هل توجد معارضة حقيقية بالكويت ؟

زاوية الكتاب

كتب 1339 مشاهدات 0

باسل الزير

' هناك من يبني لك قصورا من الورق ' الفيلسوف الألماني كانت

يلعب الإعلام دورا بارزا في صناعة الوعي العام لدى المجتمعات وبإمكانه كذلك صناعة الإبطال الوهميين وقلب الحق باطل والباطل حق كما يريده ويستهويه ، وهو بذلك يعد طريقا في صناعة الوعي الزائف لدى المجتمعات المتطورة فما بالك بمجتمعات متخلفة كمجتمعاتنا العربية التي تعيش وتقتاد على البطل المخلص والزعيم الملهم والمهدي المنتظر الذي سيملئ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا...
فبعد انتهائنا من الفصل التشريعي الذي يعد أكثر الفصول التشريعية تقديما لصحائف الاستجوابات وأكثرها شتما وسبا في تواريخ الفصول التشريعية يطرح لدينا سؤالا إشكاليا عن مدى صحة الاستجوابات ومدى موائمتها للواقع التشريعي والرقابي ..
خصوصا بعدما تحولت الحكومة من سياسية الهروب والمساومة إلى سياسية المواجهة والمدافعة وكسب الكتل المؤيدة لها من أعضاء موالين لها قد ملوا سياسة العنتريات ودغدغة الشارع بأنهم نواب معارضة لا يخافون في الله لومة لائم بينما بين الواقع إن غالبية الاستجوابات كانت لا ترقى حتى لطرح سؤال للوزير لا على شغل الشارع باستجواب يظن به العضو انه سيحل الحكومة وسيظهر بعدها – بعد حل مجلس الأمة - البطل الذي اسقط حكومة فاسدة هو-  للأسف - مشارك فيها بالفساد والإفساد والتجاوزات والواسطات.
فالبعض استخدم حقه بالاستجواب كذريعة لإظهار براعة بأنه عضو معارض لا يشق له غبار، بينما هنالك أمور اكبر وادهي تستحق تقديم استجوابات والأعضاء عنها غافلين كموضوع مستشفيات وزارة الصحة ،وتأخر طلبات الإسكان، وارتفاع الإيجارات على المواطنين ،وارتفاع الأسعار وعبث التجار بمواد الاستهلاك، وتخرج لنا – في المقابل -استجوابات أخرى بعضها حق مشوب بالباطل وبعضها باطل مختلط بالكيدية ومحبة تمشية معاملات الأعضاء التي لم تمر بالواسطة التي جعلتها الحكومة للأسف وسيلة وطريقة لمكسب النواب الموالين لها من المعارضين لسياستها..
هذا على صعيد ممثلي الأمة..
 أما على صعيد الواقع المجتمعي السياسي نرى المصائب والمساوئ أدهى وأمر..
فنجد بعضا من صور المعارضين الذين يتهمون رئيس الوزراء بغسيل الأموال، وهو لا يمتلك دليلا واحدا على صدق دعواه ، ويقوم الرئيس برفع دعوة قضائية كي يرد على التهم الموجة إليه ويبرئ ساحة من هذا الكلام ، فتقوم النيابة بحبس المتهم على ذمة القضية أياما معدودات، يخرج بعدها المدعي بطلا مغوارا كأنه قضى سنوات طوال في تحرير البلاد من روث الفساد، وكأنه بطل قومي كتب في صحفية التاريخ بجانب نانسن مانديلا وغاندي وعمر المختار!!
وسيظن هو- مصدقا نفسه!!-  إن الأيام القلائل التي جلس بها في الإيقاف هو حبس حقيقي وسجن سياسي، ويصفق له الجمهور والعوام على مكوثه في السجن السياسي ،وسيكون عضوا لمجلس الأمة القادم على حساب الكذب والافتراء..
 حتى لو استبان في الأيام القادمة في القضاء كذب دعواه وتلفيق ما ادعاه، فسيكتب له الخلود والشهرة وذاكرة الناس 'كذاكرة الأسماك 'تنسى بسرعة ويعلق بها في مخيلتها أنه دخل السجن وخرج منتصرا على الحكومة الدكتاتورية ...
لا أقول ذلك انتصار للحكومة على الشعب بل الحكومة كغيرها مشاركة بهذا الفساد المنتشر على أصقاع بلادنا الحبيبة، لكن كيف يتم صناعة الإبطال بهذا الأسلوب البسيط لدى مجتمعات لم تميز حتى هذه اللحظة بين المعارضة الحقيقة كما هي عند محمد عبد القادر الجاسم وعند الخطيب والجوعان  والسعدون والبراك، وكما عند غيرها من المدعيين المقلدين الذين ركبوا على هوى الشعب ومزاج الشارع كي ينالوا ما يبتغوا من الوصول إلى ما يريدون من أغراض شخصية يدخل بها حب الشهرة والمنصب المرموق والكرسي الأخضر الذي يعملون ما يشاءون له من تجاوزات وافتراءات وادعات حتى يصلوا إليه بشق الأنفس..وما هي عنهم ببعيد!!.

باسل الزير

الآن - رأي: باسل الزير

تعليقات

اكتب تعليقك