عن زيارة فيصل الدويسان الشعبانية لكربلاء يكتب دواود البصري

زاوية الكتاب

كتب 1600 مشاهدات 0


 الدويسان في كربلاء... والفتح المبين ؟

الجميع يعمل لتحقيق أهدافه والارهاب في العراق في ظل الفوضى الحكومية سيبقى السائد
مرة أخرى يعود النائب الكويتي السيد فيصل الدويسان لواجهة الأحداث الخبرية و لكن ليس من خلال المؤسسة التشريعية والرقابية الكويتية, بل من خلال البوابة العراقية الملغمة والمتفجرة والمفتوحة مصاريعها على أكثر من احتمال سلبي بطبيعة الحال. يعود صوت فيصل الدويسان الذي جاهر قبل أيام قليلة بتقليده الفقهي وولائه الكامل لمرشد النظام الإيراني علي خامنئي لينطق هذه المرة من مدينة كربلاء العراقية, وحيث يقوم بمراسم الزيارة الشعبانية وكذلك الاحتفال بميلاد المهدي المنتظر, وحيث تقول الروايات بأنه قد إختفى هربا من جيش الخليفة العباسي في سامراء قبل خمسة عشر قرنا من الزمان! وإنه سيعود في وقت ما ليعلن دعوته من منطقة ما بين الركن والمقام في مكة المكرمة! المهم إن المؤمنين بتلك الرؤية أو النظرية لهم مطلق الحق في ممارسة شعائرهم بالكيفية التي تناسبهم ولا يحق لأحد الإعتراض على ذلك, كما أن أعمال الإرهاب والتفجير والاغتيال والقتل الطائفي هي أعمال مرفوضة ومدانة وتعبر عن وحشية وتطرف وإرهاب تدينه كل قوانين السماء والأرض. وما حصل في مدخل كربلاء من قتل أهوج للأبرياء هو ظاهرة شيطانية ينبغي مقاومتها بشتى الوسائل, ولكن الغريب كل الغرابة أن يتصدر السيد الدويسان المشهد الإعلامي, وهو يعلن في زيارته لكربلاء عن مواقف سياسية وأمنية, ويصدح بلسان الناطق العام وهو يقرر زيادة عدد الزوار القادمين من دول الجوار, كما يقول, ويعلن أن الجو آمن رغم أنه قطعا يزور بطريقة مختلفة بالكامل عن الزوار العاديين , فهو مثلا لم يذهب للزيارة مشيا على الأقدام كما تفعل جماهير الفقراء والمعوزين وهو بأي حال من الأحوال لا يستطيع قطع مسافة 500 كيلو متر من الكويت وحتى كربلاء مشيا على الأقدام في هذا الحر اللاهب, بل إنه يزور كربلاء بسيارة مكيفة وفارهة للغاية من صنع ¯ كما يقول الولي الفقيه  ¯ الشيطان الاميركي الأكبر, كما أنه لا يتدافع مع الجماهير الشعبية بل تخصص له طريق خاصة نحو ضريحي الإمامين الحسين والعباس عليهما السلام, كما يعامل معاملة خاصة من الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية وخصوصا من مكتب رئيس الوزراء المالكي بإعتباره شخصا في غاية الأهمية, ويبدو أن موسم الاستعراضات الدينية إنتظارا للاستحقاقات الانتخابية البرلمانية قد بات على أشده, فقبل أسابيع قليلة تسيد النائب الكويتي السيد وليد الطبطبائي المشهد الإعلامي ضمن أسطول قافلة الحرية والسفينة مرمرة التركية التي تعرضت للقرصنة الاسرائيلية, وحيث عاد بعدها  السيد الطبطبائي ليصرح بتصريحاته المقاومة ويخط مقالاته الثورية التي تلخص تلك التجربة المغامرة , وطبعا لم يترك السيد الدويسان فرصة الزيارة الشعبانية تمر من دون أن يكون له هو الآخر موقف حماسي يستطيع تصريفه فيما بعد في الاستحقاق الانتخابي المقبل خصوصا وإن الموسم موسم مزايدات وبطولات متلفزة والجميع يعمل لتحقيق أهدافه ومراميه وطبعا الإرهاب في العراق في ظل الفوضى الحكومية والسلطوية التي تسببت بها الأحزاب الطائفية 'التعبانة' سيظل هو السائد في الساحة وحيث يقتنص الأذكياء المواقف والفرص , وقد أثبت النائب الحالي والمرشح المستقبلي المؤكد السيد فيصل الدويسان بأنه خير من يطبق القول المأثور عن أحد الأئمة 'اقتنصوا الفرص , فإنها تمر مر السحاب' وقد قام الدويسان بجدارة بعملية 'الفتح المبين'وعش وشوف.
* كاتب عراقي

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك