لأن النسب مرتفعة وكذلك معدلات النجاح، عبدالوهاب الفهيد يرانا «ابتلشنا» بالناجحين هذا العام!
زاوية الكتابكتب يوليو 12, 2010, 12:25 ص 1139 مشاهدات 0
ابتلشنا» بالناجحين هذا العام!
الاثنين 12 يوليو 2010 - الأنباء
الأعداد الكبيرة للناجحين في الثانوية العامة لهذا العام ستؤدي الى تكدس الجامعة والتطبيقي، هذا ما أكده بعض الأكاديميين، وهذه مشكلة أزلية تعاني منها الكويت كل عام، اما ان يكون هناك تدن بالنسب في مخرجات الثانوية العامة! وإما ارتفاع في النسب!
فالتربية عندما تتهم بتدني النسب وضعف المخرجات في الثانوية وغيرها ينعكس ذلك على طلبتنا وأهاليهم، وعندما ترتفع النسب ـ كما هو حال هذا العام ـ تضج من ذلك جامعة الكويت والتطبيقي باعتبار ان هناك كما من الطلبة يثقل كاهل الجامعة والتطبيقي نظرا لأن السعة الاستيعابية لهما محدودة جدا.
فمعدل النجاح لهذا العام يبلغ أكثر من 27 ألف طالب وطالبة في الثانوية العامة ناهيك عن معدلات النسب العالية يعلله بعض المسؤولين في الجامعة والتطبيقي بتدني مستوى جودة التعليم خاصة في ظل وجود النظام الجديد المعمول به، حيث ان هذا النظام يزيد في المعدل التراكمي وهو ما يسهل من رفع نسبة معدلات النجاح وارتفاع النسب.
وبعضهم يرى ان من أسباب النجاح لطلبتنا سهولة الاختبارات باعتبار انها أسهل مما كانت عليه في السنوات الماضية! والسؤال الذي يطرح نفسه دائما: أين الخلل؟! هل هو من النظام الجديد المعمول به في الثانوية العامة أم فيمن وضع هذا النظام الذي يوصف أحيانا بالهابط؟ أم ان طلبتنا مستواهم في الأصل هابط وضعيف؟
أرى ان العملية التعليمية في الكويت خاصة بعد التسعينيات مرت بمراحل متذبذبة ومضطربة باعتبار ان كل وزير يأتي لهذه الوزارة المغلوبة على امرها يقوم بوضع صياغة جديدة للعملية التعليمية تحمل الطابع الفكري او التطبيقي او التوجيهي ـ ان صح التعبير ـ الذي يميل اليه ذلك الوزير او تلك المجموعة الضاغطة في صنع القرار بوزارة التربية.
مسؤولو الجامعة والتطبيقي قد يكونون معذورين إذا تخوفوا من نسب النجاح في الثانوية العامة لأن الجامعة والتطبيقي غير قادرين على حمل المزيد من آباء الطلبة ومتطلبات قبولهم حيث ان الامكانيات محدودة.
فاليوم النسب مرتفعة وكذلك معدلات النجاح، وأبناؤنا الطلبة والطالبات فرحون بهذه النسب العالية، ولكن الخوف كل الخوف من ان وزارة التربية تتأثر بتلك التصريحات التي يطلقها بعض الأكاديميين في الجامعة او التطبيقي او غيرهما عن ان تلك النتائج الباهرة لطلبتنا راجعة لسهولة الاختبارات ولضعف مستوى الطلبة ولضعف جودة النظام التعليمي الجديد ويعتبر نجاح أبنائنا انجازا هابطا!
ولاشك ان مثل هذه التصريحات تتأثر بها وزارة التربية وتنعكس على قراراتها للعام الدراسي المقبل، فبدل ان نسمع ونقرأ عن النسب والمعدلات العالية لطلبتنا للعام القادم نقرأ عن الفشل والرسوب لا سمح الله، فالجامعة والتطبيقي كأنهما ابتلشا بالناجحين من طلبتنا لهذا العام الدراسي! إذن ما العمل وما الحل؟ وماذا يصنع أبناؤنا الطلبة في هذا التأرجح في اتخاذ القرارات الصعبة من قبل القائمين على وزارة التربية؟! من يحل هذه المعضلة؟! هل هو مجلس الأمة الذي انشغل بالاستجوابات، واستعراض العضلات في اتهام الحكومة ورئيسها، وأصبح البعض منهم أبطالا قوميين على حساب مصلحة البلد وتوجهات الناخبين؟! أم الحكومة التي تقوقعت على نفسها وأخذت تبحث للرد على هذا وذاك من النواب وغيرهم؟! أصبحت مشكلة طلبتنا ووزارة التربية تحتاج إلى قرارات حاسمة وحازمة لحل هذه المشكلة إما بإنشاء جامعة أخرى أو كليات تابعة للجامعة أو أكاديميات تابعة للجامعة أو التطبيقي وتكون سعتها الاستيعابية قابلة لاحتواء مخرجات الثانوية العامة وما يعادلها، والأهم من ذلك ألا تكون تلك القرارات بيد وزارة التربية ولا غيرها من وزارات أخرى.
تعليقات