د.بدر الخضري ينشر رسالة مؤلمة لمُسن كويتي حزين حتى النخاع
زاوية الكتابكتب يوليو 15, 2010, 12:16 ص 897 مشاهدات 0
كويتي حزين حتى النخاع
الخميس 15 يوليو 2010 - الأنباء
وردتنا رسالة من احد القراء عبر البريد الالكتروني طالبا منا نشرها في عمودنا «لمسات» معبرا بها عما يحمله كثير من المواطنين من هموم وشجون ومعاناة نتيجة الأوضاع التي يعيشها هذا الوطن الغالي.
استجابة لطلب هذا القارئ، ولأن قراءنا أعزاء علينا وعلى «الأنباء» التي يطلق عليها أحد الزملاء مقولة إن («الأنباء» منارة القراء).
يبدأ صاحب الرسالة بما يلي:
نوابنا الأفاضل ممثلي الشعب الموقرين
عبر صحيفتنا الغراء وبواسطة كاتبنا الموقر
إن لم يكن يعارض مصالحكم الاقتصادية، يرجى النشر، وللمطالبة بعدم تبديد اموال الدولة نخاطب اعضاء مجلس الأمة الذين يضعون مصلحة الوطن فوق مصالحهم في هذه الرسالة المتواضعة.
انا مواطن عمري 82 سنة، متقاعد على قد حالي، وامثل السواد الاعظم من ذوي الدخل المحدود محبي هذه الارض للنخاع فقد ترعرعنا فيها ونشأنا وولدنا في برها ولم نستفد من التثمين عندما تم توزيع الثروة على ناس وناس!
لأننا لا نملك عقارات، إنما نعيش على المعاش وبالإيجارات شأننا شأن الآخرين من المعدمين الكويتيين الذين كانوا يعيشون فيما يسمى اصطلاحا بـ«العشيش» لذا لم نأكل حالنا حال غيرنا من كيكة الحكومة التي فصلت لغيرنا ولم نحصل على قسائم زراعية.. وبقدرة قادر تتوسع تلك القسائم قسيمة وراء قسيمة بحجة التوسعات وهكذا دواليك تباع القسيمة الجديدة والمزرعة الأم تلد غيرها من القسائم الزراعية وهكذا يزداد البعض ثراء فوق ثرائهم وهذه السياسة مازالت قائمة للآن يحرم اي كويتي من تلك القسائم الزراعية ما لم تكن لديه قسيمة قديمة او يستطيع شراء قسيمة زراعية جديدة ممن وسع الله عليهم بسبب تلك السياسة التي تكيل بمكيالين! بالإضافة إلى الدعم المالي اللامحدود لتلك المزارع بئر.. محميات.. زراعة نخيل.. منتوجات.. إلخ، والفقير له الله يعيش على الضنك رغم انه كويتي تأسيس من سنة 1960، ناهيك عن توزيع القسائم الصناعية على فئة معينة ازدادت ثراء.. ومنع الكويتيون الآخرون منها، ولا ننسى سياسة التوسعات ايضا للقسائم الصناعية! ومنح مزارع الابقار والشاليهات وحرمان الكويتيين الفقراء منها ايضا لعدم وجود اي عدالة اجتماعية في التوزيع من 1960 حتى 2009 فمازال الوضع على ما هو عليه ناس وناس!
هؤلاء الذين ازدادوا ثراء اصبحوا يملكون شركات واصبحوا اصحاب رؤوس اموال ولا يدفعون اي ضرائب للدولة ولا يعينون غيرهم من الطبقة الكادحة ولا تستفيد منهم الدولة في المشاريع التجميلية او الانشائية كتبرعات اسوة بالشقيقة السعودية التي تجبر امثالهم فيها طوعا او كرها على تجميل المناطق مقابل المناقصات او الترسيات.
عموما نحن السواد الاعظم من الكويتيين ذوي الدخل المحدود لا يعنينا تبديد اموال الدولة على حفنة تجار هربوا اموالهم للخارج.
نناشد نواب مجلس الامة الافاضل من الشرفاء الذين يمثلوننا رفض مثل هذه القوانين التي تبدد وتهدر أموال الدولة.
البلد يفتقر الى المقومات الأساسية من البنية التحتية ويعاني من نقص في المستشفيات والمراكز الصحية ومن نقص في المدارس والجامعات، واصبحت الجامعة اليتيمة لا تكفي اولادنا واحفادنا حيث يتم ارسالهم للدول العربية والأجنبية وبالآلاف.. لماذا كل ذلك؟ رسوم الدراسة لأحفادنا ولأولادنا في الخارج باهظة جدا ألا يجدر ان نبني بتلك المليارات جامعات.. حتما سنجعل ديرتنا جنة «جنة الله على هالارض» ولكن من يسمع.. يبدو ان بعض المسؤولين سعداء بأن الدولة اغلب مبانيها مؤجرة ومؤقتة و«تفشل».. «ليش ديرتنا محرومة من خير البترول»؟!
لا الوطن ولا الشعب مستفيد من المليارات التي سوف يتم تبديدها على مجموعة أشخاص يقال إنهم يملكون شركات «خسرانة»؟ والدولة «شكو فيهم».
الوطن والارض اولى من هؤلاء الذين هربوا فلوسهم للخارج وباستثمارات فاشلة؟ شنو صار يوم وزعتوا فلوس الدولة قبل الغزو عند انهيار البورصة على مجموعة اشخاص وكذلك بددتم اموال الدولة على نفس الاشخاص بحجة المديونيات الصعبة وذلك بعد التحرير ومازلنا على تلك السياسة العرجاء.
الشعب من السواد الاعظم لا يرضى بتبديد اموال الدولة على التجار «يبا ابنوا مستشفيات وجامعات ومستوصفات ومباني حكومية بدلا من المؤجرة.. الوطن يئن من الاهمال مقارنة بالدول الاخرى الخليجية» نحن كشعب على قد حالنا لا نرغب في مساعدتنا ولا اسقاط مديونياتنا ولكن نرفض مساعدة التجار الذين هربوا فلوسهم للخارج ويصيحون «خسرنا».
ماذا دفع هؤلاء للوطن او للشعب؟ حتى الزكاة قد لا يدفعونها ولا ضرائب، الشعب يتألم بشدة وهو يرى بعض المتمصلحين يتطلعون الى اقرار قانون النهب والسلب وتفليس الدولة ولكن املنا كبير في النواب الشرفاء لرفض هذا القانون الجائر بحق الوطن لأنه تبديد وهدر للأموال العامة وسرقة ما بعدها سرقة «سرقة العصر» نرغب كشعب في تحويل تلك المبالغ لتجميل الوطن الغالي في قلوب البعض رغما عن انف البعض.. آه يا وطن.. وألف آه على تجاهلك!
وما نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل.. البلد بحاجة الى بنية اساسية بدلا من تبديد وهدر الأموال على حفنة من الشركات؟
مواطن «يمثل السواد الأعظم من ذوي الدخل المحدود».
فاكهة الكلام:
يقول أحد الحكماء حول آداب الكفاح في الحياة: عندما تخسر جولة في رحلة الحياة.. لا تخسر التجربة.. وانهض فورا مستبشرا.. فتلك هي أولى درجات النجاح.
تعليقات