كفاية بهدلة للخطوط الكويتية برأى د.عبدالرحمن العوضي

زاوية الكتاب

كتب 1065 مشاهدات 0





يكفي بهدلة للخطوط الكويتية
 
الاثنين 12 يوليو 2010 - الأنباء
 
 

سمعنا كثيرا في الأشهر الأخيرة عن مشاكل «الكويتية»، وسمعنا أيضا ان هناك تعطيلا لميزانيتها وتوجها لخصخصتها، وانتظرنا لعل الأمر يكون سريعا، خاصة ان هذه الأيام فترة الصيف الحار سيضطر كثيرون للسفر للخارج، ومازالت الخطوط الكويتية هي الناقل الأكثر أهمية في هذه الرحلات، ولقد ظهرت علينا شركات خاصة إلا انها لا تخفف أكثر من 20% في أحسن الأحوال من العبء الكبير الذي تتحمله «الكويتية».
وهذه الشركة العملاقة حملت علم الكويت الى بقاع العالم على مدى اكثر من 60 عاما، لكننا نجد ان المفسدين في داخلها وخارجها بدأوا يسيئون اليها ويجعلونها مجالا للمناوشات والمزايدات في الصحافة ومجلس الأمة وسمعنا ايضا انه في مجلس الوزراء يوجد من يعرقل تعزيز إمكانيات هذه الشركة التي كانت نموذجا لشركات الطيران في المنطقة، وقد شاركت في إنشاء الكثير من شركات الطيران في المنطقة وأصبحت هذه الشركات بسبب دعم حكوماتها تنافس «الكويتية» بل أصبحت أكثر شهرة في العالم.

كل هذا قبلناه، على أمل أن تكون نتيجة الحسم في قضية «الكويتية» قريبا، ولكن آخر ما عرفناه من على صفحات الجرائد الكويتية وبحروف بارزة ان «الكويتية» أوشكت على الإفلاس وان حجم ميزانيتها لا يمكّنها من دفع رواتب الموظفين، وأنا استغرب كيف يحدث مثل هذا الشيء لشركة عاملة وفاعلة وكانت معجزة في الكويت، وكيف تعامل بهذه الصورة السيئة في حين نرى الإنفاق والهدر في تسديد مبالغ طائلة على المعسرين من المال العام، بالإضافة الى الزيادات الكبيرة في رواتب الموظفين، وما نسمعه من تهديدات من أعضاء مجلس الأمة بأنهم سيصرون على إصدار قانون سداد المديونيات لقروض المستهترين من المواطنين عن طريق التبذير وعدم الاهتمام بما سيقع عليهم من عقاب، وكذلك أستغرب موقف العاملين في هذه الشركة الذين لم يتحركوا في المجتمع، ولدى المسؤولين في الحكومة، وإقناع مجلس الأمة بأن مصدر رزقهم هذا يجب ألا ينقطع. عبارة «الكويتية أفلست» على صفحات الجرائد عيب كبير وجريمة في حق هؤلاء الناس الذين يعملون ليلا نهارا رغم كل الصعوبات التي تعترض طريق تطويرها، ورغم ذلك فإن العاملين حرصوا على ان تستمر الطائرات في مواعيدها بانتظام عن طريق الصيانة المتميزة.

أرجو ان نستعجل في إيجاد حل سريع لإنقاذ هذه الشركة العريقة التي أوصلت علم الكويت الى بقاع العالم، فأنا على يقين بأن صاحب السمو الأمير، حفظه الله، شخصيا مهتم بالخطوط الكويتية لأنها تمثل تاريخنا ولا يجب ان نتركها تندثر دون إعطائها الدعم اللازم وكرمز من رموز النشاط الكويتي في العالم.

كما اننا نعلم ان أغلب شركات الطيران قد خسرت في السنوات الثلاث الأخيرة وبصورة خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تعرض لها العالم أجمع، كما ان بعض الشركات قد اندمجت بعضها مع بعض لضمان السوق الأكبر وتوزيع الخسارة على الجميع، إلا اننا لم نسمع عن دولة تساهلت وتركت خطوطها الوطنية تنتهي أمام أعينها، كما اننا لم نجد أي دولة من هذه الدول تقبل انهيار شركاتها الوطنية، حيث ان أغلب هذه الشركات قد دعمت مقوماتها ولم تسمح لها بالانهيار لكي تتمكن من الاستمرار رغم هذه الصعوبات.

هذه في نظري هي أكبر خسارة للكويت، لأن ترك الأمور بهذه الصورة وتداولها دون تحرك بصورة فورية من السلطات المختصة لإسعافها سيترتب عليه هزة كبيرة في اقتصادها ولا نعرف كيف يقف المسؤولون دون تدخل لإنقاذ شركة وطنية كالخطوط الجوية الكويتية، وكل ما أرجوه ان تأخذ هذه المسألة أهمية خاصة وألا تترك الأمور هكذا، لأن انهيار شركاتنا الوطنية سيكون رد الفعل على باقي الشركات بجانب تبذير الأموال الذي نراه كل يوم في مجالات أقل أهمية من إنقاذ الخطوط الكويتية، هذا الرمز المهم الذي خدم الدولة ورفع علمها ويجب أن تستمر في ذلك معززة ومكرمة مع إعطائها جميع ما تحتاج اليه.

هذه الصورة فعلا مسيئة جدا ومتناقضة، وأصبحنا أضحوكة للعالم، لأننا لا نتمكن جديا في المستقبل حينما تعجز الميزانيات ومداخيلنا من النفط عن تسديد الرواتب في الباب الأول ولا نعتقد ان مثل هذا الأمر سيساعد الأجيال المقبلة على العيش بمستوى لا يصل الى نصف ما نعيشه هذه الأيام.

فعلا ينطبق علينا المثل يمسك الحبة.. ويفلت الدبة.
 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك