فؤاد الهاشم يستغرب وصم المهري للمعتدين على مسجد زهدان بالكفر، فى حين لم يشجب أو حتى يستنكر اقتحام 16 إرهابيا كويتيا للحرم المكي

زاوية الكتاب

كتب 2440 مشاهدات 0




  «انطيني.. موطه، اريدن.. موطه»!!

 
كتب فؤاد الهاشم

.. عقب تحرير الكويت بـ«كم سنة».. وصلتني محاضر تحقيقات جهاز امن الدولة مع – ما سمي وقتها – بأعضاء «الحكومة الكويتية المؤقتة»، وهم الضباط الذي اجبرهم نظام صدام حسين ليكونوا «وزراء» ويطالبوا بـ«الوحدة الاندماجية بين الفرع والاصل»!! لفت انتباهي ما قاله احد هؤلاء «الوزراء» في التحقيق عن تساؤل طرحه عليهم المشنوق «صدام حسين» حين التقاهم في احد قصوره – ملتقطا الصور التذكارية مع اعضاء الحكومتين «العراقية والكويتية» - وهو.. «انتو ليش تقولون – في الكويت – عن العراقي انه.. عراقي مقطّع؟ شنو تريدون بهيجي معنى»؟! «الوزير» الكويتي قال كلاما مرسلا وعاما، ولو كنت مكانه – لا قدر الله – لقلت لصدام حسين انه – هو – شخصيا في العديد من خطبه الجماهيرية كان يصف ابناء شعبه بأنهم «حفاي» ولم.. «يرتدوا – القنادر» الا عقب وصول حزب البعث العربي الاشتراكي الى.. السلطة! و.. بالطبع، لن اكون حيا بعد جوابي هذا، اذ ستعود – بقايا رفاتي – داخل تابوت خشبي عقب التحرير وتنضم صورتي الى صور بقية الشهداء والاسرى والمفقودين المحفورة في قلوب كل الكويتيين! كان عمري ست سنوات عندما اصطحبني الوالد – رحمه الله – معه في رحلة قصيرة الى.. البصرة! وقتها، كنت طفلا عاشقا لـ«الآيسكريم – والز»، وهو نوع امريكي يعادل حاليا الـ«باسكن – روبنز» او «هاغن – الالماني» وغيرهما، ولانني كنت طفلا مدللا عند الوالد، فقد كان يملأ «مطاّرة» - او «ترمس» - ماركة «النسر» الشهيرة يستوردها – في ذلك الزمن – الحاج «علي عبدالوهاب المطوع»، ثم يملؤها لي بـ«الآيس- كريم» المدفون بالثلج المجروش الذي يبقيه مثلجا حتى صباح اليوم التالي.. على الاكثر!! كان ذلك في بدايات صيف عام 1958 – وقبيل مذبحة «قصر الزهور» وانقلاب عبدالكريم قاسم بأسابيع، وبينما كانت سيارة الوالد – رحمه الله – تسير ببطء شديد داخل سوق شعبي في «العشار» وانا جالس في المقعد الامامي و«ألحس» الايسكريم اللذيذ «لحسا» ضرب صبي مهلهل الثياب و«حافي» ويعادلني في العمر على زجاج الباب الايمن حيث مكاني وهو يناشد ويتوسل.. «انطيني.. موطه.. اريدن.. موطه»! لم أكن اعرف ما هي «الموطه» التي يريدها وكنت بحاجة – وقتها – الى قاموس «عربي – عراقي» حتى افهم معناها، لكن الوالد – رحمه الله – ضحك كثيرا ثم قال لي – بعد أن اوقف السيارة - «يبي آيسكريم.. عطه واحدة»! العراق – وقتها – كانت «ملكية» وبأحزاب سياسية وبرلمان وثلاثة أنهر ونفط وزراعة ومساحة جغرافية هائلة، ومع ذلك، لا يجد طفل عراقي عمره ست سنوات.. «موطه.. يلحسها»، بينما يحصل طفل كويتي عمره ست سنوات جاء من امارة صغيرة «جلحة – ملحة» ليس فيها الا الظمأ والملح والنفط المحترق «كما وصفها الملك الاردني الراحل حسين خلال الغزو واحتراق الآبار» على مطارة من ماركة «النسر» مليئة بالآيسكريم المتعدد النكهات يتسلى بـ«لحسها» من الكويت الى.. ساحة «أم البروم» بوسط البصرة! سيظل الطفل العراقي بلا «قندرة» ولا «موطه» حتى لو خرج الامام «علي» من قبره.. وحكمهم!!
???
.. لا استطيع التمييز بين «محمد باقر المهري» - وكيل المرجعيات الشيعية – وبين «وليد الطبطبائي» وكيل «الشيشة والشيشان والطالبان» من شدة «الظرف وخفة الدم»، فقد صرح «المهري» - يوم امس الاول «الاحد» قائلا: «ان الذين ارتكبوا جريمة زاهدان في ايران خارجون عن.. الاسلام والرسول بريء منهم»!! وقد اكمل سماحته وصفه لهؤلاء قائلا: «من الذين يبيحون قتل المسلمين في العراق وباكستان وافغانستان»!! كلام جميل ورائع وموزون واتفق معه في كل حرف منه، لكني أسأله.. «لماذا لا يستنكر ويشجب عمل ستة عشر ارهابيا كويتيا قاموا بتفجيرات مكة عام 1989؟ فان كانت جماعة جند الله السنية قد اقتحمت مسجدا وقتلت 50 مصليا، فان جماعة حزب الله – الكويتية – اقتحمت ارض بيت الله الحرام وقتلت وجرحت العشرات من.. الحجاج، فهل «الجغرافيا» هي التي تجعل التفجيرات الارهابية «حرام في ايران وحلال في.. السعودية»؟!.. «هذا موزين و.. مو.. خيلي خوب»!!
???
.. في مقال – يوم امس الاول – عن تاريخ العراق الدموي، وبعد ان نشرت أسماء الخلفاء المسلمين مثل «المستعين بالله» و«المعتز بالله» و«المهتدي بالله» و«الطائع لله» و«المستكفي بالله».. وغيرهم، نسيت ان اضيف عليهم الخليفة الكويتي الجديد «أبومعاذ الله».. من افعاله واقواله «مبارك بن جنتي الدويلة»! لذا لزم.. التنويه!
???
.. آخر خبر.. محلي:
.. على ذمة الزميلة جريدة «الحرية»، فان وزارة الصحة في الكويت تدرس اصدار قرار بسحب أحد أنواع الشامبو من الاسواق – بعد ان منعت قطر تداوله – لاحتوائه على مواد.. مسرطنة، والعياذ بالله! لذلك، خذوا حذركم والحافظ هو.. الله!

فؤاد الهاشم
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك