..وباسل الزير يرى المعارضة الحقيقية فى البراك والسعدون والجوعان والجاسم

زاوية الكتاب

كتب 1485 مشاهدات 0





هل توجد معارضة حقيقية في الكويت؟! 

كتب باسل الزير : 

 
«هناك من يبني لك قصورا من الورق». الفيلسوف الألماني كانْت.
يلعب الاعلام دورا بارزا في صناعة الوعي العام لدى المجتمعات، وبامكانه كذلك صناعة الابطال الوهميين وقلب الحق الى باطل والباطل الى حق كما يريده ويستهويه، وهو بذلك يعد طريقا في صناعة الوعي الزائف لدى المجتمعات المتطورة، فما بالك بمجتمعات متخلفة كمجتمعاتنا العربية، التي تعيش وتنقاد الى البطل المخلص والزعيم الملهم والمهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلا كما مُلئت ظلما وجورا؟!
فبعد انتهائنا من الفصل التشريعي الذي يعد أكثر الفصول التشريعية تقديما لصحائف الاستجوابات وأكثرها شتما وسبا في تواريخ الفصول التشريعية، يُـطرح لدينا سؤال اشكالي عن مدى صحة الاستجوابات ومدى مواءمتها للواقع التشريعي والرقابي، خصوصا بعدما تحولت الحكومة من سياسة الهروب والمساومة الى سياسة المواجهة والمدافعة وكسب الكتل المؤيدة لها من أعضاء موالين لها قد ملوا سياسة العنتريات ودغدغة مشاعر الشارع بأنهم نواب معارضة لا يخافون في الله لومة لائم، بينما بيّـن الواقع ان غالبية الاستجوابات كانت لا ترقى حتى الى طرح سؤال للوزير لا على شغل الشارع باستجواب يظن به العضو انه سيحل الحكومة وسيظهر بعدها ـــ بعد حل مجلس الأمة ـــ البطل الذي اسقط حكومة فاسدة هو للأسف مشارك فيها بالفساد والافساد والتجاوزات والواسطات.
فالبعض استخدم حقه في الاستجواب كذريعة لاظهار براعة بأنه عضو معارض لا يشق له غبار، بينما هنالك أمور اكبر وأدهى تستحق تقديم استجوابات، والأعضاء عنها غافلون، كموضوع مستشفيات وزارة الصحة، وتأخر طلبات الاسكان، وارتفاع الايجارات على المواطنين، وارتفاع الأسعار وعبث التجار بمواد الاستهلاك، وتخرج لنا في المقابل استجوابات أخرى بعضها حق مشوب بالباطل وبعضها باطل مختلط بالكيدية، ومحبة تمشية معاملات الأعضاء التي لم تمر بالواسطة التي جعلتها الحكومة للأسف وسيلة وطريقة لمكسب النواب الموالين لها من المعارضين لسياستها!
هذا على صعيد ممثلي الأمة..
أما على صعيد الواقع المجتمعي السياسي، فنرى المصائب والمساوئ أدهى وأمر.
فنجد بعضا من صور المعارضين الذين يتهمون رئيس الوزراء بغسل الأموال، وهم لا يمتلكون دليلا واحدا على صدق دعواهم، ويقوم الرئيس برفع دعوى قضائية كي يرد على التهم الموجهة اليه ويبرئ ساحته من هذا الكلام، فتقوم النيابة بحبس المتهم على ذمة القضية أياما معدودات، يخرج بعدها المدعي بطلا مغوارا كأنه قضى سنوات طوالا في تحرير البلاد من روث الفساد، وكأنه بطل قومي كتب في صحيفة التاريخ بجانب نلسن مانديلا وغاندي وعمر المختار!
وسيظن هو ـــ مصدقا نفسه! ـــ ان الأيام القلائل التي عاشها في الايقاف هي حبس حقيقي وسجن سياسي، ويصفق له الجمهور والعوام على مكوثه في السجن السياسي، وسيكون عضوا لمجلس الأمة القادم على حساب الكذب والافتراء. حتى لو استبان في الأيام المقبلة في القضاء كذب دعواه وتلفيق ما ادعاه، فسيكتب له الخلود والشهرة وذاكرة الناس «كذاكرة الأسماك» تنسى بسرعة ويعلق في مخيلتها أنه دخل السجن وخرج منتصرا على الحكومة الدكتاتورية.
لا أقول ذلك انتصارا للحكومة على الشعب، بل الحكومة كغيرها مشاركة في هذا الفساد المنتشر على أصقاع بلادنا الحبيبة، لكن كيف تتم صناعة الابطال بهذا الأسلوب البسيط لدى مجتمعات لم تميز حتى هذه اللحظة بين المعارضة الحقيقية كما هي عند محمد عبدالقادر الجاسم وعند الخطيب والجوعان والسعدون والبراك، وكما عند غيرها من المدعين المقلدين الذين ركبوا على هوى الشعب ومزاج الشارع كي ينالوا ما يبتغون من الوصول الى ما يريدون من أغراض شخصية يدخل فيها حب الشهرة والمنصب المرموق والكرسي الأخضر الذي يعملون ما يشاءون له من تجاوزات وافتراءات وادعاءات حتى يصلوا اليه بشق الأنفس.. وما هي عنهم ببعيد!

باسل الزير

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك