مع اقتراب الذكرى العشرين للغزو العراقي:

محليات وبرلمان

ضرورة عودة قوات اليونيكوم بين البلدين فعوامل تفجير العلاقات لازالت قائمة

2652 مشاهدات 0


 في الكويت ننظر للتاريخ بوصفه مرحلة انتهت ولا يشكل منافسا للحاضر،بينما في  بغداد يتعدي الماضي الحزين إطاره الزمني ويعيد احياء نفسه ويقتحم الحاضر ويصطدم به متشبثا بالذاكرة الجماعية العراقية طارحا نفسه كمشروع حرب مرة تلو الاخرى.   فبحجة انه يعرقل تحركهم في مزارعهم، حاول عراقيون تحطيم البايب الحدودي الفاصل بين الكويت والعراق والتجمع مقابل مركز الحدود الكويتي العراقي في منطقة  بحرة حوشان ، فيما حضرت قوات امن حدود عراقية مع بعض المدرعات الى المنطقة، وقد اكتفت قوات الحدود الكويتية بالمراقبة. وقد تزامنت محاولة العراقيين تلك لاقتحام الحدود الكويتية مع تصريح  مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية الدكتور.قيس العزاوي في أن المشكلة الأساسية بين الكويت والعراق والتي تعتبر أكبر من التعويضات هي ترسيم الحدود والتي تمت بعد تحرير الكويت، مشددا على أن العراق لا تعترف بها لأن مجلس الأمن ليس من صلاحياته أن يرسم حدود أي دولة ولم يسبق له أن فعل ذلك، مشيرا إلى أن هذه هي المشكلة التي ستحتاج جهدا ووقتا طويلا للوصول إلى حلول لها مع الاخوة الكويتيين.

 صحيح أنه 'تراجع' عن تصريحاته وأوضحها، وأن وزير خارجيته هوشيار زيباري رفضها وأكد على التزام بلاده بقرارات الشرعية الدولية (أنظر الرابط: http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=55611&cid=46

 

لكن الصحيح أيضا أن العلاقات الكويتية– العراقية و منذ سقوط الطاغية صدام  تكاد لا تمر بضعة أشهر ألا' وصاح فوق كل غصن ديك'  كما قال لسان الدين بن الخطيب، وكلها  صيحات تظهر ان السلطة في في بغداد تتلاقفها  قيادات مفرغة من شحنتها الحضارية فلا تحترم الالتزامات والمواثيق الدولية الدولية ولا خلق حسن الجيرة، فيما يشبة نزعات العدوانية البعثية الغابرة ،و التي كانت تختلق الازمات لنقل الاوضاع الى افاق تأزم جديدة طمعا في طاولة مفاوضات مختلفة  عما تم الاتفاق عليه بعد الذروات الدامية في علاقاتها مع دول الجوار .

إن التقويض المنهجي العراقي  للعلاقات الكويتية–  العراقية  يجعلنا نتردد حيال تأكيدات مفجر النزاع  الحالي السفير قيس العزاوي و تسويغه الهش لما حدث بأن مندسون يرويدن الفتنة والضغينه كانوا خلفه . فهل كان من اقتحم الحدود في نفس النهار قد  جاء في غير اطار التقويض المنهجي العراقي ،مثل وصفه ما  قيل بأنه قد  جاء في غير اطار الندوة التي فتح فيها موضوع الحدود؟ وهل كان سيناريو المماطلة في التعويضات ،و وعدم الكشف عن  رفات الاسرى ، وردالارشيف الوطني الكويتي ، ومحاولة التهرب من القرارات الامميه بالخروج من البند السابع امور كانت خارج اطارها ؟

لقد قال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال  رايموند أوديرنو  General. Raymond T. Odierno' ' قبل اسبوعين إنه قد تكون هناك حاجة لنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في شمال العراق بحلول موعد انسحاب القوات الأميركية أواخر 2011م . ولتعزيز الامن والاستقرار على طول الحدود الكويتية–  العراقية  في وقت المخاض الامني الذي يمر به العراق بدءا من الخلافات على السلطة الى تبعات الانسحاب الاميركي وفراغ القوة المتوقع، حيث  لايبقى امامنا الا الرجوع للشرعية الدولية ، حتى لو عدنا الى الحالة التي استمرت 12 عاما  بوجود البعثة الدولية لمراقبة الحدود الكويتية  العراقية  اليونيكوم UNICOM' ' التي انهت  اعمالها في الكويت 7 اكتوبر 2003م. وما في ذلك كما نرى انتقاص للسيادة الوطنية لكلا البلدين ، طالما  بقي الماضي الحزين يتعدي إطاره الزمني ويعيد احياء نفسه ويقتحم الحاضر ويصطدم به متشبثا بالذاكرة الجماعية العراقية طارحا نفسه كمشروع حرب.  

 

د.ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك