زايد الزيد يكشف عن مخطط عراقي نحو هدف واحد أكبر هو ابتلاع الكويت برمتها !!

زاوية الكتاب

كتب 2771 مشاهدات 0



العراق .. ومسمار حجا !

زايد الزيد
    
 استكمالا لحديث يوم أمس ، نقول : سيظل ملف ترسيم الحدود ، بيننا وبين العراقيين ، ملفا معلقا من جانبهم ! ومن خلال تعليق هذا الملف ، سيحاول العراقيون في السنوات والعقود المقبلة تحقيق ثلاث أهداف ضمن إطار هدف واحد أكبر هو ابتلاع الكويت برمتها !

      الهدف الأول هو هدف سيجري تطبيقه على المدى القصير ، ويرمي إلى استخدام ملف ترسيم الحدود كورقة ضغط وابتزاز ومقايضة ، لضمان تنازلنا عن أموال التعويضات وعن أموال الديون ، وهي أموال مستحقة لنا على العراق كدولة ، بغض النظر عن أشكال حكوماته أوأنماطه السياسية .

      وحتى لو تنازلنا عن أموال التعويضات وأموال الديون ، فلن تعترف أي حكومة عراقية منتخبة ، بالحدود المشتركة بيننا وبينهم برا وبحرا ، بشكل واضح وصريح ، كما رسمتها الأمم المتحدة عبر قرار مجلس الأمن رقم ( 833 ) ، ذلك أن أهدافهم تجاه الكويت أبعد وأعمق ، كما سنبين في السطور اللاحقة ، وبالتالي لن يغلق العراقيون هذا الملف في حال قيامنا بالتنازل عن حقوقنا من أموال الديون وأموال التعويضات ، بل سينقلونه إلى المحطة الثانية لتحقيق هدفهم الثاني ، وسيجري التعامل مع هذا الهدف وفق المدى الزمني المتوسط ، ومن خلال المحطة الثانية من التعاطي مع هذا الملف ، سيتم ابتزازنا فيه ومقايضتنا عليه ، في قضايا مستجدة في حينها ، وما أكثر القضايا المستجدة في عالم السياسة ، إلا أن القضية الأبرز التي سيثيرها العراقيون في هذه المحطة ، وهي الأهم في تقديري ، هي إحياء حلمهم القديم المتمثل في تحقيق طلب استئجار جزيرة بوبيان لمدة تسعة وتسعين عاما ، بحجة افتقار العراق لمنفذ بحري عميق على الخليج العربي ، وهو طلب حرصت أكثر من حكومة عراقية على تحقيقه منذ العام 1963 ، عام سقوط نظام رئيسهم عبدالكريم قاسم المطالب بكامل الأراضي الكويتية وإلحاقها بالعراق بحجة دعاوى تاريخية متهافتة ومتهاوية ، وهو العام الذي شهد أيضا توقيع اتفاق مشترك بيننا وبينهم بتاريخ 4 أكتوبر 1963 ، في عهد رئيسهم عبدالسلام عارف الذي جاء للحكم على أنقاض حكم سلفه عبدالكريم قاسم ، وقضى الاتفاق المشترك الاعتراف باستقلال الكويت وبسيادتها على حدودها كما جاءت في كتاب رئيس مجلس الوزراء العراقي بتاريخ 21 يوليو 1932 ، وبالمناسبة فإن اتفاق 1963 المبرم بيننا وبين العراقيون بما يتضمن من اعتراف في كتاب رئيس وزرائهم في العام 1932 ، كان الأساس الذي استند عليه قرار مجلس الأمن رقم ( 833 ) في ترسيم الحدود المشتركة بيننا وبين العراقيين برا وبحرا !!

       إلا أن الحكومات العراقية المتعاقبة فشلت في تحقيق مطلب استئجار جزيرة بوبيان ، بسبب وجود قناعة راسخة – طيلة تلك الفترة - لدى حكامنا المتعاقبين ( رحمهم الله ) ولدى معاونيهم من مسؤولين كبار ، سواء كانوا من أبناء الأسرة أو من أبناء الشعب ( رحم الله موتاهم ، وأمد الله في أعمار الأحياء منهم ) ، بأن العراقيين غير صادقين على الإطلاق في الهدف من قصة استئجار جزيرة بوبيان ، وأن هدفهم ليس كما يقولون ويعلنون عن حاجتهم لوجود منفذ بحري عميق على الخليج العربي ، بل أن هدفهم هو إيجاد موطيء قدم لهم على أرض كويتية استراتيجية كجزيرة بوبيان ، وأنه ما أن يتحقق لهم ذلك الهدف ، فإن يعلمون أن لا أحد يمكنه أن يخرجهم من الجزيرة ، تحت مبررات عديدة سيصيغونها بعناية فائقة في حينه ، وفي ظل موازين قوى هي المرجحة لغلبتهم دوما ، في أي فترة زمنية كانت ، بسبب اتساع رقعتهم الجغرافية وتفوق عدد سكانهم ، و وجود المخزون النفطي الهائل لديهم !!

      وتحت هذا المطلب الكبير الذي سيلحّون على تقديمه في كل فترة من فترات المحطة الثانية ، والذي سيلاقي معارضة شديدة من جانبنا ككويتيين للأسباب الذي ذكرناها أعلاه ، سيحاول العراقيون تمرير أو تحقيق مطالب أخرى لهم أقل من الناحية الاستراتيجية من مطلب استئجار جزيرة بوبيان ، وسيظهرون للرأي العام العربي تحديدا على أنهم الضحية من جار صغير وغني يحاول أن ' يخنقهم ' برفضه تأجير جزيرة بوبيان لهم ، ولنتذكر أن هذا سيتم في السنوات المقبلة ، وفيها حتما ستكون أوضاع العراقيين أفضل بكثير مما هم عليه الآن من كل النواحي ، وبالتالي سنشهد ظهور حملات إعلامية منظمة في الفضاء المفتوح ، وسيكون من الصعب علينا مجاراة افتراءاتهم ، كما كان عليه الحال أيام نظام المقبور صدام حسين وحتى لحظة سقوطه !

      وستطول مدة هذه المحطة ، لأنها ستمكنهم من تعليق ملف ترسيم الحدود أطول مدة ممكنة ، إلى حين أن تتهيأ لهم ظروف الانقضاض على الكويت مجددا – لاسمح الله – محققين بذلك هدفهم الثالث والآخير من تعليق هذا الملف !!

      هذا مايفكر فيه العراقيون دوما تجاه الكويت ، فالهدف الأبعد بالنسبة لهم هو ابتلاعها بالكامل ، ولكن الظروف الحالية ، الدولية والداخلية ، لاتسمح لهم بتحقيق هدفهم ، لذا فإن تعليق ملف الحدود هو الطريق الأمثل لتحقيق حلمهم في استعادة ' القطاع السليب ' كما يسمون الكويت في أدبيات حزب البعث العراقي ، والذي يختلف اليوم السواد الأعظم من العراقيين مع هذا الحزب الدموي في كل أطروحاته وأساليبه ومخططاته ، لكنهم في موضوع الكويت فإنهم يتفقون معه على طول الخط !!

      وللحديث بقية ..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك