فيصل الزامل ينتقد تزايد المتقدين لرئيس الوزراء طلبا للشهرة على طريقة المنتقدين لنوري السعيد
زاوية الكتابكتب يوليو 5, 2010, 1:53 ص 907 مشاهدات 0
«أبطال نوري السعيد» في الكويت يتزايدون!
الاثنين 5 يوليو 2010 - الأنباء
كان من عادة رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد في الأربعينيات من القرن الماضي أن يذهب الى مكتبه بالسيارة عبر شارع الرشيد في بغداد، كانت هذه فرصة بالنسبة لأحد العراقيين الطموحين، كلما مرت سيارة رئيس الوزراء قفز صارخا «يسقط عميل الانجليز.. نوري السعيد».. وفي إحدى المرات طلب السعيد من السائق أن يتوقف، ونادى الرجل «المصارخجي»، وقال له: «تريدني أعتقلك حتى تصير بطل عند أهل هالشارع، إي صرخ لي باجر، والله ما راح أسويك بطل» وأكمل طريقه.
وكان العراق في زمن نوري السعيد قد بلغ القمة في ثروته الزراعية من الحنطة والتمور والشعير والأرز الفاخر، وكان يتهيأ لصدارة العالم العربي مع تفجر ثروة النفط، الى أن تولت الأحزاب الشيوعية والقومية والبعثية تفتيته وأوصلته الى ما نراه الآن.
عندنا في الكويت من يعتبر الهجوم على رئيس الوزراء أسرع طريق للشهرة، والبوابة العريضة للدخول الى مجلس الأمة والنيل من خيرات امتيازاته التي تقررت أثناء انتخابات رئاسة 1996، ولولاها لكانت مهنة شبه طاردة، ولكن!!
أسلوب شريحة «أبطال نوري السعيد» يجعل الكلام عن سمو رئيس الوزراء يتكرر لعشرات السنين في ظل المنهج نفسه الذي سيوصلنا حتما الى النتيجة نفسها، أحزاب تتصارع مستخدمة يافطات لا تحصى، ووطن يتمزق ويتحول الى الفقر رغم غناه الذي لا يوصف، وهي نتيجة مؤلمة يتحمل وزرها الصامتون، أكثر من الطامحين.
أداء رئيس وزراء الحكومة سيبقى بطيئا مهما تغيرت الأسماء في ظل هذا المنهج الرديء الذي يعتمد على أسلوب «انهاك الحكم ومشاغلته» وهو مستمر قبل الرئيس الحالي وبعده في ظل نهج العمل (السياسي/ النفعي) الذي غاب عنه جيل يختلف مع الحكم ولا ينتفع من ذلك الاختلاف، كما هو الحال اليوم مع الأسف، وهو حال تتحمل السلطة فيه أكبر المسؤولية، فهي التي فتحت باب «الاسترضاء» فتزاحم عليه عاطلون عن العمل تحولوا بسرعة الى أثرياء وفي سنوات قليلة من النشاط (السياسي/ النفعي).
جزء من المسؤولية يتحمله قادة الرأي الذين يستدرجهم الصياح في جزئية هنا وجزئية هناك ويغفلون عن الصورة الكلية، وفيما يتعلق بالأداء الحكومي فلن يتمكن أي «سوبرمان» من تحقيق طموحاتنا ما لم نوقف اعتبار «العمل البرلماني أسرع طريق لتجميع الثروة» كما كان يقول جاسم البحر، رحمه الله.
نعم، لقد مرت على الكرسي الوزاري شخصيات متميزة في الأداء والعطاء، وهي وحدها التي استهدفها بالملاحقة (السياسي/ النفعي) والناس تعرف عناصر دخلت الوزارة لأسباب غير مهنية، تم إقناع المسؤول بتعيينهم «لتحقيق التوازن» دون النظر الى الكفاءة والأمانة، فكانت لها ممارسات سيئة، ومع ذلك فقد خرجت بسلام لتتفرغ للثروة التي رتبتها مع آخرين، ومع ذلك لم يطلهم سؤال أو استجواب.. هل هذه صدفة؟ أم أنه منهج إنهاك وإضعاف الدولة الذي يتابعه نفر شقي في هذا الوطن، لا أسعد الله له صباحا ولا أراحه مساء، لا في نفسه ولا في ماله، وجعله ممن يتحسر ذات يوم على ما صنعه بنا، ويقول (ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه).
كلمة أخيرة: في لقاء كريم مع شخصيات من هذا المجتمع حثهم المسؤول على تنبيه أبنائهم ـ المشتغلين في السياسة ـ فقال أحدهم «انتم فتحتم لهم الخزائن والامتيازات، والناس تبع لمن عنده هذه الأمور».
صدق الحكيم، والمرجو أن يستمع الحاكم.
تعليقات