ضاري المطيري يكتب عن مدرستين يراهما من مدارس الفكر الفاسد، فكر رفع شعار الحرية وهي منه براء، وآخر رفع شعار حب الأولياء ليأكل أموال الناس بالباطل

زاوية الكتاب

كتب 1499 مشاهدات 0



 

  زمن جلد الفاسد وخور العاقل
 
الأربعاء 28 يوليو 2010 - الأنباء
 

ليسمح لي القارئ الكريم هذه المرة فقط، ولن أعيدها بإذن الله، أن أكتب كتابة قد يفهم منها التشاؤم، أكتب في موضوع قد يخالف للوهلة الأولى اسم الزاوية الذي اخترته في بداية كتاباتي في «الأنباء» ومازلت وهو «رياح التفاؤل»، لأني موقن بأن قوة التفاؤل في ريحها الصرصر العاتية دائما ما تقضي على جذوع التشاؤم من جذورها البالية، ويكفيني في ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «ويعجبني الفأل».
أريد الحديث عن واقعنا المأساوي في الكويت الذي بات ينطبق عليه ما كان يستعيذ بالله منه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك بقوله «اللهم إني أشكو إليك عجز الثقة وجلد المنافق»، نعم ففي في الفترة الأخيرة رأينا كيف هو جلد الإعلام الفاسد في بث أفكار أربابه، وعجز أهل الثقة والدين والأمانة في مواقف عدة، فتجد الفاسد يصارع من أجل اغتصاب حقوق الغير بكل جرأة ودون حياء، بينما صاحب الحق يجبن عن المطالبة بحقه، ويعتريه الخجل في الدفاع عن نفسه، وإن كان فيه بقية قوة وحيلة جعلها في أهله وإخوانه وأبناء جنسه، فإلى الله المشتكى.

أريد الحديث عن مدرستين من مدارس الفكر الفاسد، فكر رفع شعار الحرية وهي منه براء، وآخر رفع شعار حب الأولياء ليأكل أموال الناس بالباطل من خلال أفكار خطيرة يحاول أصحابها التسلل إلى مجتمعنا الكويتي المحافظ والمتسامح، الفريق الأول يتسلل بثوب العقلانية والتقدمية، والآخر بداعي المظلومية والمسكنة، وما تحت الغطاء حقد وعمالة.

لو سألت أي مسلم من أصحاب الثقافة البسيطة بأمور دينهم كيف هو تاريخك الإسلامي؟ لسرد لك الأمجاد التي لا تنتهي، ابتداء بترسيخ مبدأ الشورى زمن أبي بكر، وشيوع العدل زمن عمر، واتساع رقعة البلاد الإسلامية وتحقق الرخاء زمن عثمان، وترسيخ معنى العزة والأنفة زمن علي، إلى تفشي تعلم العلم الشرعي والدنيوي بأنواعه، والتوسع العمراني والتطور بكل مجالاته زمن الخلافة الإسلامية، لكن في المقابل إن سألت أحدا من أصحاب هذه الأفكار الفاسدة، لوجدت أن تاريخه الديني أسود، ابتداء بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهاء بسقوط الخلافة العثمانية.

تلك المدرستان باختصار من بقايا الفكر البائد على يد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي أطفأ ناريهما، فلم توقدا حتى خرج أتباعهما هذه الأيام ممن أكلهم الغيظ واعتراهم الحنق مما وصل إليه شأن المسلمين، هم يكفّرون كل من يخالفهم وإن ادعوا غير ذلك، ومع هذا كله نرى منهم جهدا جبارا في بث سمومهم في بلاد كالكويت، ونرى تقاعسا وانكفاء من أهل العقل والتدين، ولمن سأل عن البرهان على ما وصلنا إليه فلينظر إلى مجلسنا الحالي مجلس 2009 حسبي الله عليه.
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك