التجنيد الإلزامي مجلبة للعنف.. برأى حسن علي كرم

زاوية الكتاب

كتب 1273 مشاهدات 0





التجنيد الإلزامي مجلبة للعنف..

 
كتب حسن علي كرم
 
مع تجدد الأخبار الصحفية حول قانون التجنيد الالزامي بعد نحو عقد من وقف العمل بالقانون القديم، في اتصال هاتفي مع اذاعة الكويت ايد الطيار المتقاعد في الجيش الكويتي صابر سويدان اعادة منظومة التجنيد الالزامي معتقدا ان الكويت تحفها مخاطر التهديد من الداخل ومن الشمال ومن الشرق (يقصد العراق وايران) ولابد من اعداد جيش رديف احتياطي يمكن استدعاؤه عند اللزوم، الا انه انتقد القانون القديم وكذلك اسلوب التدريب، كاشفا ان اتفاقيات الدفاع المبرمة بين الكويت والدول الكبرى لا تغني عن اعداد جيش كويتي مدرب وجاهز.. قائلا ان الدول لن تدافع عنا وانما تدافع معنا، ضاربا في اسرائيل وسويسرا مثالا لتطبيق التجنيد الالزامي على مواطنيها رغم ان الاخيرة (سويسرا) دولة محايدة..
السيد صابر سويدان من المحللين الاستراتيجيين المعروفين وكان له دور اعلامي بارز خلال حرب تحرير العراق من براثن النظام الصدامي البعثي.. وهو احد المرجعيات العسكرية التي يرجع اليه عند اللزوم، لذا يبقى رأيه على الرغم من اختلافنا معه، محل التقدير والاحترام.
لا خلاف ان الكويت مهددة وان المطامع تحيطها من كل جانب، بل ومن الداخل ايضا، وان هناك طابورا خامسا دأبه ترويج الفتن واثارة النزاعات والبلبلة كي لا تستقر الامور فتتفرغ الدولة للعمل والتنمية، ولا خلاف انه في مثل هذه الظروف الصعبة التي تحيط بالكويت من اعداد المواطنين وتعبئتهم لكل الاحتمالات المتوقعة فنحن نعيش في محيط همجي اناني استحواذي ضاربا عرض الحائط بالاعراف والقوانين الدولية وحق الجوار، ولا خلاف ان التجنيد عمل وطني والدفاع عن الوطن هو حق مقدس وواجب على كل مواطن.
ولكن…!!
لا نريد هنا ان نستذكر ما كانت عليه منظومة التجنيد السابقة التي لابد من تقديم الشكر لمعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد الذي اوقف التجنيد الالزامي بعد توليه حقيبة الدفاع مباشرة، فالسيد صابر سويدان وهو العسكري الذي عايش فترة التجنيد يعترف بعدم الجدية وضعف التدريب للمجندين، غير ان الموضوع ليس موضوع التدريب والجدية، فهذا لا ريب مقدور عليه اذا اوجدت الادارة الجيدة والمثابرة المتواصلة.
ان تأهيل المواطنين عسكريا للدفاع عن الوطن لا ينبغي ان ينسينا الجانب ربما غير المرئي من مخاطر التجنيد على السلم الاجتماعي، فلا ريب ان عسكرة المجتمع محفوفة بالمخاطر والعيوب لا نظن انها قد غابت عن اذهان المؤيدين لعقيدة التجنيد، ذلك ان الملاحظ ان مجتمعنا ينحو الى العنف والغلظة والتعدي على القوانين وفقدان هيبة الدولة، فكما ترى لا يمر اسبوع الا وقد انتهى بضرب بالسكاكين وبالعجرات أو بالرمي بالرصاص بين الشباب المراهقين بل وحتى في الاسرة الواحدة، لقد تغير مجتمعنا خلال السنوات الاخيرة من مجتمع موصوف بالوداعة والألفة والهدوء الى مجتمع الصخب والعنف والغلظة والتخاصم، فهل ينفع بعد هذا ان يطبق التجنيد الالزامي مع ما يقتضي ذلك من التدريبات العسكرية واستخدام السلاح..؟! وكأننا بذلك نجهز الشباب لاستمراء العنف واستسهال القتل…!!
لقد فرض التطور التكنولوجي على الكثير من البلدان لاسيما البلدان المتقدمة تخفيض الجيوش والتركيز على النوعية والغاء التجنيد الالزامي فالمذهب العسكري يقوم على خيار النوعية لا العددية، لذا يقتضي من ولاة امورنا تطوير قواتنا المسلحة نوعيا تدريبا وسلاحا وهو ما يطمئن المواطن، فينام آمنا…

حسن علي كرم 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك