ربما كان بينهم المزوّر والمبتز والخائن للأمانة وللوطن.. فهد الحداري بعد قراءته مذكرات العدساني عن رجالات الكويت

زاوية الكتاب

كتب 2437 مشاهدات 0


 



منْ يستحق الاحتـرام؟!الخميس, 22 يوليو 2010
فهد الحداري


عندما قرأت مذكرات خالد العدساني سكرتير مجلس الأمة التشريعي الأول والثاني تفاجأت بما جاء في طياتها من أحداث وأسرار واكتشفت بعد ذلك أنني كنت مخدوعا بحاجة اسمها رجالات الكويت!

كنت أعتقد أن هذه العبارة لا تطلق على أي أحد، كنت أحترم تلك الأسماء القديمة لمجرد ورودها في السجلات الأولى ، فهم مؤسسو الديموقراطية ومشرعو القوانين ، وبفضلهم بعد الله كانت هذه الحياة الكريمة وما نحن فيه من رغد العيش .

لكن مذكرات العدساني جعلتني أراجع نفسي وأقول: هل يستحق كل رجالات الكويت الاحترام؟

كشفت لي مذكرات العدساني أن (رجالات الكويت) عبارة تطلق على قدامى أهل الكويت من الذين تقلدوا مناصب مهمة في تلك الفترة بغض النظر عن إنجازاتهم، فربما لم يحقق أي منهم شيئا يستحق أن يذكره التاريخ، وربما كان بعضهم لصوصاً كما جاء في المذكرات ، وربما كان بينهم المزوّر والمبتز والخائن للأمانة وللوطن.

اليوم نحن بحاجة الى قراءة جديدة وتعريف واضح لعبارة رجالات الكويت ومصطلح أهل الكويت .

هل يكفي أن نسأل متى جئت إلى هذه الأرض ليتم تصنفيك هل أنت من أهل الكويت ومن رجالاتها أم لا ؟

لا طبعاً لا يكفي.. لأن السؤال هو : ماذا قدمتْ لهذه الأرض ؟ فالأفضلية ليست بأسبقية القدوم إلى الكويت . وخير دليل على ذلك ما جاء في مذكرات العدساني أن بعض السابقين أرادوا بيع البلد والانضمام لحكومة أخرى بسبب خلافات شخصية داخلية كان يمكن حلها محلياً!

ورغم الجانب السيئ الذي كشفته لنا مذكرات خالد العدساني فلا شك أن الجانب الإيجابي، هو الراجح في ذلك الزمن الجميل ، فهناك من يستحق الاحترام وقد أنصفهم العدساني وأنصفهم التاريخ وأولئك هم رجالات الكويت وأهل الكويت الذي قدّموا لهذه الأرض وفازوا بالثنتين ، الأسبقية والأفضلية.

اليوم تظهر على الساحة السياسية أسماء لشخصيات سيذكرها التاريخ ويصنفهم بأنهم من رجالات الكويت!

لو قيض لأحدكم كتابة مذكراتهم عن هذه الفترة التي نعيشها ، ماذا سيكتب في مذكراته عن هؤلاء ؟

ماذا ستكتبون عن نواب مجلس الأمة؟ عن وزراء الدولة؟ عن تجار البلد ؟ عن أصحاب الفضائيات ؟ عن كُتّاب الصحافة؟ عن جمعية الصباحية التعاونية؟!

خلاصة القول: من أراد منكم أن يكتب مذكرات ...فليتذكر أن التاريخ أمانة.

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك