قيس الأسطي يستغرب تحالف بعض الشيوخ مع هكذا معارضة ويرى ذلك انحدارا سياسيا

زاوية الكتاب

كتب 917 مشاهدات 0




سبحان مغيِّر الأحوال! 

 

 

كتب قيس الأسطى : 

 
جميل جدّا أن يقوم بعض أفراد الأسرة الحاكمة بالدفاع عن الحريات العامة، والأجمل أن يُترجم بعضهم هذا الإيمان بدفع تكاليف حفلات العشاء، التي تقام على شرف المُفرج عنهم في قضايا رأي!
ولكن المشكلة تكمن في أن البعض -وأنا منهم- ذاكرتهم قوية، حيث إننا ما زلنا نذكر مواقف دافعي فواتير الحرية اليوم، قبل سنوات مضت وعندما كانوا في الحكومة.
أذكر عندما حاولت الحكومة إغلاق صحيفتي الوطن والسياسة في عام 2000 وأسأل: ماذا كان موقف الوزراء حول إغلاق الصحيفتين؟ مَنْ مع، ومَنْ ضد الإغلاق؟
أنا أعرف الجواب، وأعرف بالضبط من كانوا الصقور في تلك المرحلة، وأقصد صقور القمع طبعاً، واليوم يقيمون الموائد ابتهاجاً بالحريات.
«شو بدا ما عدا»، السؤال فعلاً يطرح: هل هي صحوة ضمير، أم أن الموضوع يتعلَّق بدعم كل من يتهجَّم على شيوخ السلطة من ق.بل شيوخ المعارضة؟
في هذا المقام، لن نبخس شيوخ المعارضة حقهم، فهم مواطنون بالدرجة الأولى، ومن حقهم اتخاذ الموقف السياسي الذي يرونه.
المشكلة تكمن في الأسلوب، وفي تحالفهم مع أسوأ أعضاء مجلس الأمة والقضايا التي يطرحها بعض الأعضاء، التي تركزت في السنوات الأخيرة على وزير الداخلية، لكونه ما زال مُصرّا على تطبيق المادة 11 من قانون الجنسية، وهو العنوان الحقيقي لاستهدافه، بعيداً عن كذبة الإعلانات، وقضايا تنحصر في حلق لحى العسكريين وأماكن وجود الشرطة النسائية، بالإضافة إلى مساجد «الشينكو».
لن أدافع عن الحكومة، فهي لا تستحق أن يُدافع عنها أحد، باستثناء بعض الوزراء، لعل أبرزهم وزير الداخلية.
ولكن السؤال فعلاً يطرح: هل انحدر المستوى السياسي لكي يقوم بعض أفراد الأسرة الحاكمة بالتحالف مع هكذا معارضة؟!
الله يرحم معارضة زمان، والله يرحم الدكتور الربعي، ويشافي حمد الجوعان، ويطيل في عُمر الدكتور أحمد الخطيب وجاسم القطامي ومشاري العنجري، وغيرهم.
.. فهل وصلت الرسالة؟! آمل ذلك.

قيس الأسطى

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك