بعد 3 سنوات على انهيار البورضة.. سعود السبيعي يأسف لحال مفجوعى البورصة
زاوية الكتابكتب يوليو 5, 2010, 1:52 ص 1131 مشاهدات 0
ركلات النواب وصفعات الحكومة
الاثنين, 5 يوليو 2010
سعود السبيعي
ثلاث سنوات مضت على الانهيار المدوي للبورصة ومازال المؤشر في هبوط دون مظلة متجهاً الى الهاوية، وصيحات آلاف المتداولين المتضررين تلاشت في فضاء المسرح السياسي، وتساقطت آمالهم وذوت هممهم كما تذوي أوراق الخريف تحت شمس الصيف الحارقة.
كانت النفوس كباراً ولكنها سحقت بأحذية اللامبالاة، وبلكمات السياسيين، تكالبت عليهم صفعات الحكومة وركلات النواب، حتى لم يتبق في أجسادهم مغز سهم ولا في محافظهم سيولة أو عمولة!
انفضت عنهم الدولة بقضها وقضيضها كأن لم يكن هناك في الكويت سوق للأوراق المالية يجب أن يلقى الرعاية من الجميع، لأن تعافيه وعودة الحياة إليه دليل على تعافي وقوة الاقتصاد الوطني، وهو المعيار الوحيد لقياس متانة اقتصاد الدول، ورغم أهمية ذلك فإن الفصل التشريعي الثاني لمجلس الأمة انتهى ولم تتم مناقشة انهيار سوق الأسهم باعتباره كارثة اقتصادية تهدد آلاف الأسر الكويتية! ليس المطلوب تعويض المتضررين فجميع المتداولين يدركون أن عليهم تحمل نتائج قراراتهم ولكنهم في الوقت نفسه على يقين بأن المشكلة ليست فردية حتى يتحملوها بمفردهم، بل لابد من عمل جماعي مؤسسي ترعاه الدولة لتدارك هذا الانهيار المستمر. إن الحل ليس بتعويضهم عما فاتهم من كسب وما لحقهم من خسارة، وإنما بالحد من مسلسل الهبوط وإيقاف الخسائر عند حد معين تمهيداً لإنعاش السوق وعودة دوران النشاط واتجاه مؤشره إلى الأعلى، هذا إذا كان هناك إحساس جدي بالمشكلة وإيمان بضرورة الحل.
ولكن الوضع على ما يبدو غير ذلك فلا إحساس بمشكلة ولا إيمان بحل والأمور تسير نحو مستقبل مظلم وكأني أرى فيما يرى النائم مقابر جماعية في غرف التداول داخل البورصة، نتيجة الانتحار الجماعي للمتداولين، بينما أعضاء غرفة التجارة يقلمون أظفارهم في غرف المساج على أنغام سيمفونية شوبان لا يسمعون فيها لاغية.. ترتج جنوبهم من العافية، بعدما ذهبوا في إجازاتهم السنوية، ولم يكلفوا انفسهم عناء المواساة والعزاء لضحايا بورصة الكويت، فلا بيان صدر منهم ولا استنكار نقل عنهم، وكأن سوق الأسهم كالفاتيكان داخل روما لا علاقة لحكومة وبرلمان ايطاليا به.
النواب حزموا حقائبهم وتفرقوا أسرابا في منتجعات الله الواسعة، بينما مفجوعو البورصة يتقلبون على نار الخسائر التي تزداد يوماً بعد يوم.
تعليقات