مازلتم تسبون الجويهل وتنتقدونه لبذاءة لسانه، بينما تقفون إجلالا واحتراما لبذاءات نوابكم وممثليكم،.. مقطع من مقالة غازي العنزي
زاوية الكتابكتب يوليو 15, 2010, 12:17 ص 1780 مشاهدات 0
ومن بعدك? ?يا فضالة؟?!?
Thursday, 15 July 2010
غازي? ?العنزي
بعدما القي? ?القبض على خالد الفضالة خرجت الأصوات من هنا وهناك تنذر لتحول الكويت الى دولة بوليسية،? ?يعتقل فيها كل صاحب رأي،? ?بل وشبهوا خالد الفضالة بمحمد عبدالقادر الجاسم،? ?والنفيسي? ?والمباركي،? ?مثلما شبهوا من قبله الطاحوس بهم?!?
ونسب الفعل كجريمة ارتكبت بحق الشعب من قبل سمو رئيس الوزراء وحكومته،? ?وقالوا ما قالوا في? ?هذا الرجل،? ?بل? (?وزادوا العيار حبتين?) ?عندما ضمنوا كلامهم بأن ناصر المحمد ليس وطنياً? ?ولا? ?يحب الشعب الكويتي? ?وكأنه رئيس مجلس وزراء مملكة سيراليون وليس الكويت?!?
المشكلة لا تكمن في? ?الاعتقال،? ?أو في? ?ردة فعل رئيس مجلس الوزراء،? ?بل المشكلة تكمن في? ?عقول بعض أبناء الكويت،? ?الذين دائما ما? ?ينجرفون وراء العاطفة الكذابة وللأسف دائما? ?ينظرون للمذنب بأنه بريء وصاحب الحق معتدٍ?.?
يا أهل الكويت لو جاءكم شخص واخطأ في? ?أحدكم ونعتكم بنعت قبيح أتتركونه؟
يا أهل الكويت لو خرج منكم رجل وسب أو قذف أحدكم ألستم بمقاضيه؟
إذ كانت إجابتكم بلا فاسمحوا لي? ?بأنكم كاذبون ولو كنتم صادقين لما وجدنا الألوف المؤلفة في? ?قصر العدل،? ?ولأغلقت المخافر،? ?وتسرح أفراد الشرطة?.?
أما لو كانت إجابتكم بنعم فعجبا منكم كيف تقرون أمرا لأنفسكم،? ?وتنكرونه على? ?غيركم،? ?أم أن نفوسكم آلاء وأحسابكم ممنوعة،? ?وأنسابكم مرفوعة،? ?في? ?حين نفس? ?غيركم خواء،? ?وأحسابهم مشروعة،? ?وأنسابهم موضوعة?.?
عندما أخطأ خالد الفضالة? -?والإنسان بطبيعته خطاء? ?غير معصوم?- ?وإذ فرضنا أن خطأه صادر عن حسن نية،? ?كان لزاما على الطرف المتضرر أن? ?يتجه للقضاء للفصل في? ?الضرر،? ?ولو كان رئيس مجلس الوزراء قد مارس التعسف في? ?موقفه لكنت ضده كما أنا في? ?غالب أفكاري? ?وكلامي? ?الذي? ?يقف ضده،? ?ولكنه كحال أي? ?مواطن اتجه للقضاء لأخذ حقه،? ?وليس خالد الفضالة بأفضل من محمد عبد القادر الجاسم أو? ?غيره?.?
يا ناس،? ?لغة الحوار بين أهل الكويت اختلفت وذلك نتاج لاختلاف التركيبة السكانية في? ?الكويت،? ?منذ نشأت الكويت وهناك أراء متعددة في? ?المجتمع الكويتي،? ?ومنذ الأزل وهناك من أفراد الشعب من? ?يختلف في? ?أمر ما مع السلطة أو النظام أو مع أحد أبناء الأسرة،? ?وقبل وجود مجلس الأمة وأهل الكويت? ?يتناقشون فيما بينهم ويختلفون،? ?ولكن لهجتهم كانت في? ?خلافهم هي? ?لهجة العتب? ?غير مجرح،? ?وكانت لهم روح تختلف تماما عن روح النقاش اليوم،? ?وكان الاحترام موجود بين المختلفين،? ?والود والرحمة والعطف موجود بينهم،? ?وكان كبار القوم? ?ينهرون صغارهم في? ?حال بدا منهم ما فيه قلة أدب أو عدم احترام،? ?وعمرت الكويت وتقدمت عندما كان هذا أسس الحوار وتلك مقومات الحديث والمناقشة بين أبناء الكويت الأولين?.?
ولكن بعدما تغيرت التركيبة السكانية وأصبح هناك ثقافات أخرى دخيلة على الكويت? ?غير ثقافة أهل الكويت،? ?صار هناك اختلاف في? ?الحوار وأسسه،? ?فمن كانت ثقافته النهر والتجريح لنيل المطالب نقلها من مجتمعه القديم إلى مجتمعه الحديث،? ?ومن كان مجتمعه? ?يعتمد على الشخصانية في? ?الحوار،? ?نقلها معه في? ?مجتمعه الجديد،? ?وقد وقع التقليد وبكثرة من صغار القوم لأفعال وأقوال المتبجحين،? ?لما لتلك الأفعال من قبول في? ?أوساط هذا المجتمع الكويتي? ?الجديد،? ?وصار من? ?يريد الشهرة والأضواء ما عليه سوى تجريح كبار القوم وكبار الأعمار حتى? ?يصفق له الجمهور،? ?فخالد وأمثال خالد ماذا ستخسر لو نقلت وجهة نظرك بلباقة وموضوعية أكثر،? ?بعيداً? ?عن الابتذال والتدني? ?بالطرح،? ?ولماذا لا تحذو حذو أجدادنا في? ?تناول القضايا العامة وكيفية معاملتهم مع بعضهم بعضا،? ?وجنبت نفسك ومجتمعك هذا الوضع؟
و أنتم? ?يا شعب الكويت مازلتم تذكرون كلمة قالها أحد أبناء الأسرة في? ?الاحتلال العراقي? ?على البلاد،? ?ومازلتم تعدونها شتيمة لكم ولم تصفحوا عن قائلها وترددونها وتنكرونها عليكم،? ?وبذات الوقت تقرون لسفهائكم وصغاركم من النيل والتعدي? ?على? ?غيركم،? ?ومازلتم تسبون الجويهل وتنتقدونه لبذاءة لسانه،? ?بينما تقفون إجلالا واحتراما لبذاءات نوابكم وممثليكم،? ?ألا عجبا لكم? ?يا شعب الكويت?! ?
تعليقات