بدر خالد البحر يكتشف مبررا لجولة الرئيس فى أمريكا اللاتينية وهو قواسمنا المشتركة معهم فى الكوارث البيئية والنفايات

زاوية الكتاب

كتب 469 مشاهدات 0


 



زاوية حادة 
يا معافن الصدف! 

كتب بدر خالد البحر : 

 
هل سألنا أنفسنا كيف خرجنا من الغزو ولم نجد مواطنا أو موظفا حكوميا واحدا رفيعا أو وضيعا  نلقي عليه باللائمة؟! هل يعقل أن أحدا لم يرتكب خطأ كي نحاسبه، أم على الأقل نضربه كفين على وجهه، كي نستخلص الدروس ولا تتكرر الكارثة مرة أخرى؟!  حتى ان العسكريين الذين خرجوا لم يخطئوا؟! بينما في كل حروب العالم تجد أن هناك ضابطا أو عسكريا شريفا انتحر لأنه لا يستطيع أن يواجه الناس من عار الهزيمة!
نبشركم اننا الآن نرتكب الأخطاء نفسها التي أودت بحياة الكويت، وندار بالعقلية نفسها التي كانت تديرنا قبل الثاني من أغسطس، ومقومات سقوط الدولة اتضحت ملامحها، والسلطة التنفيذية غير قادرة على ضبط الأمور وهيبتها تنكسر حتى بالرياضة «التافهة»، وهناك انفلات أمني داخلي وانتشار للفساد وانحطاط بالاخلاق، وهناك ايضا توغل لأحزاب معادية في السلطتين التنفيذية والتشريعية، و«الجواسيس على أفا من يشيل»، وكذلك هناك تنظيمات سياسية محلية تدين بالولاء المعلن السافر لدول الجوار التي تهددنا والتي تعاني انهيارا أمنيا بدأت آثاره تتوغل في ساحتنا المحلية، والقوى العظمى أعلنت أنها غير قادرة على التأثير في أطراف الصراعات الاقليمية، الخلاصة إنها نذير تكرار الكارثة.
***
حاولنا أن نجد سببا لجولة الحكومة الرشيدة في دول أميركا اللاتينية المعروفة وغير المعروفة التي لم نستطع تهجئة أسمائها، الاشد فقرا وتخلفا وفسادا وانحطاطا وتشردا، حيث يعيش أطفالها كالقطط في مناهيل صرف الامطار، فلم نجد سببا واحدا! غير أننا وجدنا أن هناك قاسما مشتركا بيننا وبين هذه الدول، فالكويت تعيش كارثة بيئية بسبب الردم الجائر للنفايات الذي يتلف آلاف الامتار من الأراضي يوميا، ويتسبب بانبعاث الغازات السامة والانفجارات وتلف المياه الجوفية والامراض، مما يجعلنا نعيش تحت قنبلة موقوتة، كما حدث في مردم القرين الذي سيتكرر في أكثر من خمسة عشر موقعا بالكويت.
فمنذ عشرين عاما كنا ضمن فريق عمل أنجز دراسة متخصصه فنية رائعة مع مستشار كندي لإعادة تدوير النفايات بالطرق العلمية، بتكليف من البلدية وحماية البيئة ومؤسسة التقدم العلمي، وقد اكتشفنا حجم الكارثة وحذرنا الحكومة حينها، لكن الدراسة صارت حبيسة الادراج لسنوات، ثم حاولت البلدية تطبيق شيء منها ففشلت، ليخرج علينا الآن وزير البلدية صفر ويتهرب من المسؤولية ويقول ان النفايات مشكلة عالمية! وما دخل العالم بفساد وزارتك يا وزير؟!
إن المفارقة هنا أن بنك الدول الأميركية للتنمية أصدر اخيرا دراسة توضح أن مدن أميركا اللاتينية التي زارتها حكومتنا الرشيدة، تعاني كارثة بيئية، شبيهة بالكارثة التي نعانيها، بسبب تزايد معدلات انتاج النفايات بمئات الملايين من الاطنان وما يفوقها من غازات ثاني أكسيد الكربون مع عدم وجود سياسات بيئية لحل المشكلة، اي انها تعاني كارثة عفن النفايات نفسها التي نعانيها، فما أشبهنا بتلك الدول التي اختارت الحكومة زيارتها، ويا محاسن الصدف، أو بالاحرى يا معافن الصدف!
***
 إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

بدر خالد البحر

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك