مقترح الطبطبائي بإلزام موظفي الدولة بالزى الوطني عبداللطيف الدعيج يراه تافها

«ململ أم نيسو»؟ 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
النائب وليد الطبطبائي وبعد هذه السنوات المديدة في العمل البرلماني، من الواضح الآن انه يتعمد اثارة القضايا والمشاريع الغريبة وطرحها، التي تستفز الكثيرين فيلجأون إلى معارضتها أو التعليق عليها، وبهذا يصبح النائب الطبطبائي الحاضر الدائم في كل الاعلام. وبعدها يقول: هاجموني ونجحوني.
على هذا المنوال طرح النائب الطبطبائي يوم أمس فكرة أو مشروع قانون يلزم موظفي الدولة بارتداء الزي الوطني. الذي نعرفه انه ليس عندنا غير نشيد وطني وعلم وطني وهما مما لا يحترمه ولا يقدره النائب الطبطبائي وامثاله من المتشددين الدينيين. واذا كان النشيد الوطني ليس ملزما لاصحاب الفكر الوهابي المتحجر فكيف يصبح اللبس أو الزي ملزما ومقدسا يفرضه النائب الطبطبائي على خلق الله ليلاً نهاراً؟!
ثم ما هو «الزي» الوطني؟ يالحبيب العرب مختلفون على كلمة الزي نفسها، فبعضهم ينطقها بالواو، وبعضهم بالياء والبقية بالياء المدغمة. لكن هذا لا يعنينا بقدر ما يعنينا تعريف الزي أو اللبس أو الهندام «الوطني». حسب ذاكرتي فان اهلنا، عندما كانت الكويت كوت وكويت، بلا اغراب أو اجانب، كان الزي الوطني «وزار ودشداشة ململ» ولم يكن احد يلبس «النيسو» إلا في الاعياد. اما في الشتاء فاللبس الرسمي هو «المقطع»، وكان من العيب ان يخرج الرجل بلا «بالطو» أو على الاقل سديري فذلك يشبه الخروج عاريا.
الآن أي زي هو الوطني.. واي منها يريد فرضه النائب الفاضل؟ ولو سلمنا بان المقصود الدشداشة كما تضمن الاقتراح الفلتة، فما هي «الدشداشة»؟ وما هو تعريفها حتى نلزم الناس بها؟ بلا تعريف للدشداشة فان قانون الطبطبائي سيكون فضفاضا وغير دستوري، تماما مثل باقي قوانين التخلف وعلى رأسها قانون الاعلام. هل الدشداشة هي القصيرة بقصر نظر المتشددين أم الطويلة؟ هل نسمح بتصاميم «جان بول غوتيه وبير كاردان» والمصروعين من مصممي الشباب ام نلزم الناس بلبس ما يخيطه الافغان وخريجو كتاتيب بشاور؟!
اعتقد النائب الطبطبائي يعلم تماما تفاهة مقترح الزي الوطني، لكنه كالعادة يريد تحريك المياه الراكدة واثارة التعليقات.. والمؤكد انه نجح في ذلك.

عبداللطيف الدعيج