سمران يحييكم ويتمني من يعطيه ضباً كالأخبطوط بول يتنبأ لنا أي مصيرٍ ينتظرنا ؟

زاوية الكتاب

كتب 2437 مشاهدات 0


 



سمران يحييكم 
الأخطبوط بول والضب طخطيخ 
 
كتب عبدالله المطيري
قبل كل شيء نبذة تعريفية لمن يجهل الأخطبوط الفذ بول، هو حيوان، نعم حيوان وابن ستين حيوان، يقوم الألمان بتدليل هذا الحيوان ووضع مربعين قبل كل مباراة من مباريات منتخبهم في كأس العالم، وعلى أحد المربعين علم ألمانيا، وعلى الآخر علم الفريق الخصم، ثم يذهب الأستاذ الأخطبوط بول ويختار أحد المربعين ليجلس فوقه متربعاً ومعلناً الفائز في تلك المباراة، والفائز طبعاً هو صاحب المربع الذي جلس عليه الأخطبوط بول، وإلى الآن أصاب الأخطبوط في جميع مباريات منتخب ألمانيا سواءً كانت خاسرة أو فائزة ! وأسر بول قلوب الملايين من الألمان والأوروبيين بعد ذلك، حتى أن أحد أكبر مطاعم أسبانيا بعد صدق توقعات الأخطبوط بفوز أسبانيا، أزال الأخطبوط من لستة الطعام المقدم إكراماً واحتراماً له.
يا من يُعطيني ضباً كالأخبطوط بول يتنبأ لنا أي مصيرٍ ينتظرنا ؟ سنجعل الضب يكشف الحجب ويحل جميع مشاكلنا بمعرفة المستور، وسنريح الفلكيين والشرعيين من عناء رؤية الأهلة، وسأضع كرتوناً  (وذلك حسب الإمكانيات المتاحة ) أسجل عليه غداً أول رمضان، وكرتوناً آخراً أسجل عليه غداً آخر شعبان، ويمشي الضب ( الذي سأسميه لاحقاً بطخطيخ ) الهوينا ويتمخطر ويختار أي الكراتين يشاء، ونريح الهلال من عناء الخروج لنا وعناء البحث عنه.
وستحتفظ وزارة الصحة بالضب طخطيخ لتعرف مصير العمليات ونختصر الطريق بدلاً من إجرائها وتكبد العناء يتم عرضها على الضب طخطيخ، فإن قال طخطيخ ناجحة، أجروا العملية، وإن قال طخطيخ ليست كذلك، تركوا المريض يقابل مصيره، وأيضاً يقرر طخطيخ من سيسافر لتلقي العلاج في الخارج ومن لا يسافر، وسيحاول الناس كسب ود الضب طخطيخ ونبعث إليه الضبَّان تترى يتوسطون لنا ويشفعون لنا ليتنبأ طخطيخ بشفائهم خارج البلاد.
 وسيهرول الطلاب إلى جحر طخطيخ ويدفعون إليه بالقُرب ويذبحون له الذبائح ويستغيثون بهِ ويتقربون إليه ليُخبرهم ماهو مصير السنة الدراسية كي يوفروا الجهد والسهر في مذاكرة ربما يكون آخرها رسوب!
وسنحل مشاكل المزدوجين كذلك، وسنحفر جحرين أمام كل بيتٍ، أحدهما عليه كلمة مزدوج، والآخر ليس بمزدوج، وسيحدد الضب طخطيخ من المزدوج ومن غير المزدوج.
 إن ذلك لمضحك فعلاً ؟ حيوان لا يملك من الأمرِ شيئا يأسر ألباب الملايين  ويسطو على عقول الناس ليتسيدهم ويعتقدون فيه معرفة الغيب؟ وإن الله ليُملي لهم ليزدادوا في طغيانهم يعمهون، ويفتنهم فيما اعتقدوا وآمنوا بهِ مصدقين { إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً} فهو أصاب في جلوسه على المربعات، وهم رضوا بأن يكونوا من الخوالف وأن يكونوا من المجانين، فماذا يصنع الله بقومٍ مجانين ارتضوا الأخطبوط إلهاً يعلم الغيب ويتعلقون بهِ ويرهنون عقولهم له، وسبحان القائل قاطعاً في تلك المسألة {وما كان الله ليطلعكم على الغيب} والغريب أن الألمان يعلمون أن هذا الأخطبوط في نهائي أوروبا جلس على المربع الألماني وترك الأسباني ! فظنوا أنهم سيحصدون اللقب، وفازت أسبانيا بعد ذلك!
إننا لنحمد الله في كل صباح مساء أننا على الملة الإبراهيمية ملة التوحيد، وإن البعض من بني جلدتنا للأسف يتفاخر بتقدم ألمانيا والغرب قاطبة ويصفق بيديه ورجليه وأذنيه ويرسل قلمه تيمناً بهم ومدحاً لهم وأنهم أرقى الأمم ! ولا يعلم هذا البعض أن التخلف والإنحطاط العقلي وعدم احترام الذات هو ما بثته القنوات ببثٍ حي ومباشرٍ قبل مباراة ألمانيا وأسبانيا وعرضت من خلاله توقعات الأخطبوط بول الذي لا يعادل عندي عكرة ضب من ضبان صحراء السالمي.
 المشكلة اليوم ليست في الأخطبوط بول فقط، بل هناك من يعتقد في البشر فوق ما اعتقده الألمان في بول، وأنهم يعلمون الغيب ولديهم من الخوارق ما لديهم، يعني كما نقول بلهجتنا ( يا حليل الأخطبوط بول عندهم )، وهذا ربما ما سينزف حبري منكراً له في الأيام القادمة إن سنحت لي الفرصة، فتربصوا إني معكم من المتربصين، وسمران يحييكم.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك