يليق به وبمسيرته العريقة.
على الصعيد الشخصي، فإن الرواسب النفسية لدى مؤسسي «الشعبي» ليست كما يعتقدها البعض، أو لنقل بأن العلاقة ليست مقطوعة تماماً بين سيدنا الحبيب «بوحسين» وبعض ممثلي «الشعبي» حالياً. وكلنّا يذكر تصريح النائب مسلم البرّاك الذي كان بمثابة تغزّل صريح بالنائب سيد عدنان عبدالصمد وإن «الشعبي» يتشرف بأنه هو من يذهب للسيد لضمّه مجدداً على حد قول البرّاك. كما أن الفكاهة والعلاقة الحميمة بينهما لم تنقطع إطلاقاً، ويكفيكم حضور جلسة مستقبلية للمجلس لتلمس ذلك. ولكن الصحيح بأن علاقة السيد بالسعدون تكاد تكون مقطوعة تماماً، مع إهمال أعضاء «الشعبي» السابقين أو الجدد والذين هم ليسوا طرفاً في هذا المقال، بالوقت الذي نستدل بأن الأعضاء الجدد يؤكدون رؤيتنا بواقع حال «الشعبي». عموماً، قد لا نملك معلومات كافية لنفسّر حقيقة الموقف والعلاقة الحميمة بين السيد والبرّاك دون السعدون، ولكن يبدو لي بأن المتسبب بالجرح الغائر هو السعدون نفسه وليس «الشعبي» بكامله، فالسيد ليس ممن يحقد ويحمل الضغائن، كما إن شخصية السعدون تتماشى بأنه هو من أسس وسوّق وبرّر ومهّد للقرار تجاه النائبين. فالنتيجة بأن العلاقة بين السعدون والسيد أخذت تتسم بالعناد والمكابرة، إذ لا يهم من يكرّس هذا العناد أو من بدأه، الأهم بأن الشخصيتين متمرسان فيه ومستمران على ذلك، وما ينقص الموقف بينهما هو الحكمة في إذابة الجليد. والسؤال من عليه أن يتحرك أولاً؟ وحتى أفك طلاسم هذه الحكاية بالمنطق، فإن إصرار سيد عدنان على موقفه يعتبر منطقياً ومنسجماً مع عزته وكرامته، وله الحق بأن يصونها، وواجبنا نحن أيضاً أن نصونها له. كما لكم بالأحكام القضائية خير دليل والتي برأت السيد والعزيز أحمد لاري من القضية الرئيسية والقضايا المصاحبة. وهذا بالضبط ما لم ينتظره السعدون كي يبني قراره على وقائع قانونية بمعزل عن القوى التي جرفته. فإذا ما أخذنا بالاعتبار تغزّل النائب البراك بالسيد على محمل المودة والأخوة والصحبة السياسية الطويلة، فلا أقل من أن يقدِم السعدون بنفسه وعبر تلك المنطلقات على المبادرة بالاعتذار عمّا حصل، ويذيب الجليد بحكمته وخبرته السياسية العريقة، عندها سوف يتم قطع الطريق أمام كل من كان يستفيد من هذا الشقاق بين أشهر أكثر نائبين دخلا المجلس وما زالا فيه.


عبدالله زمان

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك