يأسف لأننا لم نقدم عملا فنيا يجسد الاحتلال .. العراقيون برأي فيصل الزامل نسوا مافعلوه فى الكويت وقرروا – هناك – ان تقيد الحادثة ضد مجهول

زاوية الكتاب

كتب 583 مشاهدات 0





العمل الفني عن 2/8 جزء من إستراتيجية الأمن الوطني
 
الأربعاء 4 أغسطس 2010 - الأنباء
 

هل قدمت الكويت اعمالا سينمائية، تلفزيونية، تجسد ما حدث في فترة الاحتلال مثلما فعلت اوروبا واميركا مع الاحتلال النازي، ومثلها سائر الدول التي حرصت على حماية الذاكرة الوطنية من الترهل؟

انظر الى هذا المشهد السينمائي.. «جنود ألمان يدخلون بيتا في قرية هولندية لتفتيشه، يشاهد الضابط تماثيل صغيرة من خزف على حافة النافذة تجسد الطواحين الهولندية والمزارع والمباني الريفية، فضربها بكعب بندقيته، سأله الجندي عن السبب في تحطيم تماثيل تافهة فأجاب: انها تمنحهم الالهام وتغذي شعورهم الوطني». وقفات كثيرة كهذه حفظت للذاكرة الهولندية معاناة جيل كان هو السبب في استمرار وطن اسمه «هولندا»، وبغير تلك الاعمال السينمائية والمسلسلات التلفزيونية كانت الاجيال اللاحقة ستنظر باستخفاف لتضحيات ذلك الجيل، هل نريد للكويت ان تقع في هذا المحذور؟

انها صيحة من جيل لم يشهد احداث الغزو، يقولون لنا «لماذا لا يكتب السيناريو المعبر عما حدث، والمناسب لحاجة المسلسل التلفزيوني ابناء الجيل الذي عاش تلك المعاناة، فالعمل الفني يقوم على جودة النص، التي تتأثر بالمعايشة، وهو ما لا يحققه لك كاتب من بلد آخر لم يكتو هو، ولا افراد اسرته بالغزو ومعاناته».. انتهى.

لقد تسلل نسيان تفاصيل ما حدث الى الذاكرة المحلية والعربية، لهذا تجدهم في العراق قد نسوا ما فعله بلد اسمه العراق ببلد اسمه الكويت، وقرروا – هناك – ان تقيد الحادثة ضد مجهول، ولهذا السبب عادت حليمة لعادتها القديمة، بينما في ألمانيا لايزالون يشعرون بالاسف لما فعلوه بالعالم وبالشعوب الاوروبية، وهم يجرمون الفكر الذي تسبب فيما حدث، بينما ينتشي هذا الفكر في العراق بصفاقة رغم الاحتراب الداخلي الذي هو إحدى الثمرات الشيطانية لعدوان 8/2، ونحن في الكويت نتحمل جزءا من المسؤولية بعجزنا عن التعامل الفني والثقافي المحترف مع هذا الموضوع الذي تعتبر الجوانب النفسية فيه المنطلق الاساسي، إما بالايجاب او بالسلب، علما ان لدينا في الكويت بنية أساسية قوية للاعمال الفنية، وهي بحاجة الى الانفاق السخي المبني على الاسس التنافسية السليمة لتقييم النص الفائز والعمل المحترف، وهذا الانفاق ليس عبثيا، فهو يمثل واحدة من ادوات تحقيق الامن الوطني الاستراتيجي لهذا البلد.

هذا النوع من الأعمال يحتاج إلى إبداع وفهم للأسلوب الذي يقرب بين الواقع والمشاهد، لهذا تقرأ في بعض الاعمال الفنية الاجنبية عبارة «اخذت احداث هذه القصة من احداثها الاصلية التي وقعت في سنة كذا، وتم تطويرها لتتناسب مع البث الاعلامي».. كما تشاهد في تلفزيون National Geographic احداثا حقيقية يصورها ممثلون محترفون ـ سقوط طائرة، حادثة غرق سفينة.. الخ – وبين المشاهد تظهر صورة لمتحدث حدثت معه تلك الواقعة، ما يقرب المسافة بين المشاهد والحدث.

لقد تطورت هذه المهنة، ورأيت جمعيات خيرية كويتية تقدم افلاما وثائقية رائعة على مستوى من الاحتراف اعجب السفراء الاجانب المحليين، هل تعجز آلتنا الاعلامية الرسمية عما تحققه جمعيات خيرية، ونسمع منها التعليلات والتبريرات غير المفيدة؟!
 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك